أفريقيا برس – ليبيا. قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، اليوم الثلاثاء، إن ليبيا من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية، وأن ليبيا هي من أكبر الدول المهددة من ارتفاع منسوب البحار.
وأشار المنفي في كلمته خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب27” المنعقدة حاليًا في مدينة شرم الشيخ المصرية، إلى بدء شح مياه الأمطار، وتراجعُ الموارد المائية في السنوات الأخيرة ينذر بموجات جفاف حادة، تزداد وتيرتها مع الوقت، كنتيجة لزيادة جفاف وملوحة التربة، وانخفاض خصوبتها بفقدان التربة السطحية، وتبخر المسطحات المائية الناتجة عن الأمطار الموسمية بوتيرة غير مسبوقة، وفق بيان للمجلس الرئاسي علي “فيسبوك”.
وأضاف رئيس المجلس الرئاسي، أن ذلك كله يحدث بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وزحف الرمال والتصحر، فضلا عن انحسار الغطاء النباتي، الأمر الذي يؤثر على النشاط الرعوي وإنتاج الغذاء كما وكيفا، مشيرًا إلي أن ليبيا هي من أكبر الدول المهددة من ارتفاع منسوب البحار، حيث تمتلك أطول ساحل لبلد أفريقي على حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يمتد بـأكثر من 1770 كيلومترا، ويمثل هذا الشريط الساحلي موطناً لأكثر من 95% من السكان.
وقال المنفي، على الرغم من حالة الانتقال السياسي التي تمر بها البلاد، فإننا لم نقف مكتوفي الأيدي، فقد بدأنا بتفعيل عمل اللجنة الوطنية للتغير المناخي، ورفعنا مستويات الوعي بضرورة الانخراط مع المجتمع الدولي في دعم كافة الجهود الرامية إلى وقف تداعيات التغير المناخي، والتخفيف من آثاره السلبية اجتماعيًا واقتصاديًا وبيئيًا، ولفت إلى مشاركة ليبيا في أعمال مؤتمر الأطراف 26 في مدينة جلاسكو الاسكتلندية؛ لدفع العملية التفاوضية باتجاه تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، هذا وقد كانت ليبيا من بين الدول التي صادقت على اتفاقية باريس للمناخ، المبرمة في عام 2015.
وأكد المنفى استهداف المجلس الرئاسي لأن تكتسب ليبيا وجهها الحضاري الذي تستحقه، وتستعيد دورها الفاعل في محيطها الإقليمي والدولي، ملتزمة بتعهداتها، ماضية قدماً في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، التي تضمن الحياة الكريمة للأجيال القادمة، وتحافظ على البيئة ومواردها الناضبة.
وأشار إلى أن الخطر البيئي يذكرنا بأن البشرية تواجه تحديات مشتركة، تتطلب نبذ الخلافات، والعمل الموحد الجاد؛ لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض، موضحا أن ليبيا رغم ما تمر به من أزمة سياسية، تتطلب تركيز الجهود داخلياً، والعمل محلياً، إلا أنها لا تملك إلا أن تكون جزءا من هذا العالم.
وأضاف رئيس المجلس الرئاسي، أن المجلس إذ يضطلع بالتزاماته الدولية تجاه البيئة والمناخ، الهجرة والاقتصاد، الأمن والسلام، فإنه يرسل رسالة إلى العالم عن شكل الدولة التي نطمح إلى بنائها، دولة مدنية منفتحة على العالم، تلتزم بالبرامج والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها معاهدات وبرامج البيئة والمناخ، التي حرص المجلس الرئاسي الليبي على المشاركة فيها على مدى العامين السابقين.
ودعا المنفي إلى ضرورة أن يتطور إدراك الشعوب ويزداد عمقا، ويتأكد ارتباطه بشكل مباشر ووثيق بما نواجهه من تحديات حضارية واقتصادية ووجودية، قد تقوض فرص التنمية والاستثمار، وتحد من معدلات النمو الاقتصادي، لا سيما في الدول النامية، ذات الطابع الاقتصادي الزراعي والريعي، وذلك لصعوبة تعويض الموارد الطبيعية المفقودة، كنتيجة لتأثيرات التغير المناخي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس