أفريقيا برس – ليبيا. شارك وزير الخارجية بالإنابة في حكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة يومي 19 و20 ديسمبر 2025.
وجمع المؤتمر حضورًا دبلوماسيًا رفيعًا، وضم وزراء خارجية أكثر من 50 دولة إفريقية، إلى جانب ممثلي منظمات إقليمية وقارية كبرى، وركّز على صياغة رؤية مشتركة تمهّد لانعقاد القمة الروسية الإفريقية الثالثة المقررة عام 2026، وسط نقاشات موسعة حول مستقبل الشراكة السياسية والاقتصادية بين الجانبين.
وأكد الباعور في كلمة ألقاها خلال جلسات المؤتمر أن الاجتماع يعكس متانة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الإفريقية والاتحاد الروسي، القائمة على الاحترام المتبادل وتلاقي المصالح المشتركة، وأشار إلى أن هذه العلاقات شهدت عبر عقود مواقف داعمة للقضايا الإنسانية ومسارات التنمية الدولية.
وأوضح أن اللقاء يجسّد وعيًا متناميًا بأهمية العمل المشترك في ظل أوضاع دولية معقدة، تفرض بناء نظام دولي أكثر عدالة وتوازنًا، قائم على التفاهم المتبادل، بعيدًا عن الاستقطاب وسياسات المعايير المزدوجة، وبما يعزز الاستقرار الدولي.
وأشار وزير الخارجية بالإنابة إلى أن القارة الإفريقية، مع دخولها العشرية الثانية من تنفيذ أجندة 2063، تواصل رسم أولوياتها الاستراتيجية الهادفة إلى تمكين قدراتها الذاتية، وتحفيز مشاركة مواطنيها في مسارات النمو والرخاء، ولفت إلى أن هذه المرحلة تتطلب شراكات دولية حقيقية قائمة على نقل المعرفة والاستثمار طويل الأمد.
وشدد على أهمية تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية في مجالات الطرق، والسكك الحديدية، والسدود، والصناعات التحويلية، والطاقة النظيفة، واعتبر هذه المشاريع ركيزة أساسية لمواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالأزمات الغذائية، وارتفاع الأسعار، والتغير المناخي، وخلق فرص نمو مستدامة تعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح الباعور أن دعم إفريقيا في مسارها التنموي لا يشكّل مكسبًا للقارة وحدها، بل يحمل أبعادًا إنسانية عالمية تسهم في تعزيز فرص السلام الإقليمي والدولي، واستعرض ما وصفه بمظاهر الظلم التاريخي الذي عانت منه القارة، مؤكدًا أن إفريقيا تسعى اليوم، بالتعاون مع المجتمع الدولي، إلى تصحيح هذه الاختلالات وبناء شراكات أكثر توازنًا.
وأبرز الدور الذي يستطيع الاتحاد الروسي الاضطلاع به، بوصفه عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، لدعم مطلب إفريقيا المشروع بالحصول على تمثيل عادل داخل المجلس، بما يعكس ثقلها السياسي والديمغرافي والاقتصادي على الساحة الدولية.
وأكد أن إصلاح منظومة الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، بات ضرورة ملحّة، ودعا إلى منح القارة الإفريقية مقعدين دائمين بكامل الامتيازات، إلى جانب خمسة مقاعد غير دائمة، وفقًا لتوافق سرت وإزوليني الذي يمثّل الموقف الإفريقي الموحد بشأن إصلاح المجلس وتحقيق العدالة في التمثيل الدولي.
وتندرج مشاركة ليبيا في هذا المؤتمر ضمن توجهها نحو تعزيز حضورها الإيجابي والفاعل في المحافل الإقليمية والدولية، وتأكيد عودتها كلاعب مؤثر على الساحة الدولية، مع السعي لاستعادة مكانتها السياسية والدبلوماسية، وإبراز دورها كشريك أساسي في القضايا الأمنية والاقتصادية.
ويعكس هذا الحضور حرص ليبيا على توظيف خبراتها الدبلوماسية إقليميًا ودوليًا، وتعزيز سيادتها الوطنية عبر التنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين، في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس





