أفريقيا برس – ليبيا. صرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، اليوم الجمعة، بأن العملية الأمنية التي نُفذت في منطقة أبو سليم جنوبي العاصمة طرابلس كانت ضرورية، مشيرًا إلى أن المدينة شهدت أحداثًا لا علاقة لها بالعملية، وأن الجهات الأمنية تعاملت معها بمسؤولية عالية.
وقال الدبيبة في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” إن الطريق نحو بناء مؤسسات الدولة ووقف الجريمة المنظمة المتراكمة على مدى عقد من الزمن ليس سهلاً، مضيفًا: “ما قمنا به في أبو سليم كان خطوة ضرورية لإنهاء وجودٍ تمادى في تجاوز القانون، وارتبط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقد نُفذت العملية الأمنية بأسلوب منظم وهادئ، دون أي مواجهات”.
وأضاف: “وفي اليوم التالي، وبعد انتهاء العملية بالكامل، شهدت العاصمة أحداثًا عسكرية مؤسفة لا علاقة لها بمجريات العملية الأمنية، وقد تعاملت معها الجهات المختصة بمسؤولية عالية حفاظًا على الاستقرار”.
وتابع الدبيبة: “اخترت حينها تأجيل شرح التفاصيل احترامًا لجهود التهدئة وتفاديًا لأي تشويش أو استغلال سياسي، وبعد أن استقرت الأوضاع، فقد حان وقت قول الحقيقة كما هي، وبكل وضوح، في كلمة سأُلقيها خلال الأيام المقبلة”.
وفي وقت سابق، قال مصدر ليبي رفيع المستوى في طرابلس إن مظاهرات خرجت مساء الأربعاء في العاصمة الليبية نظمها مواطنون طالبوا برحيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وأضاف المصدر أن المتظاهرين واجهوا الرصاص الحي من قبل قوات مسلحة تابعة للحكومة أمام مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة وفي ميدان الشهداء، في محاولة لفض الاحتجاجات.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبد الغني الككلي، مساء الاثنين الماضي في طرابلس، حيث أفيد بأنه قُتل داخل مقر اللواء 444 التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، والتابع لوزارة دفاع حكومة الوحدة.
واندلعت اشتباكات في طرابلس بين قوات جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي الليبي، واللواءين 444 و111 التابعين لمنطقة طرابلس العسكرية، وبعد ذلك أعلنت وزارة الدفاع الليبية، الأربعاء، بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل العاصمة طرابلس، وذلك في إطار الحرص على حماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
ووفق مصادر طبية، أسفرت المواجهات الأخيرة في العاصمة الليبية عن مقتل ستة أشخاص.
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقدة في ظل وجود حكومتين متنافستين؛ الأولى في الشرق بقيادة أسامة حماد المكلّف من قبل مجلس النواب، والثانية في الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا من خلال انتخابات.
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلا أن الخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، إضافة إلى النزاع حول قانون الانتخابات، حالت دون إتمامها.
ورغم المحاولات الدولية والمحلية المتكررة لتوحيد المؤسسات المنقسمة بين الشرق والغرب، لا تزال الجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي يضع حدًا للأزمة ويمهد الطريق نحو استقرار دائم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس