أفريقيا برس – ليبيا. أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، صباح اليوم الأربعاء، عن “عميق قلقها” إزاء تصاعد أعمال العنف في الأحياء السكنية المكتظة في العاصمة طرابلس، لليلة الثانية على التوالي، محذّرة من تعرّض حياة المدنيين للخطر.
ودعت البعثة، في بيان، إلى “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جميع المناطق المأهولة بالمدنيين”، مشيرة إلى أن استمرار الاشتباكات “لن يؤدي إلا إلى زيادة زعزعة الاستقرار في العاصمة وفي عموم البلاد”.
وحثّت البعثة جميع الأطراف على إعطاء أولوية قصوى لحماية المدنيين، والانخراط دون تأخير في “حوار جاد وبنّاء” لحل الخلافات بالوسائل السلمية.
وأكدت البعثة الأممية دعمها الكامل لجميع الجهود الرامية إلى التهدئة والوساطة، وجدّدت استعدادها لتقديم مساعيها الحميدة “لإنهاء القتال وتيسير الحوار حفاظاً على الاستقرار وعلى أرواح وممتلكات الليبيين”.
عادت الاشتباكات المسلحة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إلى عدد من أحياء العاصمة الليبية طرابلس، بعد تجدد التوترات بين الفصائل المسلحة، ما أثار حالة من الخوف والهلع بين السكان المدنيين، خاصة وسط المدينة والمناطق الجنوبية والشرقية من المدينة.
وأكد شهود عيان سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في أحياء عين زارة وصلاح الدين، وسط حركة نزوح جزئي للأهالي نحو مناطق أكثر أمانًا، في ظل غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، بحسب مصادر اعلامية.
وكانت وسائل إعلام ليبية، قد ذكرت، في وقت متأخر من مساء الإثنين، أن رئيس جهاز الأمن التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي، قُتل في طرابلس، ما أدى إلى اندلاع إطلاق نار واشتباكات مسلحة في عدد من أحياء جنوب المدينة.
وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح. وأفاد مركز طب الطوارئ والدعم بسقوط ستة قتلى جراء الاشتباكات.
وتشهد ليبيا انقساماً سياسياً بين حكومتين متنافستين: الأولى معترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، والثانية في بنغازي برئاسة أسامة حماد.
وتوقفت مؤسسات الدولة الليبية عن العمل كوحدة واحدة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي ومقتله في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد صراعاً مستمراً بين سلطات الغرب في طرابلس وسلطات الشرق المدعومة من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي عام 2021، اختار منتدى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة في جنيف سلطة تنفيذية انتقالية لتولي إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة، كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، لكنها لم تُعقد حتى الآن.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس