نشرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية تقريرا حول الأوضاع الراهنة في دول الشرق الأوسط الكبير، وتعرضت فيه أيضا إلى الشأن الليبي، فوصفت الأوضاع بالمتردية وأنها مقبلة على مزيد من التردي وعلى مرحلة أكثر خطورة.
وقال التقرير إن هذا الصيف يحمل المزيد من الأزمات العربية. خاصة مع التأثيرات الاقتصادية المدمرة لجائحة كورونا، وأضاف أنه يتعيّن على العالم الاستعداد لفصل جديد، أكثر إظلاما من الفصول السابقة، لأن الآمال تبخرت منذ انتفاضات الربيع العربي في 2011، في أن يحدث التحول الديمقراطي والتقدم الاقتصادي والسياسي.
ويُرجع التقرير أسباب ذلك إلى العديد من العوامل، من التدخل الأجنبي إلى القادة السلطويين، إلى التنمية الاقتصادية المشوهة وغير المتساوية، ثم التطرف والحروب والنزاعات الأهلية، يضاف إلى كل ذلك هذه الجائحة الوبائية في عام 2020 ما يجعل من المنطقي تماماً أن ييأس المرء من تغيير وضع الشرق الأوسط.
ليبيا صحيفة بيضاء أصبحت الأكثر دموية
يقول التقرير إن انهيار ليبيا لم يلق الاهتمام الإعلامي مثل سوريا، في 2011، حيث ظن المحللون الغربيون أن الانتفاضة فيها هي فرصة أفضل لليبيين في بناء مستقبل ديمقراطي زاهر، لأن ليبيا “صحيفة بيضاء” كما يصفها التقرير.
لكن سرعان ما تفتتت البلاد بين المناطق الجغرافية والقبائل، مع ظهور العديد من الميليشيات والجماعات المتطرفة، حيث برزت حكومتان تتنازعان على السلطة، لتسقط ليبيا في دوامة الحرب الشاملة بعدما أعلن قائد الجيش الوطني خليفة حفتر أنه سيسقط حكومة الوفاق في طرابلس في ربيع 2019.
ويصف التقرير تدخل تركيا بأنه منح قبلة الحياة لحكومة الوفاق في المعركة ويشير إلى احتمالات مواجهة بين مصر وتركيا في ليبيا، بتأييد من قوى أجنبية أخرى لا يهمها الليبيين في شيء بقدر ما تهمها مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
يخلص التقرير إلى أنه من الصعب معرفة السبب الذي أدى إلى تدهور جميع بلدان الشرق الأوسط، لكنه يشير إلى بعض العوامل المشتركة بينها وهي: السيادة والهوية المتنازع عليها، وسوء الإدارة الدائم الذي يؤدي إلى حلقة مفرغة لا خلاص منها.