غالي الطويني لـ”أفريقيا برس”: نعمل على تذليل الصعوبات لتنظيم مؤتمر المصالحة الليبية

61
غالي الطويني لـ
غالي الطويني لـ"أفريقيا برس": نعمل على تذليل الصعوبات لتنظيم مؤتمر المصالحة الليبية

آمنة جبران

أفريقيا برس – ليبيا. أكد عضو اللجنة التحضيرية للمصالحة الليبية غالي الطويني في حواره مع “أفريقيا برس” أن” التنسيق مستمر من أجل تحديد موعد جديد لمؤتمر المصالحة وذلك أعقاب تأجيله مؤخرا بعد أن كان محددا يوم 28 أبريل الجاري، حيث تسعى اللجنة لتذليل الصعوبات التي حالت دون تنظيمه”.

وأشار الطويني أن” المؤتمر يشكل حلا نسبيا للأزمة الليبية في ظل تعنت الفرقاء ورفضهم التنازل وصراعهم المستمر حول السلطة”، ورأى أن” الحل يكمن في انسحاب كافة الشخصيات الجدلية المتصدرة للمشهد الحالي وفرض عقوبات على كل معرقلي الحل حتى تتمكن البلاد من تجاوز حالة الانسداد والمرور إلى مرحلة الانتخابات وبناء الدولة”.

وغالي الطويني هو عضو اللجنة التحضيرية للمصالحة الليبية وهو رئيس مجلس الحكماء والأعيان بزوارة حاليا، وهو أيضا عضو فعال في عدة مؤسسات بالمجتمع المدني داخل ليبيا.

كعضو لجنة المصالحة الليبية، ما هو سبب تأجيل المؤتمر الجامع الذي كان مقررا في أواخر شهر أفريل/ابريل الجاري؟

تأجيل موعد مؤتمر المصالحة الذي كان من المقرر انعقاده يوم 28 أبريل يعود إلى سببين رئيسيين: الأول هو انسحاب مجموعة الممثلين عن سيف الإسلام القذافي في البداية ثم انسحاب المجموعة الثانية التابعة للقيادة العامة والبرلمان أي انسحاب مجموعة المنطقة الشرقية بالكامل.

بالنسبة لسبب انسحاب مجموعة سيف الإسلام، فمرده عدم إطلاق سراح عبد الله السنوسي الذي تطالب به المجموعة، أما بالنسبة لمجموعة البرلمان والقيادة العامة فإن انسحابهم يعود إلى سحب القرار الخاص بضم شهداء الكرامة إلى هيئة رعاية الشهداء والمفقودين بحكومة الوحدة الوطنية، ونحن كأعضاء للجنة التحضيرية الخاصة بالإعداد للمؤتمر لا نستطيع تحقيق مثل هذه المطالب، لكننا مع ذلك نواصل التواصل مع نائب المجلس الرئاسي الدكتور عبدالله اللافي والتنسيق مع كل الأطراف لأجل تذليل الصعوبات والعودة بالجميع إلى طاولة المفاوضات لعقد إجتماع تقابلي لمناقشة جميع الإشكاليات ومحاولة إيجاد صيغ توافقية وحلحلة كل القضايا.

هل ستنجح جهود الاتحاد الأفريقي في عقد مؤتمر المصالحة الذي يراهن عليه الليبيون لطي صفحة الانقسام والفوضى؟

في اعتقادي مازال الوقت مبكرا لاستنتاج ذلك، لكن لا بد للاتحاد الأفريقي والدكتور عبدالله اللافي أن يضع تصور لحلحلة الإشكاليات، وضع ضوابط لذلك وذلك بعقد إجتماع داخل ليبيا أو خارجها لجميع الأعضاء تحت رعاية الإتحاد الأفريقي لمناقشة أسباب الانسحاب ووضع ترتيبات أخرى لعمل الجنة بالكامل لأن هناك بعض الأمور يمكن حلحلتها بين أعضاء اللجنة إذا ما وقع التنازل فيما بيننا، لكن في المقابل هنالك مسائل ليست من إختصاص اللجنة مثل مسألة الإفراج على السجناء، ممكن أن توضع ذلك ضمن التوصيات الختامية الخاصة بالمؤتمر الوطني الجامع وأيضا الدعوة للإفراج عن الموقوفين بالكامل، لكن هذا سابق لأوانه ونأمل من أعضاء لجنة المصالحة العودة إلى العمل والجلوس على طاولة المفاوضات، حتى نصل الهدف وهو تنظيم المؤتمر الوطني الجامع.

هل سينجح المؤتمر الجامع في حال انعقاده في توحيد الفرقاء الليبيين والذهاب بالبلاد نحو انتخابات رئاسية وتشريعية أم أن الشروط التي تضعها الشخصيات السياسية الفاعلة والنافذة تصعب ذلك؟

حقيقة لا أعتقد أن المؤتمر سيكون حلا كليا للأزمة الليبية ولكنه بمثابة حل نسبي أو جزئي حيث لا بد للفرقاء من التنازل لبعضهم البعض والمقصود أعضاء البرلمان ومجلس الدولة، لو وقع تنفيذ وتطبيق القرارات الصادرة عن لجنة 6+6 دون تعديل من البرلمان إضافة إلى ما كان سيتوصل إليه المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة كنا من المؤكد حينها أننا سنصل إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وبالتالي إيجاد حل لهذه الأزمة، ولكن نحن نعلم جميعا أن هناك أزمة ثقة بين الفرقاء الليبيين، أيضا المشاريع السياسية مختلفة بين الفرقاء السياسيين سواء من البرلمان ومجلس الدولة والقيادة العامة، وحكومة الوحدة الوطنية اختلافا كليا وتوحيد مثل هذه المشاريع في مشروع واحد يصعب تحقيقه باستثناء لجنة 5+5 لقد تم التوافق على عمل هذه الجنة وتم التوافق والقبول بما توصلوا إليه من مخرجات سواء داخليا أو دوليا بكل أمانة.

أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي على المشهد السياسي الليبي، هل بات من الصعب الوصول إلى حل سياسي؟

الأسباب معروفة كما ذكرت في السابق وهي أن الأطراف السياسية المتناحرة في ليبيا توجد بينهم أزمة ثقة واختلاف في المشاريع السياسية، كل طرف يريد إقصاء الآخر والبقاء في السلطة. الحل هو ضغط الدول الأعضاء الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن على الأطراف السياسية وذلك بفرض عقوبات حقيقية ومؤثرة على كل المعرقلين لأنه بدون ضغط من مجلس الأمن والقيام بقرارات قابلة للتنفيذ لن ينجح أي مبعوث أممي في ليبيا لأن الفجوة عميقة بين الأطراف السياسية الجميع يريد الاستحواذ على السلطة بالكامل، إضافة إلى أن تباين واختلاف مصالح الدول الخارجية وخاصة الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حول الأزمة ليبية زاد من حدتها، فحين تكون الدول الأعضاء الخمس متحدة على استقرار ليبيا وأمن ليبيا سيتحقق ذلك، لكن عدم توافق الدول الخمسة على مشروع حقيقي قابل للتنفيذ ساهم في فشل المبعوثين السابقين آخرهم باتيلي وحتى من سيأتي بعده سيكون مصير مهمته الفشل الذريع لأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن ليست جادة في إيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية، الحل يكمن في فرض عقوبات على كل معرقلي الأزمة أو تحييد الشخصيات الجدلية من المشهد السياسي الليبي.

تحدّث باتيلي عن عقبات إقليمية ودولية أمام الحل في ليبيا، من هي الجهات الإقليمية والدولية التي تقف عائقا أمام الحل في ليبيا؟

باتيلي لم يذكر العقبات الدولية بالتحديد أعني الدول، لكن نحن نعلم أن الانقسام الدولي حول الأزمة الليبية خاصة بين الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن صاحبة القرار، هذه الدول جميعها اختلفت مصالحها في ليبيا وزادت بذلك من تعقيد الأزمة الليبية وقد زاد الصراع حول النفوذ في ليبيا بعد توغل الروسي في أفريقيا وهو ما أحدث قلقا للولايات المتحدة الأمريكية لذلك تحاول زيادة نفوذها، وغير مستبعد أن يتحول الصراع إلى صراع مسلح بين واشنطن وموسكو بوقود ليبي.

أما بخصوص الدول الإقليمية التي وضعت عقبات في المشهد الليبي، نحن نعلم جميعا أنها دول تدعم طرف على حساب طرف آخر بالأسلحة والأموال وتصعد في المواقف السياسية مثل مصر وتركيا والإمارات وقطر ومنها بعض دول الجوار، لذلك لا توجد رؤية واضحة لحل الأزمة اللبيبة حتى من قبل الاتحاد الأفريقي، من وجهة نظري إما أن تتفق الأطراف (الدول) المتداخلة في الأزمة الليبية لإيجاد حل توافقي بين الأطراف المتصارعة للخروج من الأزمة أو تتركنا هذه الدول لحل مشاكلنا بأنفسنا لأنهم سبب في هذا الصراع الليبي، سوف نجد حلا بأنفسنا وسنقوم بصياغة حل ليبي – ليبي لكن الدعم الذي يحظى به الفرقاء من أطراف خارجية دولية وإقليمية زاد من تعقيد الأزمة الليبية.

كذلك اتهم باتيلي القيادات الليبية بأنها أنانية وتعمل على خدمة مصالحها الضيقة بدلاً من مصلحة الشعب الليبي، وأن القادة الليبيين الحاليين لا يمكن الاعتماد عليهم للتوصل إلى حل، كيف ترى ذلك؟

هذه حقيقة مرّة للأسف، الخلافات الليبية الدائرة بين الفرقاء تؤكد أن الصراع سيستمر أكثر لأن القادة وفق ما ذكره باتيلي ليس همهم خدمة الليبيين وخدمة الوطن بل اهتماماتهم الرئيسية هي خدمة مصالحهم الشخصية سواء فردية أو جماعية لذلك وصفهم باتيلي بأنهم عبيد للمال والكراسي، هو مؤسف لكنها الحقيقة..

يجب التذكير أن اجتماعات لجنة 6+6 قد توصلت إلى قرارات توافقية لإنهاء الأزمة والمرور إلى انتخابات لكن للأسف وقع تعديلها من قبل البرلمان رغم الإتفاق مند البداية بأن مخرجات لجنة 6+6 ملزمة التنفيذ إلى البرلمان ومجلس الدولة دون الرجوع إلى المجلسين لأنها ملزمة للجميع.. ولكن الحقيقة لا توجد جهة تريد التنازل لأجل ليبيا الكل يريد أن يبقى في الكرسي والحصول على أكبر قدر من المكاسب الشخصية والسياسية. والحل في تقديري هو انسحاب الشخصيات الجدلية في المشهد بدون استثناء حيث بوجودهم يصعب الوصول إلى حل.

يقول باتيلي إن حل الأزمة في ليبيا مع الوضع الموجود حاليا بعيد المنال، هل يساعد انسحاب خليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة من الترشح للانتخابات المقبلة في حل الأزمة؟

في اعتقادي لا يوجد حل في ظل رفض الفرقاء الجلوس على طاولة حوار والمفاوضات وتقديم تنازلات من أجل الوطن، الكل يسعى لمصالحه الشخصية وإلى الكرسي بدون استثناء لكن انسحاب الساسة بالكامل وليس فقط حفتر أو الدبيبة من المشهد أي الشخصيات الجدلية وكل المتواجدين في المشهد سيساعد على حل الأزمة الليبية في أسرع وقت وهذا هو الحل الصحيح.

هل باتت ليبيا بالفعل مهددة بالتقسيم بسبب صراع النفوذ المستمر، وكيف يمكن تجنيب البلد مثل هذا السيناريو؟

مادام الصراع مستمرا يعني ذلك أن ليبيا بالفعل مهددة بالتقسيم وقد يكون حلا من الحلول المقترحة لكن أنا شخصيا ضد التقسيم وأرفضه رفضا قاطعا، وأرى أن ليبيا دولة واحدة موحدة ولكن يمكن تجنب ذلك من خلال ضغط النشطاء السياسيين والخروج في تحركات ومظاهرات لأجل المطالبة بانسحاب الساسة الحاليين أو اتفاق المجتمع الدولي حول إجراءات دقيقة وتوقيت محدد لإنهاء الأزمة الليبية ونأمل أن يقع حل الأزمة في بلدنا في أقرب وقت ممكن لأن إطالة أمد الأزمة بالفعل يهدد بشبح التقسيم وتفاقم الوضع السياسي والاقتصادي وتدني الخدمات..الخ.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here