إجتماع دول جوار ليبيا.. حل الأزمة بطرد المرتزقة وخروج القوات الأجنبية

32
إجتماع دول جوار ليبيا.. حل الأزمة بطرد المرتزقة وخروج القوات الأجنبية
إجتماع دول جوار ليبيا.. حل الأزمة بطرد المرتزقة وخروج القوات الأجنبية

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسليبيا. أجمع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، الإثنين، بالجزائر على ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد لتشكيها الخطر الأول على أمن واستقرار ليبيا وشعبها. وقد ‏بدأت فعاليات ثاني أكبر اجتماع لدول الجوار الليبي بمشاركة أفريقية وأممية كبيرة ضمت كل من الجزائر وليبيا ومصر والسودان وتشاد وتونس ومالي. كما شارك في الاجتماع الوزاري للمرة الأولى وزير خارجية الكونغو الديمقراطية جون كلود جاكوسو، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، ومفوض الاتحاد الافريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، بانكولي أديوي.

مخططات أجنبية

كشف وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة وجود مخططات من بعض القوى الأجنبية التي لم يسمها لتعزيز نفوذها في ليبيا واستعمالها كمنصة لإعادة رسم التوازنات الدولية، على حساب المصالح الاستراتيجية لليبيا وجيرانها.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي، دعا لعمامرة إلى التعاطي مع المستجدات الليبية وفق مقاربة استباقية ورؤية واضحة تأخذ بعين الاعتبار ما يشغل صناع القرار والرأي العام في بلدان الجوار في ظل مخططات بعض القوى الأجنبية الساعية لتعزيز نفوذها في ليبيا.

وأوضح وزير خارجية الجزائر أن حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مسار ليبي-ليبي، يحظى بدعم وتأييد المجتمع الدولي، وفي مقدمته دول الجوار. ويرى ممثل الديبلوماسية الجزائرية أن المسار يقتضي مواصلة الجهود لاستكمال توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وتحقيق المصالحة الوطنية.

كما شدد لعمامرة -الذي كان لعب دورا محوريا في الأزمة التي شهدتها ليبيا قبل مقتل رئيسها السابق معمر القذافي عندما حاول تسويق المبدأ الأفريقي القاضي بعدم السماح بأي تدخل عسكري في ليبيا- على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية في أقرب الآجال.

وجدّد وزير الخارجية الجزائري التأكيد على أنّ أمن واستقرار ليبيا من أمن واستقرار دول المنطقة، مشيرا إلى أنّ الجارة الشرقية مستقرة وقوية بطريقة يمكنها من أن تكون ركيزة الأمن والتكامل الاقتصادي الاقليميين لا محالة.

وأوضح لعمامرة بأّن اجتماع دول الجوار يأتي في إطار المساعي الحثيثة والمتواصلة التي ما انفكت البلدان لمشاركة تبذله جماعيا للمساهمة في حلحلة الأزمة الليبية، إيمانا منها بأهمية الدور الحيوي والمحوري الذي ينبغي لدول الجوار الاضطلاع به من أجل دعم السلطات الانتقالية الليبية، في تنفيذ كافة الاستحقاقات المنصوص عليها في خارطة الطريق وإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر 2021.

التدخلات الهدامة تذكي الصراعات

من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أن “التدخلات الهدامة” في بلادها من طرف دول أخرى تعمق الخلافات وتذكي الصراعات. وقالت المنقوش خلال كلمة ألقتها في الاجتماع إنّ ليبيا عبر مسيرتها الدبلوماسية لم تدخر جهدا في سبيل التعايش العالمي، كما أكدت أن بلادها وصلت إلى أول استحقاق وطني عبر حكومة وطنية باركها العالم والأمم.

وتتطلع المنقوش إلى بناء شراكة استراتيجية مع دول الجوار، خاصة بعد نجاح حكومة الوحدة الوطنية في تجاوز مرحلة توحيد كافة المؤسسات الوطنية، على حد تعبيرها. وشدّدت ة الأولى للدبلوماسية الليبية في حكومة عبد الحميد الدبيبة منذ 15 مارس 2021 على حاجة بلادها إلى الأمن والطمأنينة والمصالحة الشاملة لتمكينها من بلورة رؤية واحدة تخدم مستقبل ليبيا، وتضمن استقرارها في مستوياتها الثلاث العسكرية والأمنية والاقتصادية.

الأمم المتحدة تُبشر

بشّر المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش الليبيين بقرب نشر مراقبين مهمتهم الأساسية وقف إطلاق النار، بالتزامن مع إطلاق خطة لسحب المرتزقة من البلد الغني بالنفط على حد تعبيره. وأضاف أنّ نشر الفريق الأول لمراقبي وقف إطلاق النار سيتم في وقت قريب. كما أوضح يان كوبيش أن المرتزقة والقوات الأجنبية باتت تسببان قلقا بالغا لليبيا والدول الإقليمية بما فيها دول الجوار.

وأوضح كوبيش أن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بصدد إطلاق خطة عمل لانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية تدريجيا من ليبيا بالتشاور مع الشركاء الدوليين، مشددا على ضرورة انخراط دول الجوار في هذا المسار الساعي لتنظيف ليبيا من البلاد. بالمقابل، أكد المبعوث الأممي استعداد المجتمع الدولي والهيئة الدولية لمساندة الليبيين في مسار نزع السلاح. وعلى صعيد الجبهة الأمنية، أفاد المبعوث الأممي بأّن جهود اللجنة العسكرية أدت إلى إعادة فتح الطريق الساحلي.

العالم وافق على خروج القوات الأجنبية

من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن خروج القوات الأجنبية من ليبيا مبدأ أساسي، توافقت عليه القوى الإقليمية والدولية. وشدد أبو الغيط خلال مشاركته في اجتماع دول جوار ليبيا على ضرورة مراعاة المشرفين على عملية خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا أمن دول الجوار.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماع الجزائر فرصة مناسبة لتدارس السبل الكفيلة لتجاوز التحديات التي تقف أمام تنفيد خارطة الطريق بليبيا، كما ثمّن دورها الداعم للمسار السياسي الليبي. وطالب أبو الغيط بتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية، معتبرا أن المستوى الأمني يعد أهم جانب للعملية الانتقالية في ليبيا.

ويرى الأمين العام أنّ التماطل في إنجاز خارطة الطريق لن يكون في مصلحة الشعب الليبي الذي يعلق آماله على العملية السياسية، بعدما أدخلته الخيارات العسكرية في نفق مظلم استمر لعقد من الزمن. وشدد أبو الغيط على الأهمية البالغة في التوصل لقاعدة دستورية، من أجل إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل.

تجدر الإشارة إلى أنّ سحب المرتزقة ومراقبة وقف إطلاق النار كان من بين أبرز نقاط الاتفاق الذي توصل له الفرقاء في ليبيا في مؤتمر جنيف العام الماضي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here