أفريقيا برس – ليبيا. وجه سياسيون ليبيون أصابع الاتهام للميليشيات بالتسبب في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس نهاية الأسبوع الماضي، ما يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف الليبية على حل عقدة التشكيلات المسلحة التي تنتشر في ليبيا.
وكانت ميليشيات موالية لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا قد اشتبكت نهاية الأسبوع الماضي مع ميليشيات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها والذي يرفض تسليم السلطة عبدالحميد الدبيبة.
وتشهد ليبيا تصاعدا لافتا للغضب حيال الميليشيات المسلحة وحيال ما يصفها متابعون بـ”فوضى السلاح” التي تقوض فرص التوصل إلى أي تسوية محتملة وتعيق عملية إجراء انتخابات في البلاد.
عزل الميليشيات
حيال ذلك، دعا رئيس مجموعة العمل الوطني خالد الترجمان إلى تفكيك الميليشيات بما يمكن من إنهاء الاشتباكات بشكل تام، وفق رأيه.
وقال الترجمان في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز” إن “موضوع الميليشيات في العاصمة أصبح معلوما للقاصي والداني، ويجب تفكيك هذه الميليشيات ونزع سلاحها”.
وتابع الترجمان أن “هناك مسألتين أساسيتين لتحقيق ذلك، إما باتخاذ موقف حاسم من هذه الميليشيات من قبل الدول الداعمة لها والدول المسيطرة على المشهد الليبي، وكذلك دعم القوات المسلحة لبسط سيطرتها على بقية أجزاء البلاد من تاورغاء إلى رأس جدير”.
وأكد أنه “بعد تحالف الجويلي مع باشاغا أصبح جنوب غرب طرابلس تحت سيطرة القوات المسلحة، ما يعني 90 بالمئة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي ولم يبق لهذه الميليشيات سوى العاصمة التي تتقاتل فيها من أجل المناصب والمال”.
وختم الترجمان بالقول إنه “لحل عقدة الميليشيات يجب عزلها عن الحياة الاقتصادية التي توفر لها المال، أو الاستجابة لنداءات المشير خليفة حفتر التي أطلقها في وقت سابق بشأن ذلك”.
التفكيك التدريجي
من جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي إن “موضوع تفكيك ودمج المجموعات المسلحة في ليبيا ليس بالأمر السهل بعد أكثر من عشر سنوات من تأسيسها وتسليحها وإهمال بناء الجيش، من الصعب الآن تفكيكها ونزع سلاحها فجأة إلا بخطوات تدريجية مدروسة في ظل دولة مدنية مؤسساتها تخضع لحكومة واحدة قوية باسطة يدها على كامل تراب الوطن”.
وبين لنقي في تصريحات أدلى بها لـ “إرم نيوز” أنه “في البداية أعتقد أن العملية تكون عن طريق اللجنة العسكرية 5+5 بعد زيادة أعضائها ومنحها صلاحيات وسلطات أوسع، حيث يتم تشكيل لجان عسكرية تضم عسكريين من الغرب والشرق والجنوب تكلف بمهام عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، كحراسة الحدود ومحاربة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية وتأمين الطريق الساحلي الممتد من غرب البلاد إلى شرقها”.
وتابع قائلا إن “الخطوة التالية يتم تسليم السلاح الثقيل الذي تملكه المجموعات المسلحة إلى جهةٍ يتفق عليها، والسلاح المتوسط يتم تخزينه في مدن الجماعات المسلحة لفترة زمنية حتى تهدأ النفوس وتستقر الأوضاع الأمنية”.
وختم لنقي بالقول إنه “بالتدريج يتم إدماج الجماعات المسلحة ونزع سلاحها ويطمئن قادة هذه المجموعات لحماية الدولة المدنية”.
مواقف القوى السياسية
من جهته، رأى الخبير الأمني الدكتور عبد المنعم الشوماني أن الميليشيات تبقى معضلة حقيقية في ليبيا بامتلاكها المال والسلاح. وقال الشوماني في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز” إن “المطالبة بحل الميليشيات هو مطلب ملح لكن القوى السياسية تعمل على حل الميليشيات التي توالي خصمها ودعم تلك المؤيدة لها”.
وحول العوائق التي تحول دون تفكيك هذه الميليشيات قال الشوماني: “ما يمنع حل الميليشيات هو عدم قدرة القوات النظامية في غرب البلاد على الحلول مكانها”. وشدد على أن الصراع الحالي بين الدبيبة وباشاغا سيطيل في عمر الميليشيات ويغذيها أكثر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس