احتلال ليبيا.. أيديولوجيا الفاشية وتاريخ المقاومة المحلّية

4
احتلال ليبيا.. أيديولوجيا الفاشية وتاريخ المقاومة المحلّية
احتلال ليبيا.. أيديولوجيا الفاشية وتاريخ المقاومة المحلّية

أفريقيا برس – ليبيا. لم تكن المنطقة العربية والإسلامية، بمفهومها الجغرافي، عرضةً وحدها للاستعمار الغربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بل التاريخ قبل ذلك، هو ما استهدفته تلك القوى، وحاولت تشويهه لتبرير أطماعها من خلال إضفاء أبعاد أيديولوجية على مُمارساتها وجرائمها، وضمن هذا السياق، يُمكن النظر إلى استعمار إيطاليا لـ ليبيا عام 1911، والذي تعود محاولاته السياسية الأُولى إلى “مؤتمر برلين” عام 1878.

في بحث تاريخي جمَع أربعَة مؤرّخين إيطاليّين، صدرت عن “دار الجمل” في بغداد، الترجمة العربية لكتاب “عمر المختار وإعادة الاحتلال الفاشي لليبيا”، والتي أنجزها الباحث والمترجِم محمد عبد اللطيف الهوني، في محاولة لرصد الوضع التاريخي داخل ليبيا أثناء الفترة التي استُعمرَت فيها، حيث اتّسم “تدوين وتدريس التاريخ في ليبيا بعد الاستقلال في الكتب التي أنتجتها السلطة السياسية كانت تفتقر إلى الموضوعية”، كما أنّ السابق “أراد طمس الحركة السنوسية وزعمائها باعتبارها حركةً أنتجت دولة الاستقلال التي أقام النظام شرعيته على إسقاطها وتخوينها”.

يُعالج إينزو سانتاريللي في الباب الأول من الكتاب “أيديولوجيا إعاد الاحتلال لليبيا 1922 – 1931″؛ حيث يربط بين الاستعمار الفاشي بالسلوك الديكتاتوري الذي كان مُهيمناً في إيطاليا، حتى قبل صعود النازية في ألمانيا، كما يتحدّث عن الصبغة الاستيطانية الإحلالية التي أخذها الاستعمار في ليبيا بعد ما سُمّي بـ”فرض السلام” (1930 – 1931).

أمّا الباب الثاني، فيحمل عنوان “قمع المقاومة في برقة 1927 – 1931″، وفيه ينطلق جورجو روشا من أنّ الاستعمار الإيطالي بين الحربَين العالميّتين من أكبر المواضيع المُهملة في التاريخ الإيطالي المعاصر، ويوثّق لطبيعة العلاقة السياسية بين المُستعمِر والمُستعمَر بداية، قبل ان ينتقل للتفصيل في العمليات العسكرية بالجبل الأخضر، ومن ثم استئناف الثورة عام 1928، ولجوء الثوّار إلى تكتيك حرب العصابات، كما يتناول في هذا الفصل جريمة إعدام المقاوم الليبي عمر المُختار، بعد مُحاكمة أشبه بـ”تمثيلية هزلية”.

“أسْرُ عُمر المختار ومحاكمته وموته في إطار السياسة الفاشية لإعادة احتلال ليبيا” عنوان الباب الثالث الذي وضعه رومان راينارو، وفيه يقرأ المشهد الفاشي في إيطاليا بالثلاثينيات، من حيث هو “نزوع إمبراطوري”، ويذهب إلى أنّ التسلّط الاستعماري الذي ظهر في الفترة المسمّاة ليبرالية (1911 – 1922) تحوّل إلى عقيدة جامحة، وتم تكريسه في خطة للقمع المُمنهج ضدّ السكّان المحليّين، كما يتوقّف أيضاً عند أجواء المحاكمة الهزلية، بوصفها انعكاساً للجوّ السياسي الذي تمثّله.

بدوره يقرأ لويجي غوليا في الفصل الرابع والأخير، “أسر عمر المختار ومحاكمته في الصحافة الإيطالية”، حيث يقول إنّ النّظام الفاشي لم يُبرز اسم المُختار أمام الجمهور الإيطالي، وعمل على طمس أثره، ولم يُنشر خبر تنفيذ الحكم إلّا بعد يومين من وقوعه، لكنّ القضية استُعيدت على الملأ، بعد حملات الدعاية التي رافقت إنتاج فيلم سينمائي عن حياة المقاوم الليبي عام 1979.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here