“الكوفية”.. رواية ليبية ببطولة فلسطينية ورؤية سينمائية

13
"الكوفية".. رواية ليبية ببطولة فلسطينية ورؤية سينمائية

أفريقيا برس – ليبيا. يسعى الروائي الليبي فيصل الشريف إلى إنتاج روايته “الكوفية” على شكل عمل سينمائي، دعماً للقضية الفلسطينية، ولإيصال الرسالة التي تحملها الرواية التي تتخذ من الكوفية الفلسطينية رمزًا لها وللمقاومة.

وعبر الروائي الليبي عن إدراكه أن عصر القراءة لوحده لم يعد يجدي كثيرًا، وأن الإخراج السينمائي هو الذي سيوصل الرسالة التي تحملها الرواية التي كتبها، ما دفعه للتفكير في تصوير فيلم سينمائيا من الرواية.

وكان منطلق فكرة كتابة الرواية عام 2020، أن تكون شكلا من أشكال الدفاع عن قضية فلسطين والمسجد الأقصى والمقاومة الباسلة التي تحدث في غزة (ضد إسرائيل)، وفق الشريف.

ويواصل الكاتب قائلا إن ما حدث في غزة طوال عقود من الزمن من “محاولات لفك الحصار عنها، وعلى رأسها ما حدث مع سفينة مرمرة وما نتج عنه من مأساة تسبب فيها الكيان الصهيوني الغاصب الذي عُرف بجرائمه ومذابحه”، كانت أيضا من الأمور التي ألهمته لكتابة الرواية.

وفي 31 مايو/ أيار 2010، شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجومًا على سفينة “مافي مرمرة”، في المياه الدولية قرب شواطئ قطاع غزة، وأسفر الهجوم عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.

وكانت “مافي مرمرة” ضمن “أسطول الحرية”، وهو مجموعة من 6 سفن اثنتان منها تتبعان لهيئة الإغاثة الإنسانية “IHH” التركية، حملت على متنها نحو 10 آلاف طن من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية.

وتابع الشريف في حديثه: “لهذا كانت الرواية تراودني، وجمعت التأثر بالمقاومة وكذلك ما حدث مع ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري التي قتلها الاحتلال بمجزرة عندما كانت تتصدى لها لمحاولة منع جرف منزل عائلة فلسطينية في مدينة رفح”.

ولقت كوري حتفها عام 2003، بعد أن دهستها جرافة إسرائيلية كانت تقوم بأعمال هدم لمنازل فلسطينيين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وكانت الحقوقية الأمريكية كوري ترتدي آنذاك بزّتها البرتقالية، للتعريف عن نفسها بأنها ناشطة حقوقية أجنبية، وحاولت رفقة ثمانية من زملائها في حركة التضامن الدولية، وهم وفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، خمسة أمريكيين وثلاثة بريطانيين، منع جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال من هدم المنازل في مدينة رفح.

راشيل كوري والطبيب التركي بطلا الرواية

وأوضح الشريف: “بمجرد الاطلاع على الرواية تجد أنها أعدت بطريقة السيناريو والحوار بين شخصياتها، فهي جاهزة من حيث الأدوار لتصويرها فيلما سينمائيا”.

وعن التحضير لإنتاج الفيلم قال إنه ينتظر أن تتولاه جهة تتبنى الفكرة، وإنه يبحث عن منتج للعمل لإخراجه بشكل فيلم أو عمل درامي.

وأوضح الشريف أن “الرواية جمعت بين زمنين مختلفين؛ هما زمن حادثة سفينة مرمرة وزمن حادثة مقتل كوري، وتم استحضار الزمنين لزمن واحد لأقوم بنسج سيناريو وحوار داخل رواية أطلقت عليها اسم الكوفية”.

والشخصية الرئيسية البطلة في الرواية هي راشيل كوري، إضافة إلى شخصية تخيلية لطبيب تركي يعمل بالهلال الأحمر، وشخصية تخيلية لطفل غزاوي فقد ساقه واستمر في مقاومة الاحتلال.

للدراما تأثير عميق على المتلقي وتركيا رائدة فيها

وقال الشريف: “نحن في عصر الصوت والصورة والأفلام والمسلسلات والدراما، وهي ذات أثر بالغ وتأثير عميق في نفوس المتلقين”.

“كما تعيد غرس القيم وتجددها في الأجيال لترسخ أكثر من خلال إنتاج ما يمس قضايانا”، وفق الكاتب الليبي.

وعن تركيا أفاد: “هي تحتل مراتب متقدمة بإنتاج المسلسلات التاريخية ذات القيمة والهوية والتي جذبت عشرات الملايين من الناس في العالم العربي والإسلامي وحتى من العالم الغربي”.

“وهذا يعود للتطور اللافت في مسيرة الإنتاج التركي الإبداعي في عالم السينما والدراما والمسلسلات التي استطاعت أن تحتل المكانة الأبرز عالميًّا، وبالتالي إذا تبنت تركيا هكذا رواية لإنتاجها فيلم سيسهم ذلك في تقديم رسائلها للعالم بشكل منفرد ومؤثر”، وفق حديث الشريف.

وأردف: “إنتاج هذه الرواية سينمائياً ستكون له قيمة وسوف تصل رسالتها لكل بيت ليدرك العالم قيمة مقاومة هذا الشعب وتضحياته وكذلك أن الإنسانية حاضرة بكل معانيها من خلال الناشطة الأمريكية (كوري) التي جسدت شخصية البطولة في الرواية”.

وأعرب الشريف عن تمنياته بأن “تساهم رواية الكوفية في إيصال رسائلها التي تمنح الأمل من عمق الألم، وأن المقاومة التي ترتبط بحق شعب محاصر يضحي لأجل أرضه ومقدساته لابد لها من أن تنتصر يومًا”.

وزاد: “الدول الحرة لن تتخلى عن دعم هذا الشعب الباسل ومساندته حتى يظهر الله الحق ويُهزم الباطل”.

واختتم الشريف كلامه قائلا: “راية المقاومة (الفلسطينية) ستنتقل من جيل لجيل حتى يتحقق انتصار هذا الشعب وتُتوج تضحياته وصبره بدولته المستقلة المنشودة”.

وتعدّ الكوفية الفلسطينية بلونها الأبيض ونقوشها السوداء رمزا للقضية الفلسطينية، ويتم ارتداؤها عادة حول الرقبة أو فوق الرأس، وهي شكل من أشكال الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، ولا تزال حاضرةً منذ نحو قرنٍ من الزمن شاهدةٍ على تجذّر الشعب في أرضه واحتفاظه بعاداته وتقاليده.

والكوفية لا تعترف بالحدود، ويرتديها الفلسطينيون في الشتات والمنافي البعيدة، كما يرتديها مناصرو القضية الفلسطينية في أنحاء العالم كافة وبات حضور الكوفية والشماغ أمراً أساسياً، ويشكل ارتداؤهما مظهراً من مظاهر التأييد للقضية الفلسطينية.

والروائي الشريف بدأ في مسيرة كتابة الروايات عام 2008، وأبرز ما كتب روايات “ذكريات” و”الوفاء الأبدي” و”كذبة السرب”، و”الكوفية”، إلى جانب أعمال كثيرة في مجال الشعر ومنها ما ترجم للإنجليزية والتركية والفرنسية.

ويعاني سكان قطاع غزة، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.

كما يعاني القطاع من حرب مدمرة منذ أكثر من أربعة أشهر تشنها إسرائيل خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.​​​​​​​

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here