أفريقيا برس – ليبيا. تشهد المنطقة الجنوبية في ليبيا تحديات أمنية مستمرة بسبب انتشار الجماعات الإرهابية، شبكات تهريب البشر، والمجموعات المسلحة غير القانونية. في خطوة حاسمة للحد من هذه الأنشطة وضمان استقرار المنطقة، وفي الثالث عشر من فبراير الجاري نفذت القوات المسلحة التابعة للقيادة العامة المتمركزة في الشرق الليبي عملية عسكرية واسعة في مدينة القطرون الواقعة في أقصى الجنوب الغربي عملية حسب الناطق بشعبة الإعلام الحربي استهدفت أوكار الجريمة المنظمة، وتمكنت من مصادرة مخازن أسلحة ومواد تهريب، بينما أسفرت عن مقتل وجرح عدد من العناصر العسكرية.
العملية التي شارك فيها مختلف فروع القوات المسلحة، تهدف إلى تأمين الحدود الجنوبية لليبيا، وهي تعد خطوة استراتيجية لحماية الأمن القومي حسب المشرفين عليها، لاسيما في ظل الوضع الأمني المتوتر في دول الجوار مثل تشاد والسودان. إضافة إلى ذلك، أثارت العملية اهتماماً كبيراً في الأوساط الشعبية والسياسية.
وفي حوار خاص أجرته “أفريقيا برس” مع يوسف الفارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة درنة ورئيس حزب ليبيا الكرامة، أكد الفارسي أن الهدف الرئيسي للعملية هو تأمين الجنوب الليبي من التهديدات المختلفة، سواء من الجماعات الإرهابية أو شبكات تهريب البشر. كما أوضح أن هذه العمليات ليست مجرد خطوات ميدانية، بل جزء من استراتيجيات طويلة الأمد لضمان استقرار المنطقة وحمايتها من الفوضى، وأضاف أن العملية حظيت بدعم شعبي واسع من أهالي الجنوب الذين يتطلعون إلى تحقيق الأمان في مناطقهم.
ما هي الأهداف الأساسية التي سعت القوات المسلحة لتحقيقها من خلال هذه عملية الجنوب؟ وهل تعتقد أن هذه الأهداف تم تحقيقها؟
الأهداف التي سعت إليها القوات المسلحة هي بسط الأمن والاستقرار في الجنوب، والحفاظ على المواطنين في المناطق الحدودية التي كانت تشهد بين الفينة والأخرى وجود جماعات تحاول العبث بالحالة الأمنية. لكن الجيش كان بالمرصاد لهذه الجماعات. وبخصوص تحقيق الأهداف، يمكن القول إنها تم تحقيقها بالكامل. كانت هذه العملية خطوة مهمة وأهدافها استراتيجية، خاصة أن تأمين الحدود الجنوبية يعد هدفاً أساسياً للجيش الوطني. العملية حققت الأمن في هذه المناطق الحدودية ومنعت أي تهديدات قد تمس استقرار الجنوب.
كيف ترى هذه العملية وفي أي إطار؟ هل يمكن اعتبارها خطوة استراتيجية مهمة في حماية حدود الوطن؟
هذه العملية كانت جزءاً من الحرب على الإرهاب والجريمة المنظمة، ومحاربة التهريب. ونتائجها كانت واضحة من خلال القضاء على بعض الأوكار التي كانت تهدد استقرار المنطقة. كما أن هذه العملية نالت رضى شعب الجنوب بشكل واسع. نعم، يمكن اعتبارها خطوة استراتيجية مهمة للغاية في حماية حدود الوطن، لأن هذه المنطقة الحدودية تمثل خطاً أمنياً مهماً لليبيا، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها الحدود مع دول الجوار مثل السودان وتشاد والنيجر. استقرار الجنوب يعني استقرار ليبيا بشكل عام، وهذه العملية كانت ضرورية في هذا السياق.
ماذا عن موقف أهالي الجنوب من هذه العملية؟ هل تجد أن هناك دعماً شعبياً قوياً للعملية أم أن هناك بعض التحفظات؟
موقف أهالي الجنوب من هذه العملية كان داعماً وبقوة. الناس في الجنوب يرحبون بهذه العملية بشكل كبير لأنهم يريدون استقراراً وأماناً في منطقتهم، وهم يتطلعون إلى وقف النشاطات غير القانونية مثل التهريب والجريمة المنظمة. أهالي الجنوب يدعمون العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني في المنطقة، ولا يوجد أي تحفظات حيالها من قبلهم.
هل هناك أي معلومات حول القبض على شبكات تهريب البشر أو عصابات الجريمة المنظمة خلال هذه العملية؟ وهل تم الكشف عن أسماء بارزة من هذه الشبكات؟
حتى الآن، لا توجد لدينا معلومات دقيقة حول القبض على شبكات تهريب البشر أو عصابات الجريمة المنظمة، أو عن أسماء بارزة من تلك الشبكات. هذه التفاصيل عادة ما تكون في حوزة القيادة العسكرية والجهات الأمنية المعنية. ولكن من المؤكد أن القوات المسلحة تعمل بجد على ملاحقة هذه الشبكات، وقد تم تنفيذ عمليات نوعية ضدها.
هل يمكن الحديث عن دور أي قوى أجنبية في دعم أو المشاركة في هذه العملية؟ وهل كان هناك تنسيق مع دول أخرى أو قوات أجنبية في مكافحة تهريب البشر أو الجريمة المنظمة؟
لا يوجد أي دور لقوى أجنبية في هذه العملية، ولا يوجد تنسيق مع دول أو قوات أجنبية في مكافحة تهريب البشر أو الجريمة المنظمة. العملية كانت في إطار العمليات العسكرية الليبية الخالصة. الجيش الوطني الليبي هو من نفذ هذه العملية بمفرده، ونحن على يقين بأن هذه العمليات يجب أن تكون تحت السيطرة الوطنية الكاملة.
كيف ترى تأثير هذه العملية على الأمن والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل؟ وهل تم وضع خطط لضمان عدم عودة الفوضى أو عودة العصابات المسلحة إلى هذه المناطق الحدودية؟
نرى أن أثر هذه العملية على المدى البعيد سيكون إيجابياً للغاية، حيث ستساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة. ومن المهم أن نؤكد أن هناك خططاً طويلة المدى وضعت لضمان عدم عودة الفوضى إلى هذه المناطق. من مصلحة الجيش أن تبقى هذه المنطقة آمنة، وقد تم التنسيق مع مختلف الجهات الأمنية لضمان استقرار المنطقة وتوفير الأمان للمواطنين. هناك خطط شمولية لضمان عدم تكرار أي خروقات أمنية أو نشاطات تهريبية، فضلاً عن مراقبة الحدود بشكل مستمر لمنع أي جماعات مسلحة من العودة إلى هذه المناطق.
عملية القطرون تمثل خطوة هامة في سياق تأمين الجنوب الليبي وتعزيز استقرار المنطقة بشكل عام. تبقى هذه العمليات جزءاً من الجهود المستمرة للجيش في الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده في وجه التهديدات الداخلية والخارجية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس