أفريقيا برس – ليبيا. خالد محمود
طالب ممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدى ليبيا بضبط النفس، وتجنب التصعيد في العاصمة طرابلس، حيث استمرت مظاهر التوتر الأمني، وسط مخاوف شعبية من اندلاع مواجهات جديدة بين ميليشيات موالية لرئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى مناوئة له.
ولاحظت وكالة «الأناضول» التركية أنه رغم عدم حدوث أي مناوشات مسلحة، واستمرار الحياة اليومية في العاصمة طرابلس، فإن التخوف الشعبي من احتمالات اندلاع حرب يتزايد يومياً بسبب استمرار التحشيدات، مشيرة إلى تحرك قوات من مدينة مصراتة (غرب) موالية للدبيبة نحو طرابلس، مع حشد لقوات أخرى داخلهـا تابعة للدبيبة، مقابل تحشيد وانتشار لقوات «جهاز الردع»، المتمركز في منطقتي تاجوراء وسوق الجمعة.
وكان حراك «انتفاضة شباب مدن غرب طرابلس» قد دعا إلى مظاهرة شعبية، الثلاثاء، وسط طرابلس، رفضاً لـ«الحرب وسرقة المال العام»، ودعماً لتشكيل حكومة موحدة تمثل كل الليبيين، وللتأكيد على دعم خريطة الطريق للبعثة الأممية.
في المقابل، خلص اجتماع، استضافته مساء الاثنين بعثة الاتحاد الأوروبي في طرابلس، ضمّ سفراء دوله ورئيسة بعثة الأمم المتحدة هانا تيتيه، إلى أهمية توحيد الفاعلين الإقليميين والدوليين لدعم عملية سياسية ناجحة في ليبيا. كما أكّدت المناقشات التي شملت الوضع الأمني في طرابلس على الحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار وتجنب التصعيد.
وأكّدت تيتيه لدى مناقشة عناصر «خريطة الطريق» السياسية، التي أعلنتها في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي مؤخراً، على ما وصفته بدور «الحوار المهيكل» كفرصة للّيبيّين للمشاركة في العملية السياسية، فيما أعرب السفراء عن دعمهم الكامل للخريطة.
بدوره، قال نيكولا أورلاندو، سفير الاتحاد الأوروبي، إن تيتيه أطلعت السفراء في الاجتماع التنسيقي الشهري على جهودها الحثيثة مع جميع الأطراف الليبية المعنية، والمؤسسات والمجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد، للمضي قدماً في خريطة الطريق السياسية التي وضعتها، وقيادة البلاد نحو انتخابات وطنية من أجل توحيد المؤسسات، وإعادة الشرعية إليها.
وأضاف أورلاندو موضحاً: «شاركنا دعوة تيتيه لجميع الأطراف الفاعلة في طرابلس لرفض استخدام القوة، وإنهاء التحشيد بشكل عاجل، وحلّ الخلافات سلميّاً بدعم من البعثة الأممية»، مشيراً إلى تلقي تيتيه ما وصفه بـ«رسالة دعم قوية من السفراء، الذين سيتابعون التطورات وردود الفعل الليبية من كثب».
إلى ذلك، اعتبر الدبيبة أن البلديات هي «الحلقة الأقرب للمواطن»، وأن نجاحها ينعكس مباشرة على مستوى الخدمات الأساسية. وشدّد خلال لقائه، مساء الاثنين، مع مجلس هراوة البلدي المنتخب، على أهمية تفعيل دور المجلس البلدي المنتخب، وتمكينه من أداء مهامه على الوجه الأمثل. كما وجّه الوزراء والجهات الحكومية المختصة بتسهيل عمل المجلس، وتقديم الدعم الكامل له، بما يضمن استجابة سريعة لمتطلبات واحتياجات الأهالي.
وكان وكيل وزارة الحكم المحلي، محمد الدرسي، قد بحث مع 37 عميد بلدية، تسريع إجراءات التعاقد على مشاريع التنمية المحلية للعام الحالي، والحدّ من الإجراءات المُعطلة، بما يضمن الشفافية في التعاقد وحماية المال العام ومرونة التنفيذ.
من جانبه، قال النائب العام، الصديق الصور، إنه بحث مساء الاثنين بطرابلس مع وزير المالية، ومحافظ المصرف المركزي، ومسؤول إدارة الميزانية، المشروع الوطني الشامل لتوحيد قواعد الإنفاق العام، والنتائج المترتبة عن تنفيذ أولى مراحل نظام حساب الخزانة الموحد. كما اطّلع المجتمعون على الملاحظات، التي أبدتها سلطة التحقيق بشأن مخالفات سابقة، وبحثوا الفوائد المتوقعة من تفعيل نظام تتبع الواردات، في مواجهة التحايل المرتبط بالاعتمادات المستندية، وتحديد المسؤوليات في قضايا تهريب المواد المحظورة، وتقليل المخاطر المحتملة على صحة المستهلك.
من جهة أخرى، أعلن بلقاسم حفتر، المدير العام لـ«صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، أنه بحث خلال زيارة رسمية إلى اليونان، بدعوة من رئيس حكومتها كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير الخارجية جورجيوس جيرابيتريتيس، سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. مشيراً إلى أن الاتفاق على إطار زمني عملي يمهّد لزيارة وفود من رجال الأعمال، وممثلي كبرى الشركات اليونانية إلى ليبيا للمشاركة في مشاريع التنمية والإعمار، التي يشرف عليها الصندوق. وأكّد أن الجانبين جدّدا التزامهما بتعزيز العلاقات الاستراتيجية، ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. ومن جانبه، أكّد وزير الخارجية اليوناني، جورجيوس جيرابيتريتيس، في مقابلة إذاعية، نشرت وزارته نصّها الثلاثاء، على أن أثينا تنتهج سياسة «متوازنة ومتعددة الأبعاد» تجاه ليبيا.
بدوره، استقبل القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور عمرو عزت سلامة، والوفد المرافق له، ورئيس جامعة بنغازي، الدكتور «عز الدين الدرسي». وتم خلال اللقاء مناقشة دور الجامعات العربية في تنمية وتطوير المجتمعات. فيما أكّد القائد العام على أهمية دعم برامج البحث العلمي لمعالجة التحديات، التي تواجه المجتمعات في الدول العربية، كما دعا إلى عقد مؤتمر علمي تستضيفه جامعة بنغازي العام المقبل، برعاية اتحاد الجامعات العربية، وبمشاركة باحثين من مختلف الجامعات العربية، حيث تم الاتفاق على اتخاذ الترتيبات اللازمة لذلك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس