أفريقيا برس – ليبيا. في اليوم السادس للإعصار العنيف الذي ضرب مدن شرقي ليبيا، ما يزال النصف الشرقي لمدينة درنة المتضررة الأكبر من الفيضانات، يعاني ظروفا صعبة جراء تعسر وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ناجين ظلوا أياما بلا غذاء أو مأوى.
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح إعصار “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 من الشهر نفسه.
انهيار سدود
فيضانات الإعصار العارمة بسبب انهيار سدود المدينة، شطر درنة إلى نصفين وبات الجزء الشرقي منها، بجانب الخسائر البشرية والمادية، أكثر تضررا لتعذر وصول فرق البحث والمساعدة إثر انهيار الطرق السالكة.
تعذر الوصول
هذا ما بدا عليه الحال في الساعات الأخيرة، حيث أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي أحد المنظمات العاملة على إغاثة الناجين في درنة “تعذر الوصول إلى جزء من المدينة”.
وفي بيان بالخصوص، الجمعة، ذكر الهلال الأحمر الليبي: “بعد أن قسمت السيول والفيضانات درنة إلى جزئين أصبح من الصعب الوصول إلى شرق درنة”.
شح الغذاء
هذا الوضع بحسب المنظمة الليبية “أدى إلى نقص في إمدادات الغذاء والدواء ومياه الشرب، لذا قررت فرقنا الوجود على الساحل الشرقي لدرنة وفتح طرق لتقديم المساعدة الغذائية وغير الغذائية”.
الأوضاع الصعبة في شطري درنة، أكدها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، حيث قال في مؤتمر صحفي في جنيف الجمعة، إن “إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة بليبيا ودرنه صعب لانقطاع الطرق”.
ودمرت الفيضانات الجارف المنحدرة من الجبل الأخضر الليبي سدود وادي درنة التي كانت تحبس المياه داخل الوادي الذي يمر من منتصف المدينة، ما أدى لشطر المدينة لنصفين منكوبين.
وعن الوضع بشكل أوضح في الشطر الشرقي لدرنة، قال أحد الناجين فيها إن من علقوا هناك “قاربوا على الموت من الجوع”.
وفي رسالة هاتفية نقلها، الجمعة، أحد النشطاء المدنيين الليبيين عبر صفحته بفيسبوك، عن أحد الناجين العالقين شرقي درنة، تبدو الأوضاع الإنسانية في تلك المنطقة غاية في السوء.
طلب نجدة
وفق الرسالة، قال الناجي من شرق درنة: “اسمي صهيب الفرجاني، أنا موجود في درنه الساحل الشرقي، في مصرف الوحدة الجهة الشرقية معي أشخاص آخرون، لم نستطع الخروج ونطلب النجدة من الهلال الأحمر، والناس هنا حالتهم خطيرة”.
ومعلقا على الاستغاثة، ذكر الناشط الليبي: “قال لي صهيب أعطي رقمي لأي شخص فالناس في المنطقة التي أنا فيها سوف يموتون من الجوع، هناك طفل صغير يشد فيني ويطلب قطعة خبز، يبدو أن الذي لم يمت من الإعصار سيموت من الجوع”.
ومنذ نكبة درنة بالفيضانات غير المسبوقة في تاريخ ليبيا، تعمل عشرات فرق الإنقاذ المحلية والدولية بينها تركيا والإمارات ومصر والجزائر وتونس ودول أخرى، على مسابقة الزمن وانتشال الجثث والبحث عن ناجين وسط ركام المنازل التي دمرها الإعصار.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس