عبد الرحمن البكوش
أفريقيا برس – ليبيا. في حوار أجرته “أفريقيا برس” مع المحلل السياسي والمستشار القانوني للمؤتمر الوطني العام السابق، صلاح البكوش، أوضح أن تعيين ممثل خاص للأمين العام للمرة العاشرة ليس سوى خطوة ساخرة ومضيعة للوقت.
وأشار بأن توحيد المؤسسات لن يتأتى إلا عبر حل أزمة الشرعية المزمنة وهذا بدوره لن يحدث في ظل اعتقاد الأطراف المتصارعة أن العامل الاقليمي والدولي يعطيها خيارات أفضل من الجلوس على طاولة المفاوضات وأوضح أنه لايرى أي دور إيجابي للمجتمع الدولي حتى تصل أميركا وروسيا وتركيا إلى تفاهمات بخصوص القضايا العالقة بينهم.
هل تعتقد أن تعيين “هانا سيروا تيتيه” سيكون له تأثير إيجابي في تحسين الوضع السياسي في ليبيا؟
تعيين ممثل خاص للأمين العام للمرة العاشرة ليس سوى خطوة ساخرة مضيعة للوقت في وجود مجتمع دولي منقسم ومنخرط في دعم هذا الطرف أو ذاك.
في رأيك، هل يمكن لتيتيه أن تسير على خطى سابقيها مثل ستيفاني وليامز وستيفاني خوري، اللتين نجحتا في إحراز بعض التقدم في بعض الملفات رغم التحديات؟
ستيفاني ويليامز حققت نجاحا ولو مؤقتا بالاستفادة من هزيمة حفتر والذي كان في ذلك الوقت أضعف من أن يعارض جهود ويليامز. أما خوري فلم تحقق شيئ يذكر سوى أنها كانت الميسرة لجهد وتوافق دولي حول حل أزمة المصرف المركزي لأن ذلك في مصلحة جميع أطراف النزاع وداعميهم في المجتمع الدولي.
كيف ترى أهمية خلفية تيتيه المهنية كوزيرة خارجية سابقة، وهل يمكن أن تؤثر في طريقة تعاملها مع القضايا السياسية في ليبيا؟
كون تيتي وزيرة خارجية سابقة لغانا لا يشكل عاملا مساعدا كبيرا ولكن عدم احرازها أي تقدم ملحوظ خلال عملها كمندوبة خاصة للأمين العام في القرن الافريقي من 2022 الى 2024 وعدم درايتها بالأزمة الليبية ليس مطمئنا.
بما أن المنصب يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، هل تعتقد أن الدعم الدولي لها سيكون كافيًا لمواجهة الضغوط المحلية والإقليمية في ليبيا؟
يجب أن لا ننسى أن التسع مندوبين السابقين تحصلوا على موافقة مجلس الأمن الدولي، كما أنه من المهم أن نضع نصب أعيننا ما قاله الممثل الخاص السابق للأمين العام غسان سلامة في حديثه إلى مركز الحوار الإنساني في يوليو/تموز 2020، إنه شعر بأنه “غير ذي أهمية” و”تعرض للطعن في الظهر من قبل معظم أعضاء مجلس الأمن لأنه في اليوم الذي هاجم فيه خليفة حفتر طرابلس، كان معظم أعضاء مجلس الأمن يدعمون حفتر”.
منذ استقالة عبد الله باتيلي، ظل المنصب شاغرًا، ما الذي تعتقد أنه أدى إلى التأخير في تعيين المبعوث الجديد، وكيف يؤثر هذا على الوضع السياسي في ليبيا؟
التأخير سببه الرئيسي هو تضارب المصالح بين أعضاء داخل مجلس الأمن وانعدام الإرادة السياسية للضغط على أطراف النزاع بصورة متسقة، واضحة، وحازمة.
بالنظر إلى تعقيد الملف الليبي وتعدد الأطراف الفاعلة، هل ترى أن تيتيه ستتمكن من توحيد المؤسسات المتنازعة في ليبيا أم ستواجه تحديات مشابهة لما واجهته الشخصيات السابقة؟
توحيد المؤسسات لن يتأتى الا عبر حل أزمة الشرعية المزمنة وهذا بدوره لن يحدث في ظل اعتقاد الأطراف المتصارعة أن العامل الإقليمي والدولي لكل منها يعطيها خيارات أخرى أفضل من الجلوس على طاولة المفاوضات.
هل تعتقد أن تأثير دور المبعوث على قوة منصبه في ليبيا هو عامل حاسم في نجاحه أو فشله، مثلما كان الحال مع بعض المبعوثين السابقين؟
هناك دراسات عدة حول هذا الموضوع وفي معظمها تؤكد أن العوامل البنيوية تشكل 75% من التنبؤ بنجاح أو فشل بناء السلام و 25% تشير إلى وجود مجال للشخصية والاختلافات في أسلوب القيادة وبهذا الخصوص يبدو أن الشخص الذي يتمتع بالمهارات والخبرة والشخصية الملائمة للوساطة والمفاوضات بين أصحاب المصلحة المتعددين من المرجح أن يكون ممثلاً خاصاً ناجحاً مقارنة بشخص معتاد على أنماط القيادة من أعلى إلى أسفل.
كيف ترى دور المجتمع الدولي في دعم جهود هانا سيروا تيتيه في حل الأزمة الليبية، وهل يمكن أن تكون هناك تحركات دولية جديدة تؤثر في مستقبل العملية السياسية في البلاد؟
الى أن تصل روسيا وأمريكا وتركيا الى تفاهمات بخصوص القضايا العالقة بينهم لا أرى دور إيجابي للمجتمع الدولي في ليبيا على المدى القصير وخاصة أن هانا سيروا تيتيه ستمضي أشهر في محاولة للإلمام بالوضع الليبي وأطرافه قبل أن تُكوّن تصورا للحل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس