تكنو حارة… حلول ذكية لمشكلات أحياء غزة

3
تكنو حارة… حلول ذكية لمشكلات أحياء غزة
تكنو حارة… حلول ذكية لمشكلات أحياء غزة

أفريقيا برس – ليبيا. يسعى طلاب من مشروع “تكنو حارة” إلى تجسيد التطلُعات والأزمات التي تعصف بحارات ومناطق قِطاع غزة، وترجمتها إلكترونياً، من خلال مجموعة مشاريع ذكية، يتم برمجتها إلكترونياً لتتماهى مع أُمنيات الأهالي بحياة أفضل وأكثر راحة.

وتختلف المشاريع الإلكترونية في أفكارها المطروحة ضمن “تكنو حارة”، إلا أنها تتفق في المبدأ العام، الذي يسعى إلى تحسين واقع تلك المناطق إلى الأفضل، من خلال طرح المشكلات والأزمات بطريقة مُغايرة، يتم فيها تجسيد الحلول باستخدام التكنولوجيا، ليصبح من السهل تخيل مدى التغيير الحاصِل في حال تنفيذها على أرض الواقِع.

ويُحاول القائمون على المشروع الربط بين المجتمع والتكنولوجيا التي تخدم الناس، وتأتي وفق احتياجاتهم، من خلال توجيه أنظار الشباب نحو مجالات العلوم والتكنولوجيا، كما يُساهم في بناء جيل مبتكر ومستعد لمواجهة التحديات الحديثة، وقد حصلوا على تدريب عملي في مجالات مثل الروبوتات والبرمجة والإلكترونيات، والذي يمكن الشباب من تطوير مهارات تقنية قوية تمكنهم من التفكير الإبداعي وحل المشاكل.

يتميز المشروع بالتركيز على التفاعل المجتمعي، من خلال الاجتماعات المنتظمة مع أفراد المجتمع المحلي التي تمت بالتنسيق مع بلدية غزة، وقامت بالتنسيق بين الطلاب المشاركين، وبين أهالي ثلاثة أحياء، وهي حي الدرج وحي الرمال وحي الزيتون، وقد تعرف المشاركون على احتياجات ومتطلبات سكان المناطق، بهدف توجيه جهودهم نحو تطوير حلول تكنولوجية تلبي تلك الاحتياجات.

ويشمل “تكنو حارة” مشروع “الحاوية الذكية” ويتضمن النظام تقنية تكنولوجية مزودة بحساسات (Ultrasonic) تستشعر مدى امتلاء الحاوية ببقايا الطعام ومخلفاته، والعلب البلاستيكية وما شابه، ومن ثم ترسل رسالة نصية للجهات المعنية بأن الحاوية قد امتلأت ليتم التعامل معها.

ويقول الطالب صلاح عجور، وهو ضمن المجموعة التي أشرفت على مشروع “الحاوية الذكية”، إن المشروع يهدف إلى خدمة حي الزيتون، الذي يُعاني من ظاهرة التلوث البيئي، وتراكم وحرق النفايات في الشارع، ما دفع إلى الاقتراح المتمثل في ابتكار حاوية ذكية، يُمكنها المُساهمة في حل الأزمة.

ووفق حديث عجور لـ”العربي الجديد”، فإن الحساسات الموجودة في الحاوية الذكية، والمُصممة بهيئة مُغلقة لضمان عدم نبشها من القطط، تُساعد على معرفة مستوى ملء هذه الحاوية، وإصدار تحذير للناس لعدم مواصلة التعبئة، كما ترسل إشعاراً للجهات المختصة في البلدية للمُساهمة في إفراغها، ويرى الشاب أن ابتكار تلك المشاريع المُساعِدة يأتي على قاعدة “الحاجة أم الاختراع”.

وتقول المُشارِكة في “تكنو حارة” نرمين الشوا، وهي صاحبة المشروع التكنولوجي الخاص بتجميع النفايات تحت الأرض “عند زيارتنا للكثير من المناطق في غزة، وبعد جلوسنا مع الأهالي، لامسنا الأزمة المُتعلقة بظاهرة النفايات، ما دفعنا للتفكير في حل يتمثل في تجميع النفايات، عبر حاوية كبيرة بفوهة إلكترونية”، لافتة إلى الدور التكنولوجي المهم في حل الأزمات، وتسهيل حياة الناس.

وفي نفس الإطار، تضمن “تكنو حارة” مشروعاً آخر لفرز النفايات، وهو عبارة عن آلة فرز الحديد والبلاستيك، من خلال تكنولوجيا تعتمد على الحساسات والمستشعرات (Sensors) لفرز الحديد أو المواد الفولاذية تلقائياً عن المواد البلاستيكية في تيار مختلط، بهدف تعزيز كفاءة عمليات استعادة المواد، وإعادة التدوير، مع تقليل العمل اليدوي، وتحسين جودة المواد المُعاد تدويرها.

أما “مشروع التسميد”، فيقوم بتحويل بقايا الطعام وأوراق الشجر، والمواد العضوية والتي تسبب أذى في الحارات ومُختلف المناطق، إلى سماد طبيعي بطريقة آلية، ويحتوي على نظام مراقبة ومعايرة للحرارة والرطوبة باستخدام الهاتف النقال.

وللتغلب على الأزمة المرورية في الحارات المُستهدفة، وباقي مناطق وحارات قِطاع غزة، صاحب الكثافة السكانية الأعلى في العالم، فقد تضمن كذلك مشروع “إشارات المرور”، ويعتمد على نظام إشارات المرور المتقدمة، والتي تقوم بتحديد عدد السيارات المارة من كل اتجاه لمنع ازدحام السيارات وتعمل على السماح بدخول عدد محدد من السيارات في كل اتجاه وتقوم العملية باستخدام مستشعرات حركة.

ولم يغفل فتية مشروع “تكنو حارة” عن المجال الزراعي، إذ يضم كذلك “مشروع الري الذكي”، وهو نظام يقوم على اعتماد نظام الجدولة الآلية لنظام التشغيل الإلكتروني الأوتوماتيكي لعملية الري بواسطة أجهزة استشعار رطوبة التربة من خلال مجسات لاسلكية.

كما يتيح معرفة نسبة المياه التي تحتاج اليها التربة استنادا الى نسبة رطوبتها، كما يمكن أيضاً استخدامه لمعرفة احتياجات الري للمحاصيل الزراعية، بحسب المواسم الزراعية ونوع المحاصيل.

وفي الإطار ذاته، يتطرق “مشروع الدفيئة الذكية” Smart Greenhouses إلى تحسين زراعة النباتات من خلال دمج التكنولوجيا والأتمتة (إنترنت الأشياء IOT)، بهدف خلق بيئة مثالية لنمو النبات مع تقليل استهلاك الموارد وزيادة الغلة، من خلال الحفاظ على أهم العوامل البيئية التي تؤثر على المحاصيل في الدفيئة مثل مستوى ضوء الشمس، ودرجة الحرارة والرطوبة، ورطوبة التربة، ويتم تحقيق ذلك من خلال دمج أجهزة الاستشعار المختلفة وأنظمة التحكم وتقنيات تحليل البيانات.

من ناحيته، يوضح مُنسق المشروع الذي ينفذه مركز “سبارك” للابتكار والإبداع محمد فروانة، أنه وبعد زيارة الحارات والمناطق والأحياء والتعرف عليها، فإن الاحتياجات كثيرة، إلا أن الطُلاب والأهالي توصلوا إلى مشكلات يمكن العمل عليها في مشاريعهم.

ويلفت فروانة لـ “العربي الجديد” إلى أن التفاعل المُستدام مع المجتمع أسفر عن تعزز أهمية ودور التكنولوجيا، كأداة لتحقيق التغيير الإيجابي، ولتكون ذات صِلة مباشرة بمتطلبات واحتياجات الناس، مما يؤدي إلى تطوير تقنيات قائمة على مبادئ التصميم المركز على الإنسان، حيث يُظهِر “تكنو حارة” كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون رافداً مهماً للتغيير الاجتماعي، وكيف يمكن للناس والمسؤولين وأصحاب القرار، أن يكونوا جزءاً من الحَل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here