أفريقيا برس – ليبيا. تحديات كبيرة أمام عقد جلسة مجلس النواب الليبي في الغرب الليبي، حيث كانت من أبرز هذه التحديات سوء الأحوال الجوية، والتي أجلت بسببها الجلسة إلى الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى خلاف كبير بين مؤيد ورافض من أهالي مدينة الزنتان حول عقد هذه الجلسة في المدينة.
تحديات جديدة
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي، حسام العبدلي، إن “هذه الخطوة انتظرها الكثير من الليبيين، حتى وإن جاءت متأخرة عقد هذه الجلسة يحمل رسالة مفادها أن مجلس النواب هو برلمان الشعب ولا يقصي أي مدينة أو جهة، خاصة وأن الليبيون فقدوا الثقة في اجتماعات السياسيين والنخب”.
وتابع: “إذا كانت هدف مجلس النواب هو عبارة عن رمزية أو عرض إعلامي، فهذا الأمر سوف يسبب خيبة أمل كبيرة للشعب الليبي، ويجب على النواب أن يعي أن هذه الجلسة يجب أن تحمل قرارات هامة تمس حياة المواطن المعيشية أو اتخاذ قرارات تدعم الوصول إلى انتخابات”.
وأشار إلى أن “دلالات هذه الجلسة هي محاولة مجلس النواب إيصال رسالة للعالم بأنه هو ممثل الشعب الليبي، وأن ليبيا واحدة”.
ولفت إلى أن “الانقسام السياسي لم يشمل ليبيا فقط، وإنما توغل داخل المدن، وهذا ما حدث من أهالي الزنتان بين مؤيد ورافض لعقد هذه الجلسة سببه الانقسام الحكومي الذي يجب على مجلس النواب إلا يتنصل منه، وكيف سيخرج البلاد من أزمتها وإنشاء حكومة موحدة للبلاد خالية من أي محاصصة”.
وأضاف أن “اختيار الزنتان تحديدا دليل على أن مجلس النواب يمثل كل الليبيين، وهذه رسالة لكل الأطراف وخاصة البعثة الأممية، التي تعمل على عدم تطبيق للقوانين المتفق عليها من لجنة “6+6″ بحجة أن غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع”.
وأكد بأنه “يجب على البرلمان عقد عدة جلست في كل مدن الغرب والجنوب، وأن يكون أكثر ليونة على الأرض لكي تتحقق إنجازات تخرج ليبيا من أزمتها السياسية”.
شق الصف
ومن جهته، يرى المحلل السياسي، إلياس الباروني، أن “اختيار جلسة النواب في الغرب الليبي أمر هام، وهذا ما يجب العمل عليه من مجلس النواب الذي من المفترض أن يعقد جلساته في كل المدن الليبية، ولكن نتيجة للانقسام السياسي واختلاف الرؤى بين البرلمان والحكومة أدى إلى عدم قدرة البرلمان في التنقل من مكان لآخر، وأدى إلى عدم قدرة حكومة الوحدة الوطنية في التنقل من مكان لآخر”.
وقال الباروني إن “هذا المشهد تكرر في حكومة الوفاق الوطني نتيجة لعدم التوافق في وضع الأسس العامة، والتي أساسها أن البرلمان يسعى أن تكون الحكومة خاضعة لرغباتهم ورؤيتهم التي تصب في المصلحة الذاتية بعيد عن مصلحة ليبيا، ولكن نقل الجلسة من مدينة إلى أخرى أمر هام جدا”.
وتابع: “هناك حملة يقودها البرلمان لانتخاب حكومة جديدة على غرار حكومة الوحدة الوطنية، وربما يحاول مجلس النواب شق صف المنطقة الغربية في استمرار حكومة الوحدة الوطنية”.
وأضاف أن “هذا الاجتماع يحمل في طيّاته أمور سلبية تضر بأمن المنطقة الغربية بشكل عام، وتعطي تحدي لحكومة الوحدة الوطنية، وأن المنطقة الغربية ليست مع حكومة الوحدة الوطنية، ويحاول البرلمان زيادة شعبيته في الغرب الليبي”.
وأضاف الباروني، مؤكدًا أن “هذا الاجتماع سيؤثر على الاستقرار السياسي وسيخلق بلبلة وفوضى في التعاطي مع مجريات الأحداث الحالية، وانقسام بين مؤيد ورافض للبرلمان وحكومة الوحدة الوطنية، أي أنه لا يصب في مصلحة الصالح العام والاستقرار، وإذا أراد البرلمان حُسن النية في هذه الجلسة من المفترض أن يستقبل حكومة الوحدة الوطنية في المنطقة الشرقية ومهّد إلى ذلك، ولكن هناك سوء نية واضح في عقد هذه الجلسة”.
وأشار إلى أن “مدينة الزنتان بها فريقان، فريق يؤيد البرلمان، وفريق آخر يؤيد حكومة الوحدة الوطنية، وهذا شق لصف المدينة وزيادة شرخ المدينة وانقسامها، لأن هذا الاجتماع لا يصب في مصلحة الزنتان، وعلى الزنتان أن تعي ذلك، أما من استنكر ورفض عقد هذه الجلسة في الزنتان هم على دراية بأن هذه الجلسة لا تصب في المصلحة العامة للبلاد”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس