انتشار المخدرات في جنوب ليبيا.. أزمة أرهقت السلطات

30
انتشار المخدرات في جنوب ليبيا.. أزمة أرهقت السلطات

 

أفريقيا برسليبيا. كشفت مصادر خاصة و شهود عيان لـ”أفريقيا برس” عن أماكن ترويج المخدرات والممنوعات في كامل الجنوب الليبي. و قالت المصادر أن مروجي المخدرات يتخذون من شوارع عدة وكراً رئيسياً لنشاطهم، وفي مقدمتها مخيم 85 بالقرب من قاعة الشعب بحي الناصرية جنوبي مدينة سبها.

و أضافت المصادر أن شخصاً تشادي الجنسية هو المسؤول الرئيسي عن ترويج حبوب المخدرات داخل شوارع وأزقة المدينة، وتصل تجارته بالممنوعات إلى خارج الجنوب الليبي في مناطق غربي البلاد مثل بني وليد و ورشفانة.

و تابعت المصادر بأن منطقة أم الأرانب و الحميرة تعتبر أماكن الإمداد الرئيسية التي يتزود منها الدهنكري بالمخدرات بكميات ضخمة، مشيرة إلى وجود أخطر الحبوب المخدرة و التي يطلق عليها حبة الفيل والتي تجعل من يتعاطاها خارج الوعي حتى ساعات طويلة.

وأوضحت المصادر أن جزيرة براك الشاطي وخلف القلعة الأثرية المعروفة بـ “بيت الثقافة” ينشط أكبر عدد لمروجي الخمور والممنوعات بأسعار متفاوتة حسب الجودة، الأمر الذي ينذر بزيادة عدد المدمنين داخل المدينة.

وأكدت المصادر أن السوق ينشط من مساء يومي الأربعاء و الخميس إلى ساعات الصباح الأولى حيث يتوقف المروجون بسيارات معتمة في الأزقة المظلمة لترويج ما بحوزتهم من مخدرات.

و بحسب المصادر فإن أنواع المخدرات الموجودة لدى المروجين في براك الشاطي عبارة عن حبوب مهدئة و مسكنة ممنوعة من البيع في الصيدلية يطلق عليها “ترامادول” و هو مخدر يعمل على تغيير طبيعة الألم في الرأس و مكون من كمية كبيرة من المورفين.

أما ثاني أنواع الحبوب الممنوعة فيطلق عليها حبوب الروج و الاكستاسي و هي تفرز في الجسم هرمون السعادة و تجعل المتعاطي في مزاج محدود المدة للسعادة و لها آثار جانبية مثل موجات الصرع والهيام.

و أشار المصدر الى أن المروجين في وادي الشاطي يستوردون هذه السلعة من مدينة سبها التي أصبحت من أهم أوكار تجارة المخدرات في ليبيا.

و رغم الجهود الكبيرة التي تبديها الجهات الأمنية و العسكرية لضبط الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي إلا أن تجارة المخدرات لازالت في أوج نشاطها رغم مداهمة الجيش الليبي للعديد من الأوكار في الجنوب.

و قال الناطق باسم مديرية أمن سبها علي الطرشاني أن تجارة المخدرات تعتبر أكبر القضايا التي تشغل بال مديرية أمن سبها و قوات الجيش الليبي. و أضاف لـ”أفريقيا برس”؛ إن وحدات الجيش الليبي داهمت الأحد الماضي أكبر أوكار التهريب وتجارة الممنوعات في براك الشاطي و سبها حيث نتج عنها تحرير عدد من العمال من الجنسية الأفريقية و مصادرة بعض المهاجرين غير الشرعيين.

و تابع الطرشاني في حديثه؛ أن جهود الأجهزة الأمنية حثيثة لكنها وضعت في مواجهة مافيا كبيرة عمرها يزيد عن عقد من الزمن و لها أساليب متعددة في الظهور و التخفي و حتى إخفاء السلع المهربة.

وأشار المسؤول الأمني إلى أن طوق الجيش الليبي على مدينة سبها و انتشار دورياته في شوارعها قلل بنسبة ٥٨% من تهريب السلع الممنوعة إلى داخل المدينة و خارجها عدا بعض الحالات النادرة التي ينجح فيها التجار من إدخال و إخراج بضاعتهم وهي حيل رخيصة جدا.

و أكد الطرشاني أن الاجهزة الأمنية في المدينة بحاجة ماسة لبعض الدعم من وزارة الداخلية الليبية لمجابهة هذه المخاطر، مطالبا بتفعيل دور مكافحة المخدرات في الجنوب الليبي على أكمل وجه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here