أفريقيا برس – ليبيا. أكدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، في بيان صادر مساء الثلاثاء، أن العمليات النفطية مستمرة بشكل طبيعي في جميع الحقول والموانئ النفطية، وذلك عقب التواصل مع المحتجين الذين نظموا وقفة احتجاجية صباحاً في ميناءَي السدرة ورأس لانوف. وأشارت المؤسسة إلى أن عمليات الإنتاج والتصدير تسير وفق الخطط الاستراتيجية الموضوعة من دون أي تأثير، مطمئنة الليبيين وشركاءها المحليين والدوليين إلى أن العمل مستمر في جميع الموانئ النفطية بلا استثناء.
وشددت المؤسسة على أهمية استمرار الاستقرار لضمان تدفق النفط والإيفاء بالتزاماتها تجاه الأسواق المحلية والعالمية، مؤكدة حرصها على الحوار لحل أي إشكاليات قد تؤثر بسير العمل. ويعتمد الاقتصاد الليبي بشكل شبه كامل على عائدات النفط، التي تمثل أكثر من 90% من الإيرادات الحكومية و95% من عائدات التصدير.
وسبق ذلك اليوم، تأكيد ثلاثة مصادر مسؤولة من ميناء السدرة النفطي لـ”العربي الجديد” توقف عمليات شحن النفط بعد تعذر دخول الناقلة “ألفا فينلانديا” لتحميل شحنة قدرها 600 ألف برميل، نتيجة الاحتجاجات. بالتوازي مع ذلك، أُعلن إغلاق ميناء رأس لانوف النفطي، الذي تديره شركة الهروج للعمليات النفطية.
ومنذ اكتشاف النفط في الخمسينيات، ظل القطاع النفطي العمود الفقري للاقتصاد الوطني. وتملك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، تُقدر بـ48.4 مليار برميل. ورغم هذه التحديات، نجحت المؤسسة الوطنية للنفط في تحقيق معدل إنتاج تجاوز 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية عام 2024، ما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج واستقرار الاقتصاد الوطني.
ووفقاً للبيانات السنوية لمنصة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن، جاءت ليبيا في المرتبة الثانية أفريقياً من حيث إنتاج النفط الخام بـ1.11 مليون برميل يومياً خلال عام 2024. ومع ذلك، خسر ميناء السدرة الليبي 2.49 دولار من سعر البرميل في الفترة نفسها.
وكان الحراك الاحتجاجي قد أصدر بياناً في وقت سابق دعا فيه المؤسسة الوطنية للنفط إلى نقل مقار عدد من الشركات النفطية إلى منطقة الهلال النفطي، مطالباً بتحقيق العدالة في توزيع الموارد وتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة. كذلك أعرب المحتجون عن استيائهم من تجاهل مطالبهم، محذرين من خطوات تصعيدية مع اقتراب انتهاء المهلة الزمنية التي حددوها.
وأكد ناصر بوعطية، أحد المشاركين في الحراك، استمرار منع رسو ناقلات شحن النفط الى حين تجاوب السلطات ومؤسسة النفط لمطالب المحتجين. وأوضح بوعطية في حديث مع “العربي الجديد” أن مطلب المحتجين في نقل الإدارات الأساسية للشركات النفطية هو أفضل وسيلة لحصول أهالي مناطق الهلال النفطي على حقهم في التنمية وتحسين ظروفهم المعيشية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس