أفريقيا برس – ليبيا. اكتشف العلماء طريقة لزراعة فطر للشفاء من السرطان في المختبر لأول مرة، فيما قد يمثل اختراقا علميا كبيرا.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن فطر كورديسيبس – الذي يقتل الحشرات والبراعم من أجسامها – يمكن أن يساعد في قتل الخلايا السرطانية.
ولكن نظرا لندرة الفطر في البرية، فضلا عن الصعوبات في زراعته في المختبر، لم يتمكن الخبراء مطلقا من إنتاجه بكميات كبيرة واختباره على المرضى.
والآن، اكتشف فريق من كوريا ومصر كيفية زراعة الفطريات المراوغة باستخدام أنواع مختلفة من الحشرات كمضيفين في بيئة محكومة.
ويأمل فريق البحث أن يتمكن العلماء من خلال زراعة الفطريات في المختبر بنجاح بنفس الطريقة التي تنمو بها في البرية، من إنتاج مركب كورديسبيس بشكل أكثر فاعلية واقتصادية لاستخدامه كعلاج للسرطان.
ويتفوق فطر كورديسيبس في إصابة الحشرات وقتلها. وعندما يصيب مضيفا، فإنه يغزو الأنسجة المضيفة ويستبدلها في النهاية.
واشتهر بخلق النمل “الزومبي” عن طريق العدوى والنمو في جسم الحشرة، مخترقا خلايا عضلاتها.
ومع انتشار العدوى، يضطر النمل “الزومبي” إلى ترك أعشاشه لصالح مناخ أكثر رطوبة. وبعد ذلك، تتسلق جذع نبات، وتثبت فكيها على الجانب السفلي من الورقة وتنتظر الموت.
وبعد عدة أيام من موت النملة، يرسل الفطر جسما مثمرا من خلال قاعدة رأس النملة، محولة جسمها إلى منصة انطلاق يمكن أن تنتشر منها أكثر.
وتضم العائلة 600 نوعا مختلفا، بعضها له خصائص مقاومة للسرطان.
وأثبت كورديسيبس أنه يحفز موت الخلايا المبرمج أو موت الخلايا السرطانية، بما في ذلك سرطان المبيض وسرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الدم وسرطان المثانة.
ويؤدي علاج الخلايا السرطانية المختلفة باستخدام كورديسيبين، وهو مكون حيوي رئيسي في كورديسيبس، بشكل فعال إلى موت الخلايا ويبطئ الخصائص السرطانية لخلايا السرطان.
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 على كورديسيبس كعلاج لسرطان المثانة، على سبيل المثال، أن الفطر تسبب في موت الخلايا السرطانية عن طريق تنشيط مستقبلات الأدينوزين A3، أو بروتينات غشاء الخلية التي تم الكشف عنها بشكل مفرط في عدد كبير من أنواع السرطان.
وفي دراسة أجريت عام 2005 للتحقيق في تأثير الفطر على تشخيص سرطان الدم، وجد فريق من الأطباء في كوريا أن الخلايا السرطانية المعالجة بمستخلص كورديسيبس تثبط نمو الخلايا، ما يبطئ انتشارها.
وقالت الدكتورة مي كيونغ لي، كبيرة معدي الدراسة الجديدة التي تبحث في طرق زراعة الفطر في بيئة معملية: “كورديسيبس هو أحد نظائر النوكليوزيد السامة للخلايا مع أنشطة علاجية تكميلية في مكافحة الانتشار ومقاومة النقائل في الخلايا السرطانية”.
وينحدر الفريق من جامعة تشونغبوك الوطنية وجامعة كوريا وجامعة المنيا في مصر.
ويعرف كورديسيبس بأنه بعض المكونات الأكثر استخداما في الطب الصيني التقليدي لعلاج الأمراض الالتهابية والسرطانات.
ولكن في الآونة الأخيرة فقط شرع المجتمع العلمي الغربي في البحث في الخصائص الطبية للفطر في دراسات الخلايا البشرية. والفطر نادر في البرية وثبت أن زراعته في المختبر على الحبوب مثل الأرز البني يمثل تحديا.
ويقول الباحثون إن الدراسة التي أجريت يوم الثلاثاء هي خطوة أولى جيدة نحو فهم أفضل لخصائص الفطريات المضادة للسرطان وكيفية زراعتها بسهولة أكبر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس