أفريقيا برس – ليبيا. رصد علماء الفلك انفجارًا ضخمًا غير مسبوق حول ثقب أسود هائل يبتلع نجمًا عملاقًا، في مشهد يجمع بين الظواهر الأكثر تطرفًا في الكون. يُعد هذا التوهج الأكبر والأبعد من نوعه، حيث ينبعث من مجرة تبعد 10 مليارات سنة ضوئية عن الأرض.
حدث هذا المشهد المذهل عندما اقترب نجم تبلغ كتلته 30 ضعف كتلة الشمس من ثقب أسود تبلغ كتلته 500 مليون مرة كتلة الشمس. الجاذبية الهائلة للثقب الأسود مزقت النجم إلى أجزاء، في ظاهرة تُعرف باسم «حدث الاضطراب المدي» (Tidal Disruption Event – TDE)، وفقا لدراسة نشرتها أمس الثلاثاء دورية «نيتشر أسترونومي» أو «علم الفلك الطبيعي».
شبه قائد الفريق العلمي، ماثيو غراهام، المشهد بقوله: «الأمر يشبه سمكة في منتصف طريقها إلى حلق الحوت»، مشيرًا إلى أن الثقب الأسود لا يزال يبتلع بقايا النجم.
بلغ التوهج ذروته ليصبح أكثر سطوعًا بثلاث مرة من أي توهج سابق لثقب أسود، مطلقًا طاقة تعادل 10 تريليون شمس. ووصفت ك. إ. سافيك فورد، عضو الفريق، كمية الطاقة المنبعثة بأنها تعادل تحويل كتلة الشمس بأكملها إلى طاقة.
أدت الجاذبية الهائلة للمنطقة إلى ظاهرة تمدد الزمن، حيث يوضح غراهام: «سبع سنوات هنا تعادل سنتين هناك. نحن نشاهد الحدث يعيد نفسه بربع السرعة».
ندرة الاكتشاف وتحديات الرصد
ما يجعل هذا الاكتشاف نادرًا هو أن «حدث الاضطراب المدي» (TDE) وقع حول ثقب أسود كان نشطًا بالفعل، أي كان يلتهم الغاز والغبار المحيط به. عادةً ما تحجب الأنشطة الطبيعية للثقوب السوداء مثل هذه الأحداث، لكن الضخامة الاستثنائية لهذا التوهج جعلته واضحًا للرصد.
استغرق الأمر خمس سنوات من الملاحظات والتحاليل باستخدام مراصد متطورة مثل مرصد كيك في هاواي لتأكيد طبيعة هذا الحدث واستبعاد الاحتمالات الأخرى، مثل انفجار المستعرات العظمى.
«يُشير» هذا الاكتشاف إلى أن مثل هذه الأحداث النادرة قد تكون أكثر انتشارًا في الكون. «يختتم» غراهام: «لم نكن لنعثر على هذا الحدث النادر لولا مسح ZTF. بعد سبع سنوات من المراقبة، أصبح بإمكاننا تتبع تطور هذه الأحداث الكونية المذهلة».
ينتظر الفريق بفارغ الصبر بيانات مرصد فيرا روبن الجديد الذي قد يكشف عن المزيد من هذه الظواهر الاستثنائية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس





