بيلاروسيا والرجمة.. ما سر تطور العلاقات؟

0
بيلاروسيا والرجمة.. ما سر تطور العلاقات؟
بيلاروسيا والرجمة.. ما سر تطور العلاقات؟

أفريقيا برس – ليبيا. علاقة جديدة تنسجها الرجمة وسلطات الشرق مع دولة بيلاروسيا المقربة من موسكو، في علاقة تطورت بشكل لافت في غضون 3 أشهر، تحت مظلة ماسمّي بـ”الشراكة” الإستراتيجية التي بدأت عسكريًّا ببرامج تدريب، ثم زيارة حفتر، وصولا إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين.

بيلاروسيا، تدخل المشهد الليبي من بوابة موسكو، التي تستخدمها كـ “حديقة خلفية”– وفق محللين – لتمرير أجندتها إلى ليبيا، وضمان توسيع نفوذها في المنطقة، في مقابل تراجع الدور الروسي في سوريا ودول وسط إفريقيا في الآونة الأخيرة، فما سر هذا التطور السريع؟

تعاون عسكري متجدد

بعد سنوات من التعاون الخفي – كما يسميه مراقبون- تظهر بيلاروسيا مجددًا، وتفتح أبوابها للتعاون أمنيًّا مع حفتر، حيث تستقبله في زيارة هي الأولى من نوعها رفقة أبنائه وأصهاره في فبراير الماضي.

بالعاصمة مينسك، التقى حفتر بالرئيس “ألكسندر لوكاشينكو”، ورئيس لجنة أمن الدولة إيفان تيرتل، ووزير الدفاع فيكتور خرينين.

وشهد اللقاء تباحثًا حول تطوير التعاون الاقتصادي والأمني والمشاريع المشتركة بين البلدين، تحت أجندة روسية، إذ تمتلك بيلاروسيا اقتصادًا يعتمد عليها في جزء كبير منه.

الزيارة لم تخلُ من اتفاقات وصفت بـ “الإستراتيجية”، توجت بتوقيع رئيس أركان القوات الأمنية بالشرق “صدام حفتر” اتفاقية شراكة إستراتيجية في موسكو مع نائب وزير الدفاع في الاتحاد الروسي، يونس بك يفكوروف.

ضمنت الاتفاقية لبيلاروسيا حصة في ليبيا عبر توسيع مجالات التعاون والتنسيق العسكري، حيث قُبل 30 ضابطًا ومدربًا عسكريًا بيلاروسيًا للعمل في قاعدة تمنهنت الجوية لتدريب قوات حفتر.

إمدادات عسكرية سرية

التحرك البيلاروسي الجديد، كشفت عنه وكالة “نوفا” الإيطالية، والتي قالت إن وصول ضباط بيلاروسيين إلى قاعدة تمنهنت الجوية في سبها محملة بمعدات عسكرية جديدة بيلاروسية الصنع، جالبةً معها مدربين شرعوا بالفعل في تسجيل واختيار جنود محليين لتدريبهم على استخدام أسلحة.

ليس هذا أول تعاون عسكري بين الجانبين، إذ سبق أن هبطت خمس طائرات شحن عسكرية قادمة من بيلاروسيا في الجنوب الليبي، محمّلة بإمدادات عسكرية، وفقًا لتقارير “نوفا”.

وبحسب التقارير، فقد كانت تلك الرحلات تنقل شحنات مجهولة عبر مسارات جوية معقدة، وكُشف في فبراير أن شركة الطيران “بيلافيا” بدأت تسيير رحلات سرية إلى بنغازي.

ويُرجح أن الاتفاق الموقّع بين خالد حفتر وموسكو يمهّد لتدخل بيلاروسي أوسع في إدارة الأمن جنوبي ليبيا، بالتنسيق مع موسكو التي تتبع إستراتيجية للسيطرة على طرق الهجرة وموارد الطاقة، وفقًا للموقع الإيطالي.

العلاقات السياسية والدبلوماسية

تواصل سلطات المنطقة الشرقية انفتاحها على بيلاروسيا، سياسيًا ودبلوماسيًا، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.

وقد أجرى وفد بيلاروسي زيارة رسمية إلى بنغازي، التقى خلالها رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، حيث ناقش الجانبان التعاون الثنائي في عدة مجالات.

ترأس الوفد رئيس مجلس النواب البيلاروسي، فاديم إباتوف، ونائب رئيس مجلس الوزراء، فيكتور كارانكفيتش، وجرى خلال الزيارة بحث تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة في مارس الماضي، عقب افتتاح القنصلية البيلاروسية في بنغازي.

وتزامنت التحركات السياسية مع إصدار الحكومة المكلّفة من البرلمان مرسومًا يُعفي بموجبه المواطنين البيلاروس من تأشيرة الدخول ورسوم الإقامة المفروضة على الأجانب في ليبيا.

وقد دخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من الأحد الماضي، مستندًا إلى مبدأ المعاملة بالمثل، ضمن إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

إذن نحن أمام تحرك سريع واستثنائي يطرح تساؤلات عديدة: ما الدافع الحقيقي وراء هذا التقارب المفاجئ؟

خاصة أن بيلاروسيا تعتبر دولة محدودة اقتصاديًا ومعاقبة دوليًا، وتعتمد بشكل كبير على روسيا.

ولا شك أن الحضور الروسي في كافة مراحل هذه العلاقة يُشير إلى استخدام موسكو للأراضي الليبية كخلفية لتمرير أجنداتها، وممارسة الضغط على دول أخرى، سواء في ملف الهجرة، أو تجارة السلاح، أو إدارة النفوذ في القارة الإفريقية.

المصدر: ليبيا الأحرار

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here