أفريقيا برس – ليبيا. بدأ مجلس النواب الليبي التحضير النهائي لاختيار رئيس حكومة جديد، من خلال تشكيل لجنة لفرز ملفات المترشحين، تمهيدًا لعقد سلسلة من الجلسات المقررة هذا الأسبوع، والتي ستتوج بالتصويت على الحكومة يوم الخميس المقبل.
وقالت نائب مقرر مجلس النواب الليبي، صباح جمعة: “شكّل مجلس النواب لجنة لفرز الملفات، وستبدأ اللجنة أعمالها يوم الأحد، على أن تُناقش مسألة تشكيل الحكومة خلال جلسة المجلس المقررة يوم الاثنين”.
وأشارت إلى أن “يومي الثلاثاء والأربعاء سيُخصصان لحضور المترشحين وعرض برامجهم الانتخابية أمام أعضاء مجلس النواب، في حين سيتم التصويت على تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء الجديد يوم الخميس”.
ويُنتظر أن تشهد الجلسات القادمة نقاشات حاسمة في ظل التنافس بين عدد من المترشحين، في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية والشعبية نتائج هذه العملية السياسية المفصلية في مستقبل ليبيا.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في العاصمة طرابلس، بعد خروج تظاهرات شعبية طالبت بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي وُوجهت، بحسب شهود وتقارير إعلامية، باستخدام مفرط للقوة من قبل القوات الأمنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المتظاهرين.
وتزامن ذلك مع دعوات متزايدة من أطراف سياسية في الشرق والغرب لتشكيل حكومة جديدة، وسط اتهامات لحكومة الدبيبة بفقدان السيطرة على الوضع الأمني في طرابلس، وتجاوز المدة الزمنية التي نص عليها اتفاق جنيف السياسي.
وتصاعدت الاحتجاجات في طرابلس عقب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي، مساء الاثنين الماضي، حيث أُفيد بأنه قُتل داخل مقر اللواء 444 التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، والتابع لوزارة دفاع حكومة الوحدة الوطنية.
واندلعت اشتباكات بين قوات جهاز الردع التابعة للمجلس الرئاسي، واللواءين 444 و111 التابعين لمنطقة طرابلس العسكرية. وبعد ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الليبية، يوم الأربعاء، بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل العاصمة طرابلس، في إطار الحرص على حماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
ووفق مصادر طبية، أسفرت المواجهات الأخيرة في العاصمة الليبية عن مقتل ستة أشخاص.
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقدة، في ظل وجود حكومتين متنافستين؛ الأولى في الشرق بقيادة أسامة حماد المكلّف من قبل مجلس النواب، والثانية في الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا من خلال انتخابات.
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021، إلا أن الخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، إضافة إلى النزاع حول قانون الانتخابات، حالت دون إتمامها.
ورغم المحاولات الدولية والمحلية المتكررة لتوحيد المؤسسات المنقسمة بين الشرق والغرب، لا تزال الجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي يضع حدًا للأزمة ويمهد الطريق نحو استقرار دائم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس