كشفت وثائق سرية خاصة بزعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن، دعمه للتحركات التي شهدتها عدة دول عربية فيما يسمى الربيع العربي، ومنها ليبيا وتونس ومصر وسوريا.
وأوضحت احدى الوثائق التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات الامريكية من جهاز الكومبيوتر الخاص ببن لادن، أنه وصف هذه التحركات بالحدث العظيم الذي لم تشهده المنطقة منذ قرون.
وأظهرت الوثائق ان بن لادن أمر احد اتباعه في ليبيا ابراهيم شتيوي المصراتي، والمكنى بعطية الله الليبي، والذي كان قائد عمليات ومنسق القاعدة في ليبيا، أمره باستغلال الانفلات الامني في ليبيا ورفع علم التنظيم والمساهمة في تأسيس ما يسمى مجلس شورى الامة، لافتا الى ان العلماء الصادقين والحكماء تأخروا في تأسيس ذلك المجلس، مؤكدا على ضرورة الاسراع في تأسيسه.
وأصدر بن لادن وفقا للوثائق تعليمات مشددة بعد دخول عملاء القاعدة في اقتتال مع التيارات المتشددة التي ظهرت على الساحة بعد تلك الحركات، مشيرا الى أن تلك الظروف كانت فرصة لا تعوض، لوضع التنظيم الارهابي قدم له في احد أهم المواقع الاستراتيجية والحيوية للأمن القومي العربي في المنطقة.
وبينت الوثائق التي تم الحصول عليها خلال غارة القوات الخاصة الامريكية في 2 يوليو 2011 في مخبئه بباكستان، أن بن لادن اعتمد على قناة الجزيرة القطرية بشكل اساسي في متابعة بؤر التوتر المختلفة حول العالم، كما انه كان ينتهج اسلوب الجزيرة في الهجوم على دول الخليج خاصة، والدول العربية عامة.
وكشفت بعض الوثائق ان بن لادن نفذ شخصيا فيديوهات خاصة لنشر الفوضى باستخدام تأويلات واحاديث محرفة.
يشار الى ان بن لادن كان ينحو منهج التفكير المتشدد في تفسير نظم عيش المجتمعات العربية التي لطالما حاول اظهارها في شكل مقاطع فيدية على قناة الجزيرة.
وعلق مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية مايك بومبيو على هذه الوثائق قائلا “ان نشر رسائل القاعدة وملفاتها وفيديوهاتها الصوتية ومواد اخرى يعطي فرصة للشعب الامريكي لفهم أكبر خطط واعمال هذه المنظمة الارهابية”، مضيفا ان تم نشر الجريدة الشخصية لبن لادن إلى جانب 18 ملف وثائقي و 79 الف ملف صوتي ومصور واكثر من 10 الاف ملف يتضمن افلام مصورة.
وأوضح بومبيو أن هذه المواد تعكس أسباب الخلافات بين القاعدة وتنظيم داعش الارهابي واسباب الخلافات داخل القاعدة وحلفائها، وباقي المشاكل التي واجهت القاعدة حتى مقتل بن لادن.
جدير بالذكر ان الزعيم الراحل معمر القذافي وسيف الاسلام كانا قدر حذرا في عدة تصريحات من قيام القاعدة بقيادة جماعات اجرامية تمكنت فيما بعد من الحصول على دعم الناتو في 2011.