اكتشفت المؤسسة الوطنية للنفط ثلاث مسائل مثيرة للقلق في منطقة الواحات، وهي وجود تلوث جرثومي وتلوث بمركب النترات في مياه الآبار بالمنطقة، بسبب تلوث مياه الصرف الصحي.
وقالت مؤسسة النفط، خلال استعراضها مساء الأربعاء، بمقرّ المعهد العالي لشؤون الطاقة باجخرة، نتائج الدراسة البيئية الشاملة في منطقة الواحات، والتي استغرقت 20 شهرًا، إن من بين المسائل المثيرة للقلق، تسجيل تركيز عال من غاز الأمونيا ناجم عن الأنشطة الزراعية، إضافة إلى تركيز عال نسبيًا من ثاني أكسيد النيتروجين ناجم عن النقل وعمليات الحرق؛ بالإضافة إلى تأثير الطريقة المتبعة سابقًا للتخلّص من المياه المصاحبة في تلوث التربة المحيطة ببرك التبخير.
وأكدت أن الدراسة، التي أجريت بالاشتراك مع الهيئة العامة للبيئة في ليبيا، لتبديد المخاوف التي تنتاب سكان المنطقة إزاء مستوى التلوّث البيئي، وتحديد المسائل المثيرة للقلق، والإصلاحات التي يمكن القيام بها، تضمنت دراسة جيولوجية وهيدرولوجية، إضافة إلى تقييم لجودة الهواء، ودراسة لخصائص المياه المصاحبة والجوفية.
من جانبه، قال المدير العام للإدارة العامّة للسلامة والبيئة والأمن والتنمية المستدامة بمؤسسة النفط، خالد بوخطوة: «لقد تمّ القيام بهذه الدراسة استجابة للتساؤلات التي تنتاب المجتمع المحلّي. ولئن كانت أغلب المخاطر البيئية موجودة ومتراكمة منذ فترة زمنية طويلة، إلا أن توصيات الدراسة ستؤدي الى توفير بيئة نظيفة بالمنطقة»، مشيرًا إلى أن مؤسسة النفط ستستمر في دعم المبادرات الرامية إلى تحسين المستويات المعيشية في المنطقة، كجزء من برامج التنمية المستدامة التي تنفذّها في المناطق المجاورة لعملياتها.
وكشف التقرير أنّ الملوثات البيئية في المنطقة تقع في حدود المعايير الدولية المقبولة، كما أكّد عدم وجود أي أثر لنشاط إشعاعي داخل المنطقة، أو لتركيز للملوثات الجوّية يتجاوز المعايير الدولية، كما اتضّح بأنّ المياه الجوفية بالمنطقة لم تتأثر بالطرق المتبعة حاليًا للتخلص من «المياه المصاحبة» المستعملة في عمليات الإنتاج.
وأوصت الدراسة بتنفيذ مشروع لإدارة المخلفات المشعة، يتطابق مع المواصفات البيئية المعتمدة للتخلص النهائي، إضافة إلى تحسين كفاءة وحدات الفصل و إدارة مهنية للتخلص من المياه المصاحبة.
وتعهدت المؤسسة الوطنية للنفط بتحسين كفاءة عمليات الحرق، مع التسريع في تنفيذ المشاريع الخاصّة بحقن المياه المصاحبة، باعتبارها الطريقة الأساسية للتخلص من مخلفات الإنتاج؛ والتعجيل في إزالة النفط المتجمّع في برك التبخير.
وأعدت الدراسة، خطة عمل تتضمن مشاريع محددة للقيام بتحسين الأداء البيئي بالاشتراك مع الإدارات المختصة بالشركات المعنية بالدراسة تحدد الخطوات الأخرى التي يتعيّن اتخاذها للتخفيف من الآثار البيئية، بما في ذلك وضع مخطط زمني للوصول إلى مرحلة إيقاف الحرق بالكامل، وإنشاء مختبر رصد بيئي بالمنطقة.