الديباني لـ”أفريقيا برس”: المشاركة الواسعة في الانتخابات البلدية خطوة هامة لكن غير كافية

42
الديباني: المشاركة الواسعة في الانتخابات البلدية خطوة هامة لكن غير كافية
الديباني: المشاركة الواسعة في الانتخابات البلدية خطوة هامة لكن غير كافية

أفريقيا برس – ليبيا. تعد الانتخابات البلدية في ليبيا خطوة هامة نحو تعزيز الإدارة المحلية وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. ومع إتمام المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في 58 بلدية، ومع بدء المرحلة الثانية، تثير هذه العملية العديد من الأسئلة حول دور المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، التحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى تأثير هذه الانتخابات على مستقبل البلاد السياسي.

في هذا الحوار لـ”أفريقيا برس”، نستعرض فيه مع المحلل السياسي والقانوني عبدالله الديباني، آرائه وتقييماته حول الانتخابات البلدية، والتحديات التي قد تعترض الانتخابات المقبلة، ومدى قدرة المجالس البلدية المنتخبة على تحقيق الاستقرار المحلي.

كيف يمكن تفسير النجاح الكبير في الانتخابات البلدية التي جرت في المرحلة الأولى من استحقاق المجالس البلدية؟ وما هي المؤشرات التي تعكس قدرة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟

الانتخابات التي أجريت في المرحلة الأولى في 58 بلدية تمثل نجاحًا كبيرًا للمفوضية العليا للانتخابات، وتعكس قدرتها على تنظيم الاستحقاقات الانتخابية المستقبلية. يجب الإشارة إلى أن الانتخابات البلدية لها خصوصيتها، فهي أكثر تمثيلًا للسكان المحليين ولها تأثير مباشر على حياتهم من خلال الخدمات التي تقدمها البلديات المنتخبة.

ما هي التحديات التي واجهت المفوضية الوطنية للانتخابات خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، وكيف يمكن ضمان عدم تكرارها في المرحلة الثانية أو في الانتخابات القادمة؟

التحديات الرئيسية كانت تتمثل في عدم دعم الحكومة بشكل كافٍ، سواء على المستوى المالي أو الإداري. كما أن بعض البلديات قد تعرضت لمحاولات دمج مثيرة للجدل، مثل بلدية زمزم وضمها لبلدية مصراته، هذه العراقيل التي قد تكون متعمدة، تهدف إلى عرقلة العملية الانتخابية.

لضمان عدم تكرار هذه التحديات، يجب أن يكون هناك دعم أكبر من الحكومة والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية كافية للعملية الانتخابية.

هل يمكن اعتبار الانتخابات البلدية الحالية خطوة نحو ترسيخ الحكم المحلي في ليبيا؟ وكيف يمكن للبلديات الجديدة أن تلعب دورًا محوريًا في إنهاء المركزية؟

الانتخابات البلدية لا تعكس حاليًا ترسيخ الحكم المحلي بل تقتصر على إدارة محلية تعمل بناءً على تفويضات من الحكومة المركزية. لتحقيق حكم محلي حقيقي، يجب تضمين ذلك دستوريا و لتحديد صلاحيات البلديات بشكل واضح.

البلديات الجديدة لن تتمكن من إنهاء المركزية طالما أن الحكومة هي من تتحكم في الميزانيات وصلاحيات البلديات.

ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المشاركة الشعبية المرتفعة في الانتخابات البلدية في تحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات الوطنية؟

المواطنون يبدون اهتمامًا أكبر بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية. رغم ذلك، لا يمكن للمشاركة في الانتخابات البلدية وحدها أن تضمن تعزيز المشاركة في الانتخابات الوطنية ما لم يتم توفير ميزانيات واضحة وأداء أفضل من البلديات.

المشاركات الشعبية تحتاج إلى ضمانات ملموسة حول حقوق المواطنين في ظل غياب بعض الأطر القانونية والمالية الضرورية.

