القتال الأسوأ منذ عامين يزيد الانقسام ويخلّف الدمار

7
القتال الأسوأ منذ عامين يزيد الانقسام ويخلّف الدمار
القتال الأسوأ منذ عامين يزيد الانقسام ويخلّف الدمار

نسرين سليمان

أفريقيا برس – ليبيا. اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدد من أحياء العاصمة طرابلس ليلة الجمعة، ولم تتوقف حتى السبت، بين مجموعتين مسلحتين في شارع الزاوية ومنطقة باب بن غشير وشارع الجمهورية، ومجموعات أخرى في بوابة الجبس، تضمنت داعمين لرئيس الحكومة المعين من البرلمان باشاغا.

وأكدت مصادر خاصة في تصريح لـ»القدس العربي» أن الاشتباكات الأسوأ منذ عامين والتي تواصلت حتى السبت، اندلعت بين «جهاز دعم الاستقرار» و»اللواء 777»، مؤكدة وقوع عشرات القتلى والإصابات دون إحصائية دقيقة، فضلا عن نشوب حرائق في عدد من الشقق السكنية والسيارات.

ونشرت صفحة «اللواء 777 قتال» مقطع فيديو يظهر فيه آمر اللواء هيثم التاجوري، متوعدا من يهاجم مقراته بجاهزيته للتصدي لهم.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس إلى 191 شخصا ما بين قتيل وجريح.

ووقعت الاشتباكات بين كتائب محسوبة على باشاغا وأخرى محسوبة على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وذلك بعد تلميحات عديدة وتحذيرات من باشاغا باللجوء الى السلاح في حال لم يتمكن من الدخول إلى طرابلس .

وخيّمت أجواء من الهدوء الحذر في العاصمة طرابلس، الأحد، بعد اشتباكات ليلة الجمعة وصباح السبت، حيث شهدت المدينة تراجعا في المظاهر المسلحة في مناطق الاشتباكات، فيما بثت شركة الخدمات العامة تسجيلًا مصورًا لعمليات إزالة آثار الاشتباكات من أمام مستشفى الحروق، وبريد شارع الزاوية، ومنطقة باب بن غشير.

وأمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، باتخاذ الإجراءات الفورية بالقبض على جميع المشاركين في العدوان على العاصمة طرابلس وترويع الآمنين، ولا يستثنى من ذلك أحد عسكريين كانوا أم مدنيين.

جاء ذلك في خطاب وجهه الدبيبة إلى وزير الداخلية والمدعي العام العسكري والأجهزة الأمنية ذات العلاقة، مطالبا إياهم بتنفيذ أوامره إنفاذا لأحكام القانون، كما أمر الدبيبة بالقبض على أي أشخاص يشتبه في تورطهم بأي شكل من أشكال الدعم مع «العصابات الخارجة عن الشرعية».

وقرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تكليف لجنتين لحصر الأضرار ببلديتي طرابلس المركز وأبو سليم.

كما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، الأحد، تشكيل غرفة عمليات عسكرية للدفاع عن طرابلس في أعقاب محاولة زعزعة الأمن والاستقرار، ومحاولة دخول تشكيلات مسلحة من الشرق والغرب إلى العاصمة.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، السبت، إن العاصمة طرابلس تعرضت لما وصفه بعدوان مخطط من الداخل والخارج.

وأضاف الدبيبة، خلال تفقده قوات عسكرية في طرابلس، أن زمن الانقلابات ولى ومن يريد أن يحكم البلاد بالبارود والنار نقول له أنت تحلم، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لحل الأزمة في ليبيا هو طريق الانتخابات، حسب فيديو بثه على صفحته على موقع فيسبوك.

في المقابل قالت وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، السبت، إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري من عبث واقتتال وصراع من أجل النفوذ والمصالح على حساب المدنيين في العاصمة طرابلس، مشددة على اتخاذها كل الإجراءات والوسائل التي تمكنها من حماية المدنيين ومؤسسات الدولة.

ووجهت الوزارة في بيان رسالة إلى المجتمع الدولي، معتبرة أن ما يجري في طرابلس نتيجة طبيعية لغياب الدولة والمؤسسات الأمنية؛ بسبب تشبث الحكومة منتهية الولاية بالسلطة، حسب وصفها.

وقال آمر غرفة العمليات المشتركة في المنطقة الغربية الداعم لباشاغا والمقال من رئيس حكومة الوحدة الوطنية اللواء أسامة جويلي، السبت، إن إدخال الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، إلى العاصمة طرابلس ليس جريمة يعاقب عليها القانون، داعيا الجميع إلى الوقوف إلى جانب الحكومة التي اختارها مجلس النواب وعدم الانجرار وراء رغبات أشخاص.

والسبت، قالت حكومة الوحدة الوطنية إن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس جاءت بعد مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة ذاتية تلزم جميع الأطراف بالذهاب للانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية.

بدورها نفت الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، ما تردد عن رفضها أي مفاوضات مع حكومة الوحدة الوطنية، وقال المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا إن الأخير رحَّب طوال الأشهر الستة الماضية بكل المبادرات المحلية والدولية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here