بن عثمان لـ”أفريقيا برس”: الحل في ليبيا مرهون بتجاوز الانقسامات

100
بن عثمان: الحل في ليبيا مرهون بتجاوز الانقسامات
بن عثمان: الحل في ليبيا مرهون بتجاوز الانقسامات

أفريقيا برس – ليبيا. في حوار أجرته “أفريقيا برس” مع رئيس حركة “هدفنا الوطن” علاء الدين بن عثمان حول تعيين السيدة هانا سيروا تيتيه مبعوثًا أمميًا جديدًا إلى ليبيا، أوضح بن عثمان أن النجاح في تحسين الوضع السياسي لا يعتمد على المبعوث الأممي فقط، بل يعتمد على قدرة الليبيين على تجاوز الخلافات والانقسامات والعمل معًا لتوحيد مؤسساتهم.

وأشار إلى أن دعم المجتمع الدولي مهم ولكنه ليس كافيًا، وأي مبعوث أممي لن ينجح إذا لم يستند إلى قاعدة توافق محلية قوية.

وأضاف بأن التأخير الذي حدث في تعيين مبعوثًا جديدًا يعكس خلافات دولية حول إدارة الملف الليبي وتضارب مصالح الأطراف الخارجية.

علاء الدين بن عثمان هو ناشط سياسي ليبي ورئيس حركة “هدفنا الوطن”. شارك في عدة فعاليات سياسية واجتماعية، منها لقاءات مع قيادات أمنية في وزارة الداخلية الليبية وحضور احتفالات رأس السنة الأمازيغية بدعوة من المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا. تسعى حركته إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار في ليبيا.

هل تعتقد أن تعيين هانا سيروا تيتيه سيكون له تأثير إيجابي في تحسين الوضع السياسي في ليبيا؟

النجاح في تحسين الوضع السياسي في ليبيا لا يعتمد فقط على المبعوث الأممي، بل على قدرة الليبيين أنفسهم على تجاوز الانقسامات والعمل معًا على توحيد مؤسساتهم. إذا ركزت تيتيه على تمكين الحوار الليبي-الليبي واحترام إرادة الشعب الليبي، فقد تتمكن من تحقيق تقدم ملموس. إن تعيين السيدة هانا سيروا تيتيه يأتي في وقت حساس في المشهد الليبي حيث يتطلب الوضع الحالي مقاربة جديدة تعتمد على دعم إرادة الليبيين الداخلية أكثر من أي تدخل خارج.

في رأيك، هل يمكن لتيتيه أن تسير على خطى سابقيها مثل ستيفاني ويليامز وستيفاني خوري، اللتين نجحتا في إحراز بعض التقدم في بعض الملفات رغم التحديات؟

ستيفاني ويليامز حققت تقدمًا نسبيًا لأنها اعتمدت نهجًا عمليًا في التعامل مع الأطراف الليبية. أما تيتيه، فتحدياتها أكبر لأنها تأتي بعد فترة من الجمود السياسي والتصعيد الإقليمي. إذا استطاعت أن تتبنى نفس المرونة والواقعية، مع التركيز على بناء توافق داخلي، فقد تحقق نجاحًا مشابهًا.

كيف ترى أهمية خلفية تيتيه المهنية كوزيرة خارجية سابقة، وهل يمكن أن تؤثر في طريقة تعاملها مع القضايا السياسية في ليبيا؟

عمل تيتيه كوزيرة خارجية يمنحها خبرة واسعة في التعامل مع الأزمات السياسية، لكن الملف الليبي يختلف عن غيره بسبب تعقيداته القبلية والإقليمية. نجاحها يتوقف على مدى استعدادها لفهم هذه التعقيدات والالتزام بالحياد.

بما أن المنصب يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، هل تعتقد أن الدعم الدولي لها سيكون كافيًا لمواجهة الضغوط المحلية والإقليمية في ليبيا؟

دعم المجتمع الدولي مهم، لكنه ليس كافيًا. التاريخ أثبت أن أي مبعوث أممي لن ينجح إذا لم يستند إلى قاعدة توافق محلية قوية. الدعم الدولي يجب أن يركز على تمكين الليبيين من إدارة شؤونهم، بدلاً من فرض حلول خارجية.

منذ استقالة عبدالله باتيلي، ظل المنصب شاغرًا، ما الذي تعتقد أنه أدى إلى التأخير في تعيين المبعوث الجديد، وكيف يؤثر هذا على الوضع السياسي في ليبيا؟

التأخير يعكس خلافات دولية حول إدارة الملف الليبي وتضارب مصالح الأطراف الخارجية. هذا التأخير أدى إلى استمرار حالة الجمود السياسي، مما زاد من معاناة الليبيين. الحل يكمن في تقليل الاعتماد على الخارج والتركيز على بناء توافق داخلي.

بالنظر إلى تعقيد الملف الليبي وتعدد الأطراف الفاعلة، هل ترى أن تيتيه ستتمكن من توحيد المؤسسات المتنازعة في ليبيا أم ستواجه تحديات مشابهة لما واجهته الشخصيات السابقة؟

إن توحيد المؤسسات الليبية مهمة صعبة تتطلب إرادة سياسية حقيقية من الداخل. إذا استطاعت تيتيه أن تكون وسيطًا محايدًا يدعم مبادرات الليبيين أنفسهم، فقد تسهم في تحقيق هذا الهدف.

هل تعتقد أن تأثير دولة المبعوث على قوة منصبه في ليبيا هو عامل حاسم في نجاحه أو فشله، مثلما كان الحال مع بعض المبعوثين السابقين؟

جنسية المبعوث ليست العامل الحاسم، بل مدى تفهمه للواقع الليبي هو العامل الرئيسي لنجاحه. ما يهم هو الكفاءة، والقدرة على إدارة الحوار بحيادية تامة، واحترام الخصوصية الوطنية.

كيف ترى دور المجتمع الدولي في دعم جهود هانا سيروا تيتيه في حل الأزمة الليبية، وهل يمكن أن تكون هناك تحركات دولية جديدة تؤثر في مستقبل العملية السياسية في البلاد؟

على المجتمع الدولي أن يلعب دور الداعم وليس المهيمن. التدخلات الخارجية السلبية هي أحد أكبر معوقات حل الأزمة الليبية. يجب أن يكون التركيز على دعم العملية السياسية بقيادة ليبية خالصة، مع احترام سيادة البلاد.

في الختام، أؤكد أن الحل في ليبيا لن يأتي من الخارج، بل من الداخل. الشعب الليبي هو الوحيد القادر على تجاوز هذه الأزمة إذا توفرت الإرادة الحقيقية، وتم تجاوز الانقسامات لصالح بناء دولة المؤسسات والقانون. دور الأمم المتحدة والمبعوثة الجديدة يجب أن يقتصر على تسهيل الحوار ودعم الجهود الليبية لحل الأزمة بشكل كلي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here