«داعش» يعود إلى ليبيا.. و«البنيان المرصوص» تستعد لعملية ضخمة في «سرت»

25

 

رغم الخسائر التي مني بها تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية، فإنه بدأ في استعادة رونقه مجددا في ظل الانقسام الذي يعيشه البلد الإفريقي، والمعارك الطاحنة بين الميليشيات المسلحة التي زادت من وتيرة قدرات التنظيم الإرهابي مجددًا.

شبكة “PBS” الأمريكية كشفت في تقرير لها، أن خطر الانقسام السياسي، والفراغ الأمني في ليبيا، وغياب المؤسسات المتماسكة وافتقاد البلاد لسلطة مركزية، تساعد “داعش” من جديد على الظهور.

ولفت التقرير إلى حقيقة هامة مفادُها أن غيابَ رقابة حقيقية على السجون ومراكز التوقيف التي تم تسجيل انتهاكات كبيرة فيها، أمر يساعد على اعتناق الفكر المتشدد، وزراعة جيل جديد من المتطرفين.

كبير محللي معهد كارنيجي فريدريك ويري، أكد أن غياب مؤسسة متماسكة في ليبيا، وافتقاد البلاد سلطة مركزية، يساعدان “داعش” على الظهور، وهو ما يشكل مخاطر جسيمة في البلد الذي يسعى إلى إنهاء الحرب الدائرة وإجراء انتخابات نيابية، بحسب اليمن العربي.

اقرأ أيضًا : التدخل الأجنبي في ليبيا.. مؤامرة جديدة للسيطرة على شمال إفريقيا

في هذا الصدد، أعلن مدير أمن سرت، العقيد معيوف المعداني، عن رصد أفراد من تنظيم “داعش” الإرهابي، اليومين الماضيين على الطريق الساحلي الرابط بين منطقة رأس لانوف وسرت عند منطقة التسعين شرق مدينة سرت بنحو 90 مترا، وفقا لقناة “الآن” الليبية.

ويبدو أن الظهور الجديد لـ”داعش” أعاد إلى الحسبان عملية البنيان المرصوص التي بدأتها حكومة الوفاق الليبية قبل عامين بهدف دحر التنظيم الإرهابي.

حيث استأنفت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية، اليوم الأحد، تقدمها في سرت عقب هدوء حذر ساد معظم جبهات المدينة الساحلية وعملت خلاله هذه القوات على تفكيك الألغام في المواقع التي دُحرت منها “داعش” وتعزيز سيطرتها عليها.

“وكالة الصحافة الفرنسية” لفتت إلى أن دبابات تابعة لقوات البنيان المرصوص بدأت صباح اليوم بالتقدم في الحي رقم 2 الواقع في الشطر الغربي من المدينة، وذلك تحت غطاء ناري من مدافع الهاون ومدافع الميدان.

اقرأ أيضًا : اشتباكات طرابلس تضع ليبيا في أزمة سياسية وتعرقل الانتخابات

وأضافت الوكالة أن الهجوم يتم من جهة الغرب باتجاه الشرق وتقوده الدبابات بهدف تمهيد الطريق أمام عناصر المشاة للتوغل في هذا الحي الذي دخلته القوات الموالية للحكومة قبل يومين.

من جهته اكتفى المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص بالقول: “قواتنا تتقدم في الحي رقم 2 وتتعامل مع قناصة عصابة داعش”، بحسب النهار الكويتية.

كان المتحدث باسم البنيان المرصوص العميد محمد الغصري قال: إن سيطرة تنظيم داعش في سرت باتت تقتصر عمليا على حي واحد فقط، هو الحي رقم واحد الواقع وسط سرت، لأن الحيين الباقيين (2 و3) هما منطقتا اشتباك.

أما صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فقالت إن تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، يعود بصورة أكثر عنفًا، ويهدد بتعطيل تدفق النفط من أحد أهم الموردين في العالم، بحسب “إرم نيوز”.

يأتي ظهور المجموعة مرة أخرى بعد عامين من قيام القوات الليبية المدعومة بالقوة الجوية الأمريكية بإزاحة الجماعة المتطرفة من معقلها في مدينة سرت الساحلية، مما أدى إلى فقد أحد الانتصارات في الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد المسلحين.

اقرأ أيضًا: انهيار هدنة طرابلس.. و«السراج» يدعو المجتمع الدولي للتدخل

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم أفريكوم قوله: إن عدد مقاتلي داعش في ليبيا حاليًا يتراوح بين 400 و750، مشيرًا إلى أن الفراغ الأمني ​​المتزايد وتفاقم العنف الداخلي أعطيا مجالًا أكثر للتنظيم للمناورة.

من جانبه صرح خبير استراتيجي في الشؤون الليبية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولية، بأن “داعش” يستخدمون هذه الهجمات لإظهار أنهم عادوا إلى العمل، وأنهم يعيدون صياغة أنفسهم وبهدف جذب مجندين.

وأضاف الخبير أن أفضل مجند لـ”داعش” في ليبيا، هو الاضطراب السياسي والاقتتال، وعندما تنقسم ليبيا فإن ذلك يمنح مساحة لنمو داعش مجددًا.

يمكن القول إن الحرب الأهلية المتصاعدة في ليبيا، تشجع التنظيمات المتطرفة على النمو مرة أخرى، وإفساد أي جهد لتوحيد البلاد

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here