صناعة الروبوت والمنازل الذكية في ليبيا

26
صناعة الروبوت والمنازل الذكية في ليبيا
صناعة الروبوت والمنازل الذكية في ليبيا

أفريقيا برس – ليبيا. انتشرت في ليبيا صناعة الروبوت، التي تعتبر من أحدث العلوم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي تحول إليه العالم اليوم.

قصص كثيرة عن تحديات التحول لهذا العالم المتطور، ولكن هذا القصص تظل بين من يؤيد ورافض لفكرة التغيير لعالم الذكاء الاصطناعي.

بداية القصة

خالد الورفلي، شاب عشريني تميز في صناعة الروبوت، وتحصل على جوائز دولية بعد صناعة روبوت سنتطرق لقصته بالتفصيل في حوار له مع وكالة “سبوتنيك”، كما يعمل خالد على إدخال فكرة البيوت الذكية لمدينة بنغازي وبعض المدن الليبية الأخرى.

يقول الورفلي: “كانت البداية بعد التخرج مباشرة، بدعم أحد الأساتذة المتخصص في مجال الاتصالات وفي بداية العمل في مجال المنازل الذكية تحديدا، تواصل معه أستاذة عندما حاول البحث عن فريق يعمل معه في هذا المجال، كانت هذه البداية في مجال صناعة الروبوت وعالم المنازل الذكية بالنسبة لشاب عشريني في بداية حياته العملية.

كانت هذه هي الانطلاقة وبدأ العمل بحماس كبير في مدينة بنغازي وباقي المدن الليبية الأخرى، وبدأ العمل على المنازل والفنادق والمزارع وغيرها، كانت هناك بعض المشاريع الأخرى التي عمل عليها.

صناعة الروبوت

أما عن عالم الروبوت، يقول الورفلي “بدأت التعاون والعمل فيه مع مؤسسة من مؤسسات مدينة بنغازي عن طريق أحد أصدقائي الذي يعمل مع هذه المؤسسة المهتمة بصناعة الروبوت، وكانت إحدى المواضيع التي طرحت في ذلك الوقت بأن هناك مسابقة على مستوى الوطن العربي مختصة في الروبوت”.

وتحدث الورفلي عن مشاركته في هذه المسابقة، و كان الحديث عن ضرورة أن يكون العمل الذي سوف يشارك به مبتكرا وجديدا حتى يحظى بالمنافسة والفوز.

تواصل معه أحد أصدقائه وتحدث معه عن المؤسسة الداعمة لهم، حيث قامت هذه المؤسسة بتوفير مكان لتجهيز المشاركة “الروبوت” ومن هنا كانت انطلاقته في عالم الروبوت، وكان تركيزه الكبير على فكرة الروبوت الذي سوف يشاركون به في المسابقة، على أن يكون شيء مميزا وفريدا.

وتابع الورفلي قوله “تعددت الأفكار حول الروبوت المميز الذي سوف يقومون بتصنيعه، ولكن التركيز الأكبر كان على كيفية ابتكار عمل يحافظ على البيئة من حيث تجميع النفايات والمخلفات، حيث كان التركيز على كيفية تجميع النفايات من مياه البحر، لأن هذه المشكلة تعتبر من أكبر المشاكل التي تعاني منها المدن الساحلية وتحديدا مدينة بنغازي”، مضيفا: “كان من غير اللائق عدم التفكير في هذا الأمر والجميع يرى النفايات العالقة في البحر والبحيرات في مدينة بنغازي”.

بدأ الفريق في التفكير كيف سيكون شكل الروبوت حتى استقر الأمر على صناعة قارب ذكي، ولكن كانت الأسئلة التي تدور في مخيلتهم حول شكل القارب، هل سيكون بمجاديف أم عوامات، كانت هناك العديد من الأفكار الحديثة.

وكانت الإضافة في صناعة هذا القارب هو ابتكار الريموت كنترول للتحكم في هذا القارب عن بعد، حيث أن فكرة التنظيف عن طريق التحكم في القارب بالريموت كنترول كانت فكرة فريدة وجديدة.

الحاجة أم الاختراع

وقال الورفلي إننا قادرون على المشاركة بفكرة القارب الروبوت المعد للتنظيف لوحده، وكان على ثقة كبيرة بالفوز بهذا الحد، ولكنه أردف قائلا ابتكرنا فكرة الريموت كنترول التي أضافت الكثير لهذا الاختراع ومن هنا تم ربط هذا الاختراع بالذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الاختراع كان قاربا مزودا بعوامات حتى يستطع النزول للمياه بشكل مريح، ومزودا بمجاديف يتم التحكم فيها عن طريق كنترول مزود بـGPS الذي يتم تنزل الخريطة أو الموقع المستهدف لعملية التنظيف، وتابع أن الكنترول مزود بكاميرا لتصوير ما يأتي أمامها من نفايات، وعندما تلاحظ وجود أي شي تبدأ في تشغيل السير الميكانيكي وتبدأ في تجميع النفايات في سلة خاصة، وعندما تمتلئ سلة النفايات تتجه لمكان التفريغ المحدد.

وشاركوا في مسابقة في مدينة مصراتة عن هذا العمل، كان القارب في تلك الفترة لم يكتمل من حيث التجهيز والتصنيع، ولكن أحبوا فكرة المشاركة والحصول على الدعم المعنوي.

وأضاف أنه تم العمل بعد ذلك بكل جدية حتى ساعات الليل المتأخرة لإنهاء العمل على هذا المشروع، تم تجهيز القارب في الوقت المحدد، وقاموا بعمل تجربة له في بحيرة تيبستي في مدينة بنغازي وقاموا بتوثيق ذلك بالفيديو.

حبس الأنفاس والطموح بالفوز

ثم جاءت بعد ذلك مشاركتهم العربية في البطولة العربية للروبوت في شرم الشيخ، تعرضوا فيها لبعض الإشكاليات والعراقيل أثناء السفر، وكانت هذه هي المشاركة الليبية الأولى في هذه البطولة.

وأكد أنه تم تقييم العمل من قبل لجنة كانت مشكلة من حكام على مستوى العالم العربي من جميع الجنسيات، نال استحسان الجميع وأبهروا بهذا المشروع.

وكانوا قد عرضوا فيديو توضيحيا لطريقة عمل هذا القارب، ويقول “نحمد الله على أنه كان معهم فيديو توضيحي لعمل القارب وبأنه قادر على فرز النفايات والعمل في المياه، نظرا لتعرض الفريق لمشكلة طارئة وهي فقدان العوامات في مطار القاهرة، وأن القارب لا يعمل في المياه إلا بها، كونها الداعمة له وهي التي تحافظ على توازنه في المياه”.

وأكد أن المشكلة التي تعرضوا لها كان لها أثر كبير عليهم نظرا لغياب العوامات التي تعتبر أساسية في عمل القارب، ظنوا أن المشروع قد انتهى، وبأن الفوز في هذه البطولة أصبح أمر أشبه بالمستحيل، قاموا بعمل بلاغ في مطار القاهرة بفقدان هذه العوامات.

وحاولوا تجميع القارب بكل المعدات الأخرى عدا العوامات التي تعتبر هي الأساس لعمل القارب، تم تشغيل القارب لاختباره من حيث أخذه للقراءات فقط، وكان الفيديو المصاحب الذي يوضح عمل القارب موجود، استطاعوا تشغيله أمام اللجنة المشكلة من الحكام وبعض المهندسين المخصصين في علم البرمجة.

وأثنى الجميع على هذا العمل، وأخذوا قراءات الأكواد سطرا بسطر، كان التدقيق كبير جدا، ولكن بإصرارهم تحصلوا على الترتيب الأول على مستوى البطولة العربية المقامة في شرم الشيخ.

الانطلاق في الذكاء الاصطناعي

ويضيف الورفلي بأن الانطلاقة الأخرى كانت في مجال الذكاء الاصطناعي، وكان تركيزه على السمارت هوم، لأنه عمل في هذا المجال وعمل على تطوير هذا النوع من المشاريع نظرا لعدم توفره في ليبيا واعتباره مجال جديد، مؤكدا بأن كل ما يعرف عنه بأنه تركيب جهاز يتم التحكم فيه عن طريق الهاتف فقط.

وتابع “نحن نعمل وفق منظومة ذكية كاملة مرتبطة بجميع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية في المنزل تستطيع التحكم فيها في أي مكان من العالم”.

فكرة قبول المنازل الذكية

كان هناك تقبل كبير من معظم سافروا للعالم الخارجي، وهناك آخرون يروا أن هذا الأمر مكلف، وهو يقول نقول بأن هذا الأمر لا يقاس بالتكلفة، وإنما مرتبط بكيفية التعامل مع البيئة المحيطة بك بطريقة سلسلة ومبسطة، وكيف يعتمد على العمل الذاتي بعيدا عن التفكير بطريقة عمله.

وأكد المساعي إلى توصيل فكرة المنازل الذكية للناس هنا في مدينة بنغازي، لأن أغلب المواطنين لا تزال لديهم ريبة من فكرة المنازل الذكية، ويرون أن الشركات التي تعمل في هذا الجانب هي شركات تعمل على استغلال الناس فقط.

يعمل الورفلي على تطوير هذه الفكرة في مدينة بنغازي، ويرى أن المنازل الذكية أصبحت أمرا ضروريا جدا.

وأشار إلى أن البيوت الذكية أصبحت موفرة لاستهلاك الطاقة، كما يقوم المنزل الذكي بتوفير أمور كثيرة من ناحية ضبط الحركة في المنزل، وبأنها من أكبر أساليب الحماية في هذا الزمان، كما إنها تنبئ بالحركة داخل المنزل وتساعد في التحكم في المنزل عن بعد، كما يمكن خلالها تفعيل ميزة أو خاصية التايمر على جميع الأجهزة، بالإضافة إلى فكرة الأوامر الصوتية من داخل المنزل ومن خارجه، “ليسكا” وغيرها.

وعندما ذكر الورفلي اسم “ليكسا” قامت بالرد عليه ونحن في نهاية تصوير هذا الحوار، وبدأت تتحاور معه في جانب كوميدي في أثناء التصوير.

ويضيف: “ترتبط الأجهزة عن طريق برامج معينة وتتلقى الأوامر تلقائيا، ولكن يعتمد هذا الأمر على توفر الإنترنت بينهن، كما أن توفر الإنترنت يساعد على التحكم في المنزل عن بعد، أصبح الإنترنت أمر ضروري جدا.

وأكد بأن أنظمة “السمارت هوم” في المنازل لا تحتاج لتوفر الإنترنت، يمكن التحكم فيه ذاتيا، وهذا ما نعمل عليه وهو سهولة الاستخدام.

العوائق

واختتم الوفلي قوله بأنه يعاني من غياب الوعي لدى المواطن الليبي، لأن أغلب المواطنين يرون بأن الشركات التي تعمل في هذا المجال هي شركات تعمل على استغلال هذه التقنية والهدف الأكبر هو الكسب المادي.

واعتبر هذه النقطة من أكبر الإشكاليات التي نمر بها، كما أنه أضاف أن أغلب المواقع تفتقد للتجهيز المبكر قبل تجهيز المنزل، وأن التجهيز قبل التشطيب أمر يساعد على توزيع الأجهزة بشكل سلس، ولكن بعد التشطيب يرى الزبون بأن هذا الأمر عبث وأنه أمر مزعج ومكلف ماديا.

المصدر: سبوتنيك عربي

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here