انتخابات غير ليبية

11
انتخابات غير ليبية
انتخابات غير ليبية

أفريقيا برس – ليبيا. يتأكد يوماً بعد آخر عدم صحة الادعاءات الدولية بأن المجال متروك لليبيين لقول كلمتهم عبر الانتخابات واختيار من يشاؤون لقيادة بلادهم، ولا أدل على عدم صدق هذه الادعاءات سوى أن الشخصيات التي تتصدر قائمة المرشحين، وأبرزها خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي وعقيلة صالح، تمثل بلا شك مصالح دولية وإقليمية. وآخر الدلالات كانت عودة الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز في ثوب أممي جديد، لم يسبق أن عرفته هياكل البعثات الأممية، كمستشارة خاصة للأمين العام في الملف الليبي.

توقّف مسار العملية الانتخابية عند مرحلة الاستئناف على الطعون، أعاد شخصيات للمسار الانتخابي لم يكن أحد يتوقع بقاءها، حتى مجلس النواب، الذي صمم قانوناً مفصلاً على قياس أشخاص، يسمح لبعضهم بالترشح ويمنع آخرين. التوقف قبل الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين، التي كان من المفترض أن تُعلن الإثنين الماضي كآخر موعد لها وفق الجداول الزمنية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، لا يبدو فقط رضوخاً للضغوط الخارجية بل أكثر من ذلك، “يبدو تنفيذاً لأوامر”، بحسب رأي مدون ليبي.

وغني عن القول إن وليامز، التي بدأت عملها قبل أن تتسلم وظيفتها، بالتواصل مع أعضاء لجنة 5+5 العسكرية، ومن ملتقى الحوار السياسي، بحسب تصريحات أعضاء في اللجنتين، عادت لترتب مسارات كانت قد دفعت بها أثناء قيادتها السابقة للبعثة الأممية بالإنابة، خصوصاً بعد الاختراقات لمسار العملية السياسية التي سببتها البعثة الأممية في عهد يان كوبيتش، وأبرزها عدم احترامه لخريطة الطريق بقبوله بقوانين انتخابية صدرت بشكل أحادي ولا توافق حولها، وإخفاق ملتقى الحوار السياسي في صياغة قاعدة دستورية حاكمة ومنظّمة للعلاقة بين الأجسام السياسية المقبلة. هذا الأمر سمح بهامش كبير وفراغ تحركت فيه أطراف منافسة لواشنطن، وتحديداً موسكو، التي تمكنت من الوصول إلى مرحلة متقدمة من التأثير على العملية الانتخابية، من خلال الدفع بسيف الإسلام القذافي للترشح وتوفير الحماية له في سبها، بل وربما التأثير على مسار عمل محكمة سبها لضمان رجوعه إلى السباق الانتخابي.

لا شك أن عودة وليامز للمشهد الليبي، على الرغم من أنف موسكو، من خلال وظيفة أممية مستحدثة، وراءها انخراط أميركي أكثر كثافة لا يعبّر عن شيء إلا عن مخاوف تتجاوز القلق من التوغل الروسي الحثيث في الملف الليبي، وربما لحسابات أخرى تتجاوز ليبيا. لكن على الصعيد الليبي ستفرز هذه العودة حالة من تصعيد التنافس الدولي والإقليمي المفتوح على كل الاحتمالات، وأكثر تلك الاحتمالات قرباً للواقع هو تأجيل الانتخابات، وإن كان ذلك سيأتي تحت ذرائع مثل معالجة العملية الانتخابية، إلا أن المقابل لا يؤكد شيئاً سوى أن الانتخابات الليبية غير ليبية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here