زيارة المبعوث الأمريكي إلى الجنوب الليبي: تعزيز النفوذ أم تحقيق توازن القوى؟

17
زيارة المبعوث الأمريكي إلى الجنوب الليبي: تعزيز النفوذ أم تحقيق توازن القوى؟
زيارة المبعوث الأمريكي إلى الجنوب الليبي: تعزيز النفوذ أم تحقيق توازن القوى؟

أفريقيا برس – ليبيا. في خطوة استراتيجية لافتة، قام المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيرمي برنت، بزيارة إلى مدينة سبها في الجنوب الليبي، وكان في استقبالهم صدام حفتر قائد القوات البرية التابعة للقيادة العامة المتمركزة في الشرق الليبي، تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها بعد استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة. كما إن هذه الزيارة تعكس تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا، حيث تُظهر سعي الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في جنوب ليبيا الغني بالموارد، والتعاون مع من يحقق الأمن في المنطقة بعيدًا عن الفوضى.

تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة

تمثل زيارة المسؤولين الأمريكيين إلى الجنوب الليبي جزءًا من استراتيجية أوسع لزيادة النفوذ الأمريكي في منطقة شمال إفريقيا، خصوصًا في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية التي شهدتها ليبيا خلال السنوات الماضية. في هذا السياق، ومن خلال سؤال “أفريقيا برس”، للمحلل السياسي محمد امطيريد عن أهداف هذه الزيارة وأبعادها؟

يقول “هذه الزيارة تبرهن على أن القيادة العامة هي الحامية للجنوب، وهو ما يعكس أهمية الدور الذي تلعبه القوات المسلحة في تأمين المنطقة”.

إلا أن مطيريد يوضح أن الهدف الأمريكي هو التعاون الأمني والعسكري وأيضا التنموي، ويأتي هذا في ظل تنافس الأقطاب على تعزيز النفوذ بمنطقة شمال أفريقيا بل في أفريقيا بشكل عام.

ويقول أمطيريد “زيارة سبها تعكس أيضًا محاولة الولايات المتحدة للبحث عن شركاء أقوياء يمكنهم ضمان استقرار المنطقة وحمايتها من التحديات الأمنية مثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود”. وبحسب مطيريد، فإن “هذه السياسة تتسم بالمرونة في التعامل مع جميع الأطراف، مما يتيح للولايات المتحدة تعزيز نفوذها في المنطقة عبر القوة الناعمة وخلق تحالفات استراتيجيّة جديدة تساهم في معالجة القضايا الأمنية والاقتصادية”.

الجنوب الليبي نقطة التوازن

تعتبر مدينة سبها نقطة استراتيجية بالغة الأهمية، إذ تقع في قلب ليبيا وتربط بين الشرق والغرب والجنوب. ورغم الصراعات المستمرة، تبقى المنطقة ذات أهمية خاصة في سياق مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات، فضلاً عن الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.

يرى المحلل مطيريد أن زيارة المبعوث الأمريكي “تُظهر أن واشنطن تسعى إلى إيجاد توافقات مع الأطراف المحلية الفاعلة في المنطقة وتسعى لرسم الطريق لهذه التوافقات”، ويوضح امطيريد أن “الولايات المتحدة تتبع الآن استراتيجية جديدة تركز فيها على دعم الاستقرار وتوفير فرص التعاون بين الولايات المتحدة وبين القوات المسلحة الليبية والمتمثلة في القيادة العامة والتي هي تؤمن الجنوب اليوم”، كما يشير أن “القيادة العامة اليوم منفتحة على كل الأطراف الدولية والتعاون معها مالم تمس هذه الأطراف خلال زياراتها أو لقاءاتها بسيادة ووحدة الدولة الليبية”.

دور الولايات المتحدة في تحقيق التوازن بين كل القوى

الزيارة الأمريكية إلى الجنوب تُعتبر خطوة في إطار السياسة الرامية إلى تحقيق توازن بين القوى المختلفة داخل ليبيا، وتجنب تفاقم الفوضى في الجنوب الذي لطالما كان مسرحًا لصراعات متعددة.

يشير مطيريد إلى أن الولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة “ستكون سياستها أكثر وضوحًا تجاه الملف الليبي”، موضحًا أن واشنطن تسعى إلى إيجاد حلول تحافظ على استقرار المنطقة وتضمن نفوذًا أمريكيًا قويًا في شمال إفريقيا.

ويؤكد المحلل السياسي أن هذا التوازن لا يقتصر على الدعم العسكري فقط، بل يشمل أيضًا العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والتنموية في الجنوب الليبي. وهذا ما تم التأكيد عليه خلال الزيارة، حيث تم التطرق إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري، إلى جانب دعم مشاريع التنمية، مما يعكس رغبة واشنطن في تقديم حلول شاملة ومستدامة لدعم الإستقرار في المنطقة.

في النهاية، تعكس زيارة المبعوث الأمريكي إلى الجنوب الليبي سعي الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال سياسة تعزيز التواجد على الحساب الروسي في المنطقة وتظهر هذه الزيارة أن واشنطن تعمل على إيجاد حلول متعددة الأبعاد تشمل التعاون العسكري والأمني، إضافة إلى الدفع بعجلة التنمية في الجنوب.

وفي ظل التحديات المستمرة التي يواجهها الجنوب الليبي، يتطلب تحقيق الاستقرار خطوات حاسمة تشمل توحيد الجهود السياسية والعسكرية، وهو ما قد يشكل فرصة لليبيا لاستعادة استقرارها السياسي والأمني في السنوات المقبلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here