أفريقيا برس – ليبيا. خالد محمود
بينما تعيش مدن الغرب الليبي توترات أمنية واشتباكات دامية فى مدينة الزاوية، واعتداءات طالت مقر البعثة الأممية في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى احتجاجات ضد توطين المهاجرين غير الشرعيين في مصراتة، احتضنت بنغازي (شرق) مباراة كأس الإعمار بين فريقي إنتر ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، وسط أجواء احتفالية تعكس حالة من الاستقرار والأمن النسبي في الشرق.
والتزمت حكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال تجدد الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات مسلحة في مدينة الزاوية، الواقعة على بُعد نحو 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، مساء الجمعة، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر «قوات 52»، التابعة للمنطقة الغربية.
وتُعد «قوات 52» أحد التشكيلات المسلحة العاملة تحت مظلة الأجهزة الأمنية في المنطقة الغربية، وتتمركز في محيط مدينة الزاوية، وسبق لها أن شاركت في عمليات أمنية ضد شبكات تهريب الوقود و«الهجرة غير النظامية».
وأظهرت مقاطع فيديو، بثتها وسائل إعلام محلية، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين سيارات مصفحة وسط الشارع، في ظل وجود مدنيين، ما تسبب في حالة هلع وفوضى بين السكان، بينما قالت الجهات الأمنية إنها تتابع الموقف من كثب، مؤكدة اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الاشتباكات وعودة الهدوء، وشددت على ضرورة حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
يُذكر أن الزاوية تشهد من حين لآخر اشتباكات مسلحة متكررة بين مجموعات محلية، بسبب صراعات على النفوذ، وخلافات على مناطق السيطرة والنشاط الاقتصادي غير المشروع، في ظل عجز رسمي عن فرض الاستقرار الأمني في المدينة.
في غضون ذلك، أمر النائب العام الليبي الصديق الصور بحبس متهمين اثنين احتياطياً، بعد ثبوت تورطهما في الاعتداء على مقر بعثة الأمم المتحدة في طرابلس بمقذوف صاروخي، وأوضح في بيان مقتضب، السبت، أن القرار جاء بعد إحالة مديرية أمن طرابلس المتهمين إلى مكتب النائب العام، حيث تمت مواجهتهما بالأدلة، وتأكد المحقق من تطابق نتائج البحث الفني مع الوقائع المنسوبة إليهما. وقرر النائب العام حبسهما احتياطياً على ذمة التحقيق، بعد تسجيل ردودهما بشأن التهم المسندة إليهما، تمهيداً لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي سياق متصل بأزمة الهجرة السرية، جدّد حراك مصراتة ضد توطين الأجانب و«الهجرة غير المشروعة»، خلال مظاهرة نظمها مساء الجمعة، للأسبوع الثالث على التوالي، تأكيده على رفض توطين المهاجرين غير الشرعيين، مطالباً بترحيل المتسللين وفق القوانين الليبية، وتفريغ المساكن العشوائية، التي يقيمون فيها داخل المدن والقرى.
وأشاد بيان للحراك بجهود الأجهزة الأمنية والشرطية في مكافحة «الهجرة غير المشروعة» وحماية الأمن الوطني، داعياً إلى ملاحقة المتورطين في تجارة البشر، وإخلاء الميادين والساحات العامة من المتسللين والمهاجرين غير النظاميين، حفاظاً على النظام العام والنسيج الاجتماعي.
إلى ذلك، قال سفير سويسرا لدى ليبيا، جوزيف رينجلي، إنه ناقش مع نائبة رئيسة البعثة الأممية للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، الأوضاع السياسية والأمنية الحالية في ليبيا، وآخر التطورات المتعلقة بـ«خريطة الطريق» السياسية، التي تيسرها البعثة فيما يتعلق بمجلس المفوضية العليا للانتخابات، والإطار التشريعي للانتخابات، مشيراً إلى تقديم خوري إحاطة حول الاستعدادات للحوار المهيكل، حيث اتفق الطرفان على أهمية إدماج حقوق الإنسان في صميم الجوانب التنفيذية للحوار.
وأعلن رينجلي دعم الجهود الأممية المتواصلة لإحراز تقدم في «خريطة الطريق» السياسية، لافتاً إلى مناقشة عمل مجموعة العمل المنبثقة عن عملية برلين، والمعنية بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث عبّرت خوري عن تقديرها لالتزام سويسرا بدعم هذه المجموعة بصفتها رئيساً مشاركاً.
كما بحثت خوري مع سفير روسيا، أيدار آغانين، آخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وجهود البعثة للمضي قدماً بالعملية السياسية التي تيسرها على أساس «خريطة الطريق»، التي قدمتها رئيسة البعثة إلى مجلس الأمن الدولي في أغسطس (آب) الماضي.
من جهته، حضر القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، مساء الجمعة، مباراة كأس الإعمار التي أقيمت على أرضية ملعب بنغازي الدولي بين فريقي إنتر ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، وسط أجواء احتفالية وحضور جماهيري كبير.
وشهدت المناسبة حضور رئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد، ومسؤول صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بالقاسم نجل حفتر، إلى جانب بعض أعضاء مجلس النواب والمسؤولين المحليين. وتأتي إقامة هذه المباراة في إطار الأنشطة الرياضية والثقافية التي تشهدها مدينة بنغازي، والتي تهدف إلى إبراز الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية في المناطق المحررة، ودعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في ليبيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس