ظاهرة التسول في الجنوبي الليبي

145

بقلم : إدريس إحميد

أفريقيا برسليبيا. التسول ظاهرة عالمية لا حدود لها وانتشرت بدرجة كبيرة نتيجة عدة أسباب أهمها الفقر والجوع والهجرة من البلد الام ، حيث الحاجة للمسكن والمأكل. وتنوعت أشكال التسول الظاهر حيث الشخص في الشوارع والميادين يرتدي ملابس قديمة ومهترئة أو يظهر عاهة قد تكون حقيقية أو مزيفة لجلب استعطاف الناس ، أو استخدام الاطفال والنساء والشيوخ أو عن طريق القيام بأعمال كتنظيف زجاج السيارات أو مساعدتك في حمل مقتضياتك المنزلية. وهناك أسباب أخرى كالبطالة لدى الشباب والتي ارتفعت في الدول العربية، على الرغم من وجود فرص عمل، ولكنهم يفضلون مهن ادارية أكثر راحة بسبب الكسل وبذلك يجدون أمامهم التسول الخيار الافضل.

وقد كانت ليبيا قبل 2011 تمنع هذه الظاهرة تحسبا للرأي العام في دولة غنية والبطالة منتشرة ، بدل توفير فرصة العمل وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين. وشهدت المدن الليبية انتشار ظاهرة التسول منذ أحداث 2011 ، وقد برزت هذه الظاهرة في الجنوبي الغربي الذي يعاني انفلات أمني، حيث الحدود المفتوحة على مصراعيها ، مع تشاد والنيجر والمثلث بين الجزائر وليبيا والنيجر بما يعرف “مثلث السلفادور “، والذي تأتي منه الهجرة غير الشرعية والمخدرات إلى داخل البلاد، وتهريب السلع التموينية والسيارات والوقود والمواد المنزلية والكهربائية ، دون حسيب أو رقيب في غياب السيطرة على الحدود.

ولعل أهم الظواهر التي لفتت الانتباه وسببت القلق هو الانتشار الكبير للمتسولين من الدول الافريقية وتحديدا من السودان والنيجر، بحيث تراهم طيلة اليوم في الشوارع والاسواق بل يطرقون أبواب المنازل ، أطفال ونساء ورجال وشيوخ وقد سلطنا الضوء على هذه الظاهرة في حوار مع الشارع.

طرحنا سؤال حول أسباب هذه الظاهرة التي انتشرت في المدينة؟ المواطن حسين حامد قال أن “هذه الظاهرة منتشرة في المدينة لأن الناس جائعة”. وردا عن سؤالنا كيف دخلوا البلاد؟ قال لنا بأن الحدود منتهكة ومفتوحة لا وجود لمن يمنعهم. المواطن عثمان محمد، قال “هذه الظاهرة ليست في مدينة سبها بل وجدتها حتى في طبرق الواقعة أقصى الشرق الليبي وفي مدينة بنغازي، ويبدو بأن وراءهم عصابات منظمة. وليد صالح، قال أن “هؤلاء يعملون لحساب أشخاص وشركات ينطلقون في المدينة منذ الصباح وفي نهاية المساء تأتي سيارات لتجمعيهم”. كذلك ابراهيم محمد اعتبر الظاهرة غريبة ويسأل عن الجهات الأمنية والدور الذي يجب أن تقوم به. الشاب مصطفى عبد الكريم قال لنا “هم عصابة منظمون ويقومون بتحويل مبالغ مالية لبلدانهم عبر مكاتب التحويلات”.

مديرة أمن سبها :

حسين الناعم، مدير الاعلام الأمني في مدينة سبها

توجهنا لمديرية أمن سبها حاملين معنا تساؤلات المواطنين والتقينا بالأستاذ حسين الناعم مدير الاعلام الأمني وسألناه عن الاجراءات التي قامت بها مديرية أمن سبها لمواجهة الظاهرة؟ فقال “هذه ظاهرة مرفوضة من جميع دول العالم وتسبب ازعاج للمواطنين، ودائما هناك مراسلات وتعليمات بخصوص محاربة هذه الظاهرة، ولكن نواجه عوائق وصعوبات عند القبض عليهم لأن جل المتسولين من دول أفريقية وبعضها عربية، ويحتاجون لمراكز ايواء ونحن نفتقر لهذه الأماكن التي هي من اختصاص جهاز الهجرة غير الشرعية وحرس الحدود، بل الحدود يمر من خلالها التهريب والهجرة غير الشرعية”.

وردا على سؤال لـ “أفريقيا برس” حول أن هؤلاء المتسولون مقيمون داخل المدينة، ولا يرغبون في مواصلة طريق الهجرة الى خارج ليبيا؟ قال “هذا صحيح ونحن بحاجة لمزيد من الدعم للدوريات ومراكز الشرطة داخل المدينة وتوفير الامكانيات ودعم الاجهزة الامنية في الحدود”.

إذا هذه احدى الاشكاليات التي تعانيها الدولة الليبية والبلديات الحدودية والتي تؤثر على أمن واستقرار البلاد، في ظل انتشار الارهاب في المنطقة مما يؤكد ضعف أو غياب المؤسسات الامنية.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here