ذكرت جريدة «تايمز أوف مالطا» المالطية أن سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية ترفع علم إيطاليا أنقذت 49 مهاجرًا على بعد 42 ميلاً من ساحل ليبيا، وفي طريقها الآن إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، في تحدٍ لنهج روما بعدم استقبال مهاجرين بعد إنقاذهم من البحر المتوسط.
وأضاف الجريدة، أمس الإثنين، أن السفينة وتدعى «ماري جونيو» تابعة لمنظمة «ميديترانيا سيفينغ هيومنز» الإيطالية غير الحكومية، انتشلت المهاجرين من قارب كان يتعرض للغرق في البحر.
وطلبت السفينة من إيطاليا توفير ميناء آمن لإنزال المهاجرين الذين أنقذتهم، مصرَّة على أن إعادتهم إلى ليبيا «ليست خيارًا»، وفق الجريدة.
غير أن وزير الداخلية الإيطالي اليميني الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، أصر، في تغريدة على «تويتر» أن موانئ إيطاليا «ستظل مغلقة» أمام سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية.
وقالت المنظمة إن خفر السواحل الليبي وصل أثناء شروعها في عملية الإنقاذ بالفعل، موضحة أنها أنقذت المهاجرين قبالة سواحل مدينة زوارة الليبية في منطقة البحث والإنقاذ.
وذكرت جريدة «تايمز أوف مالطا» أن خفر السواحل الإيطالي أرشد سفينة «ماري جونيو»، اليوم الثلاثاء، إلى منطقة للرسو بالقرب من جزيرة لامبيدوسا للاحتماء من الطقس السيئ، غير أنه لم يسمح بإنزال المهاجرين على متنها.
وتدرب إيطاليا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، خفر السواحل الليبي منذ العام 2017 لاعتراض طريق قوارب المهاجرين في البحر المتوسط ومنع وصولها إلى أوروبا، وذلك في إطار اتفاق مثير للجدل أدى إلى انخفاض أعداد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على روما بنحو 98% هذا العام بالمقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية.
وعقب عملية الإنقاذ، قالت وزارة الداخلية إيطالية، بحسب وكالة «فرانس برس»، إن «إن إنقاذ الأرواح هو أولوية، لكن يأتي بعدها مباشرة ضرورة الالتزام بتوجيهات السلطات المحلية» بعدم جلب مهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا، مضيفة أن الخروج عن تلك القواعد «يمكن قراءته باعتباره فعلًا متعمدًا لجلب مهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا وتسيهل تهريب البشر».
وأشارت الوزارة إلى أن وزير الداخلية سالفيني سيوقع «أمراً إداريًّا بشأن ذلك الأمر».ويتمثل رفض روما رسو سفينة «ماري جونيو» بموانيئها أول مواجهة بين الحكومة الإيطالية وسفينة ترفع علم إيطاليا بشأن مهاجرين، جرى إنقاذهم في البحر المتوسط.
وسبق ورفضت إيطاليًا مرارًا استقبال سفن إنقاذ في وضع مماثل، وتُركت السفن وعلى متنها المهاجرون لعدة أيام في البحر، بعدما حذت مالطا حذو إيطاليا.