بقلم : ناصف الفرجاني
أفريقيا برس – ليبيا. بعد فشل العملية السياسية التي أنجبها حوار الصخيرات تفائل الليبيون بحوار جنيف كحل للأزمة السياسية الليبية وتجاوز حالة التجظي والانقسام التي طالت كل المؤسسات بما فيها السيادية ومنها الأمنية والعسكرية، وحالة الاصطفاف السياسي الأيديولوجي والجهوي، وعزز ذلك انتشار كميات ضخمة من الأسلحة، التي نقلت الصراع لاحقا الى صراع مسلح تقف خلفة وتغذيه أطراف اقليمية ودولية كل وفق حسابات نفوذه ومصالحة.
الا أن سلطة جنيف اصطدمت بالواقع الموجود على الأرض المتمثل في حملة السلاح من الطرفين وأصبحت تتحول تدريجيا الى سلطة عاجزة فشلت حتى في أبسط المهام ومنها فتح الطريق الساحلي الذي يربط شرق البلاد بغربها رغم وجود قرار بالخصوص من لجنة حوار 5+5 (اللجنة العسكرية المشتركة) المنبثقة عن اتفاق برلين1 والمنصوص عليها في وثيقة القاهرة، وبذلك بدأت سلطة جنيف تعكس عجز عن القيام بمهامها.
أضف الى ذلك ظهور أطراف تسعى لعرقلة أهم استحقاق يراهن عليه الليبيون للخروج من المراحل الانتقالية الى مرحلة دائمة ألا وهو انتخابات 24ديسمبر أحيانا بحجج دستورية وقانونية وأحيانا بحج لوجستية. و إن كانت المخاوف الحقيقية لدى الاسلام السياسي من عدم القدرة على الحصول على نتائج تمكنهم من البقاء في المشهد مخاوفهم من هيمنة قيادات عسكرية و أخرى تمثل التيار القومي لاكتساح الانتخابات الرئاسية والتشريعية، أمام الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها تيار الاسلام السياسي، رغم أن المخاوف من عدم نجاح الخيار الديمقراطي موجودة حتى لدى التيار المدني.