ما هي الجهود التي ينبغي على الحكومة الليبية والسلطات المحلية بذلها لضمان أمن العملية الانتخابية في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية؟

لا بد من تأمين العملية الانتخابية بشكل أكبر في المرحلة القادمة، خاصة في البلديات الكبرى مثل بنغازي وطبرق. في المرحلة الأولى، كانت الإجراءات الأمنية فعالة، لكن في الانتخابات المقبلة يجب أن تكون هناك استعدادات أكبر لتفادي أي عوائق محتملة وضمان نزاهة الانتخابات.

هل ترى أن نجاح الانتخابات البلدية في 58 بلدية من أصل 102 يمكن أن يسهم في تهدئة الأوضاع السياسية في ليبيا؟

الانتخابات البلدية لن تؤثر بشكل مباشر في تهدئة الأوضاع السياسية في ليبيا. الوضع السياسي ما يزال في انسداد تام، والمجالس البلدية لا تملك القدرة على تغيير هذا الواقع.

العمليات السياسية في ليبيا تخضع للتأثيرات الخارجية، وصراعات القوى السياسية قد تؤدي إلى إعاقة أي جهود لتغيير المشهد السياسي.

ما هي الدروس المستفادة من تجربة المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية؟

الانتخابات تمت بشكل شفاف، وكان هناك تطور ملموس في أداء المفوضية. لكن الدروس المستفادة تكمن في ضرورة وجود دعم حكومي أكبر ومخصص للميزانيات الانتخابية.

كما يجب تحسين مستوى التنسيق بين السلطات المحلية والمفوضية لضمان سير العملية الانتخابية بشكل أكثر سلاسة.

هل يمكن اعتبار نجاح الانتخابات البلدية بمثابة مؤشر إيجابي على إمكانية تجاوز الانقسام السياسي في ليبيا؟

نجاح الانتخابات البلدية يمكن أن يكون مؤشرًا على أن المواطن الليبي لم يفقد الأمل تمامًا. ولكن، من غير الممكن اعتبار هذه الانتخابات بمثابة حل للأزمة السياسية. الوضع السياسي في ليبيا ما يزال محكومًا بالعديد من العوامل المعقدة، ولا يمكن لأية عملية انتخابية محلية أن تغيره بشكل جذري.

كيف يمكن للسلطات الليبية أن تدعم البلديات المنتخبة في المرحلة القادمة لضمان قدرتها على تحقيق التنمية المحلية وتعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا؟

يجب دعم البلديات المنتخبة من خلال تخصيص ميزانيات واضحة ومحددة وتوفير رقابة فعالة من الجهات المعنية مثل ديوان المحاسبة.

كما يجب منح البلديات صلاحيات أوسع لإعداد الميزانيات وفقًا لاحتياجات كل بلدية، مما يعزز قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة.

ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه المجالس البلدية في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المختلفة من ليبيا بعد نجاح هذه الانتخابات؟

المجالس البلدية يجب أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد. يجب أن تتواصل بشكل فعال مع السكان المحليين وتستمع إلى احتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل المجالس على تفعيل الموارد المحلية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

ختاماً، يظهر أن الانتخابات البلدية في ليبيا تشكل خطوة إيجابية نحو تعزيز المشاركة الشعبية وتقوية الأسس الديمقراطية على المستوى المحلي.

إلا أن تحقيق الاستقرار الفعلي يتطلب مزيداً من الدعم الحكومي والتمويل الفعال للمجالس البلدية المنتخبة.

تظل التحديات التي تواجه هذه العملية الانتخابية كبيرة، ومن أهمها تعزيز الشفافية وتوفير الأدوات المالية والإدارية اللازمة لضمان نجاح هذه المجالس في أداء مهامها.

وإذا ما تم تذليل هذه العقبات، يمكن للانتخابات البلدية أن تكون بوابة لتطوير حكم محلي حقيقي يسهم في الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here