جلسة تشاورية لمنظمات المجتمع المدني بالجنوب الليبي

98

بقلم : إدريس إحميد

أفريقيا برسليبياعقدت منظمات المجتمع المدني بالجنوب الليبي بقاعة مجمع الشرارة اجتماع بالتنسيق مع مبادرة لنتعاون بمشاركة “22” منظمة على مستوى مناطق الجنوب. وجاء هذا الاجتماع في جلسة حوارية تشاورية لتقييم لمسيرة مؤسسات المجتمع المدني خلال السنوات العشر الأخيرة، وماذا قدمت للمجتمع في ظل ضعف ثقافة العمل المدني، نظرا لحداثها ما بعد 2011 وماهي الصعوبات والعراقيل التي واجهتها ، وعلاقتها بالقطاعات والمؤسسات الحكومية .

وحول هذا الاجتماع أكد مدير مشروع لنتعاون، مصطفي أحمد لـ “أفريقيا برس”، أن هذا الاجتماع يهدف لمعرفة الصعوبات التي تواجهها مؤسسات المجتمع المدني على جميع الاصعدة وخاصة التعاون مع السلطات المحلية.
من جهته قال منسق المشروع محمد الانصاري “نسعى لتدريب وتطوير مؤسسات المجتمع المدني ودعمها في مشاريعها التي تم انتاجها في العملية التدريبية التي تستمر لمدة 10 ايام.

أحميد قليوان المدير التنفيذي لفريق الدعم النفسي والاجتماعي فرع سبها ، قال في تصريح مماثل لـ “أفريقيا برس” لقد حضرنا هذه الجلسة للتشاور واستعراض مسيرتنا طيلة السنوات العشر لتطويرها وتفادي السلبيات التي تعيق سير عملنا.

عبد المحسن صالح عبد القادر المسؤول في منظمة فزان الكبرى للأعمال الخيرية بمنطقة محروقة الشاطئ ، قال أن الهدف من المشاركة هو الاستفادة من هذه الدورة المقامة من أجل تطوير عمل منظمتنا.

بشرى عبد القادر من منظمة فزان ليبيا قالت أن “مؤسسات المجتمع المدني تواجه العراقيل والعقبات والاجراءات القانونية في ليبيا، وبأن حقوق المواطن جاءت من خلال دور مؤسسات المجتمع”.

اما عضو جمعية مجتمعنا الشبابية بالغريفة تحدث بالقول : يعتبر دور مؤسسات المجتمع المدني مقتضب منذ 2011 ، لأنه متأثرة بالظروف التي تمر بها البلاد ، بسبب قلة الامكانيات وهذا ما انعكس على ضعف دورها.

انتهزنا هذه الفرصة وتجولنا في الشارع لنعرف رأيه فسألنا عن تقييم الشارع لمؤسسات المجتمع المدني، ماذا قدمت؟ ابراهيم أحمد قال بأن مجتمعنا تنقصه ثقافة المجتمع المدني ، وهذا ما جعل دورها ضعيف ولم تحتضن اعداد كبيرة من المجتمع. فيما رأى المواطن منصور عبدالسلام بأن مؤسسات المجتمع المدني مشبوهة وتتعامل مع جهات اجنبية في ظل الفوضى الامنية وعدم استقرار الدولة.

الشاب أبوعريضة محمد حسن رأى بأن مؤسسات المجتمع المدني في الجنوب ، ضعيفة ، ولم تقدم أي شيء وتنقصها الكوادر المؤهلة لأقناع الشارع لكي يتفاعل معها. وردا على سؤالنا : قد يكون المجتمع غير متعاون مع المؤسسات؟ أجاب “بالعكس المجتمع تعامل معها وأعطاها فرصة ولكنها فاشلة ومشبوهة؟ الشاب أرحيم أحمد قال اعطيها نسبة 50% نجاح لقيامها بدورها ، وبعضها مجرد منظمة او جمعيات في حقائب بدون اعضاء.

وجاءت الجلسة التشاورية لمؤسسات المجتمع المدني في ظروف حساسة تعانيها البلاد، وكانت مناسبة للتدارس حول السبل الكفيلة لوضع اسس لمزيد من الانطلاق ، والمشاركة بفاعلية في دعم المسار السياسي من خلال حكومة الوحدة الوطنية ، والاستعداد للاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد من خلال توعية المجتمع الليبي.

واقع منظمات المجتمع المدني في ليبيا

يعد المجتمع المدني في ليبيا حديث العهد ما بعد 2011 ، وان كان موجود في عهد المملكة منظمات وانشطة كالكشافة والمرشدات والهلال الاحمر والاندية ، ولكنه تعرض لضوابط أثرت في دوره أو مفهومه في عهد الجمهورية، وقد بدأ يعود للإنشاء في اطار مشروع ليبيا الغد بشكل خجول.

في عام 2011 انطلقت العديد من المؤسسات والمنظمات والجمعيات والتي وصل عددها في ليبيا “5420” منظمة حتى بداية سنة 2021، كداعم للثورة من اجل اعطاءه الزخم المجتمعي ، ولكنها تعرضت لإشكاليات بسبب الانقسام السياسي والمجتمعي والذي أثر على دورها ، حيث رفضت الشريحة التي رفضت ثورة 17 فبراير هذا المؤسسات واعتبرتها ، أحد أسباب التدخل الاجنبي في البلاد ، في نفس الوقت تعرض النشطاء والحقوقيين للاعتداءات والاغتيالات والقمع والتهجير ، من لدن رفقاء الثورة بسبب تقاطع المصالح والاهداف، وقد استغلت بعض المنظمات الدولية الفوضى والفراغ السياسي لدخول للبلاد والعمل بدون تصاريح، وتعامل مع البعض مما عزز النظرة لدى الكثيرين بأنها مشبوهة.

في المقابل برزت العديد من المنظمات والمؤسسات شاركت بفاعلية في المسار الانتخابي منذ أول انتخابات في 7-7-2012 ، وقدمت مساهمات في مختلف المجالات وحلت محل قطاعات الدولة التي عانت من الفساد الاداري وانعدام الخدمات للمجتمع ، وشاركت في الحوارات السياسية ولكن دورها بعد عشر سنوات لازال ضعيفا ، لان المؤسسات تأثرت بعدم الاستقرار والاقتتال منذ 2014 وأخيرا الحرب التي اندلعت في سنة 2019، حيث انقسمت مؤسسات وجمعيات كان يعول عليها الحياد ، نذكر جمعية الهلال الاحمر الليبي العريقة التي حدث فيها انقسام لازال قائما الى الآن؟

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here