ليبيون بلا أمان بعد اشتباكات طرابلس

8
ليبيون بلا أمان بعد اشتباكات طرابلس
ليبيون بلا أمان بعد اشتباكات طرابلس

أفريقيا برس – ليبيا. عايش الليبيون مجدداً تهديدات الحرب لحياتهم بعد إجلاء نحو 120 أسرة خلال ساعات الاشتباكات التي اندلعت بين فصائل مسلحة متنافسة في عدد من أحياء العاصمة طرابلس، قبل أسبوع.

وتستمر حالياً عودة الأسر التي أجليت تحت الرصاص والقذائف العشوائية إلى منازلها، بحسب ما يخبر حسونة الفرجاني، أحد سكان حي عين زاره، الذي شهد اشتباكات شديدة، فيما تنتظر أخرى إنجاز فرق تفكيك المتفجرات مهمات تمشيط الأحياء التي شهدت القتال، من أجل تطهيرها من مخلّفات المعارك.

واندلعت شرارة الاشتباكات العنيفة في منطقتي الفرناج وعين زاره، إثر خلاف نشب بين عناصر من فصيلين مسلحين، هما قوة جهاز الردع وقوة جهاز الحرس الرئاسي، وذلك باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة. ثم توسعت دائرة الاشتباكات في اليوم التالي لتشمل أحياء حي قريب من جامعة ناصر، والشعبية السكنية بمنطقة الفرناج، وطريق السبعة، وحي المشتل، وحي زاوية الدهماني.

وإثر انحسار الاشتباكات في منطقة مزرعة الموز التي تقع بين طريق السبعة وعين زاره، دخلت فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر وجهاز الإسعاف والطوارئ أحياء عدة لإجلاء الأسر التي علقت نحو 36 ساعة داخل مناطق الاشتباكات.

وأبلغ الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، بأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، بينهم 6 مدنيين، أحدهم طفل في الـ 12 من العمر، ورجل مسنّ وزوجته، وجرح أكثر من 30.

وأوضح أن “عمليات إجلاء العالقين بدأت بنقل نحو 60 طالباً من الحي السكني بجامعة ناصر، إضافة إلى عشرات من النساء والأطفال الذين علقوا في صالات أفراح تتواجد بين حي الفرناج وعين زاره، ثم نفّذت عمليات إنقاذ أخرى في منطقة مزرعة الموز”.

وروى علاء رمضان الذي يسكن في حي مزرعة الموز، أنه كان يزور أحد أصدقائه عندما اندلعت الاشتباكات. وعندما أراد الرجوع سريعاً إلى منزله كانت الطرقات مقفلة. و”قد عانت أسرتي ساعات مريرة في المنزل، إذ نزل الرصاص على الحي كالمطر، ولم يستطع أحد الخروج”.

وبعدما هدأت الاشتباكات، أجلت فرق الهلال الأحمر أسرة علاء من الجلاء مع نحو 120 أسرة. وأوضح علاء أن “سبب إجلاء الأسر كان الخوف من تجدد الاشتباكات، باعتبار أن الوضع كان غامضاً جداً حينها”.

وأكد أنه لم يبالِ بتضرر بعض أجزاء بيته في الاشتباكات، بل بسلامة جميع أفراد أسرته الصغيرة المؤلفة من زوجته وولديه، ونجاتهم من القصف العشوائي، وقال: “حتى اليوم لم تعد أسرتي إلى البيت. أحاول أن أخفف عنهم ما عاشوه خلال الليلة الصعبة من خلال أخذهم للتنزه والاصطياف على البحر”.

من جهته، قرر إسماعيل أبو عين ترميم الدمار الذي لحق ببيته في حي عين زاره، قبل أن يعود إليه، بعدما سقطت قذيفة في باحته وحطمت نوافذه، وخلفت أضراراً أخرى.

وقال: “عشنا طوال عام ونصف العام من الحرب التي شنتها مليشيات خليفة حفتر على طرابلس، رعب أصوات القذائف العشوائية فقط، بينما عشنا هذه المرة الرعب الكامل للحرب، إذ حصلت معارك كرّ وفرّ في الشارع الذي يطل عليه بيتي، ولم أملك إلا خيار انتظار الفرج لحماية عائلتي”.

ويشتكي علاء من “تركيز فرق تفكيك المتفجرات على مواقع القتال الأكثر سخونة، وتمشيطها المنطقة عشوائياً وبشكل سريع، في حين أن القتال الضاري خلّف كميات كبيرة من القذائف غير المنفجرة”.

وإثر إعلان السلطات قبول فصيلي الاشتباكات وقف النار السبت الماضي، أكد مكتب تفكيك المتفجرات في وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، أن فرقه مشّطت مواقع القتال، وفككت مخلفات المتفجرات للحفاظ على سلامة المواطنين.

ودعت الوزارة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي جسم مريب في مناطقهم، وهو ما يعتبره علاء دليلاً على “حقيقة تعويل فرق كشف مخلفات الحرب على بلاغات المواطنين، وإلا كيف مسحت الرقعة الواسعة في عدد كبير من الأحياء خلال ساعات قليلة؟”.

وفيما أبدى علاء تخوّفه من إمكان وجود مخلفات كثيرة للاشتباكات قابلة للانفجار، خصوصاً في حي مزرعة الموز، قالت ابتسام مختار التي عادت إلى بيتها في الحي ذاته بعد ساعات من إجلائها مع أفراد أسرتها “لم تعد المنطقة آمنة على أسرتي. قد نستيقظ على أصوات الرصاص في أي لحظة، بسبب خلافات المجموعات المسلحة التي لا تزال تتمركز في مواقع ومبانٍ عامة، وتهدد حياة السكان”.

ونظم سكان حيّ زاوية الدهماني الذي شملته الاشتباكات، احتجاجاً للمطالبة بإخلاء المواقع والمباني العامة من المسلحين، ومقار المجموعات المسلحة في حيّهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here