أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن بالغ قلقه حول مصير المدنيين في العزيزية في ظل الاشتباكات الجارية فيها.
وقال المكتب الأممي، في بيان، إنه منذ 31 أكتوبر، اندلعت الاشتباكات بين مليشيات مسلحة في منطقة العزيزية وحولها، واستمرت حتى الان في ظل فشل الجهود الساعية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف مكتب الأمم المتحدة أنه تلقى بلاغا عن إصابات ناجمة عن استخدام أسلحة عشوائية في المناطق المدنية أو بالقرب منها؛ إلا ان الأرقام الدقيقة غير معروفة، لافتا الى أن التقارير افادت بأن نحو 480 أسرة مشردة من منطقة العزيزية.
وأوضح التقرير أن الاشتباكات بين المليشيات في العزيزة وما حولها، اسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة إلى ثمانية أشخاص، فيما تسبب في سقوط 36 جريحًا حتى الآن، حسب مصادر محلية.
ونوه التقرير الاممي الى عدم وجود تقارير مؤكدة عن وقوع إصابات بين المدنيين، إلا أن المعلومات الواردة اكدت استخدام أسلحة عشوائية في المناطق المدنية، محذرا من ان فشل محاولات وقف إطلاق النار الموقتة ويقدر أن الصراع المسلح يمكن أن يتصاعد أكثر من ذلك.
وبين المكتب الأممي أن الاشتباكات والقصف، اجبر اهالي المنطقة على النزوح باتجاه مناطق في الشمال (المعمورة وقرقوزه والزهراء والماية)، موضحا انه تم تسجيل نزوح نحو 480 أسرة (3000 فرد)، وفقا لمصادر محلية أفادت ايضا أن معظم هذه الأسر تقيم مع أسر مضيفة، فيما يعيش النازحون الآخرون مع أقاربهم إما في مناطق أخرى من وشفافانة، أو جنزور، وسبيعة وطرابلس، غير أن الأرقام غير معروفة.
وأكد البيان أن التصعيد المستمر للصراع المسلح يؤثر على الحركة على الطريق الجنوبي من طرابلس إلى غريان وهي منطقة بها تواجد كبير للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.
وأوضح البيان الأممي أن احتياجات اسر النازحين الاساسية التي تم الابلاغ عنها هي المواد الغذائية والادوية ، مشيرا الى أن 88 شخصًا في حاجة إلى رعاية طبية عاجلة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة (السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب)، وأن 23 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى تخصص رعاية، لافتا الى أن بعض العاملين في المجال الانساني قدموا رعاية طبية عاجلة في المنطقة ، كما تم إدماج نحو 520 طالبًا نازحًا في المدارس في المناطق التي نزحوا إليها.
ودعت الجهات الفاعلة الإنسانية جميع الأطراف إلى التمسك بالقانون الإنساني الدولي واحترام المبادئ الأساسية للتمييز والاحتياطات والتناسب في الهجوم وضمان حق النازحین في حریة التنقل وحریة اختیار محل إقامتھم والوصول الآمن إلی الغذاء الأساسي ومياه الشرب والمأوى الأساسي والسکن والملابس المناسبة والخدمات الطبیة الأساسیة والصرف الصحي.