تحركات أميركية لدمج التشكيلات المسلحة الليبية في الجيش

6
تحركات أميركية لدمج التشكيلات المسلحة الليبية في الجيش
تحركات أميركية لدمج التشكيلات المسلحة الليبية في الجيش

أفريقيا برس – ليبيا. تدريب الجماعات المسلحة يهدف إلى أبعادها عن مقر القرار السياسي قبل تنصيب حكومة موحدة جديدة، وإلى مواجهة الوجود الروسي قرب المعسكر الشرقي.

يشهد الملف الليبي نشاطاً أميركياً فاعلاً على المستويين السياسي والاقتصادي، وأكثر من ذلك على المستوى العسكري، في خطوات أميركية للانخراط بشكل أكبر في ليبيا. ويبرز خصوصاً الدور العسكري لواشنطن عبر شركة “أمنتوم” الأمنية الخاصة.

فقد كشفت الإذاعة الفرنسية، اليوم الأحد، أنباء وجود شركة أمنية أميركية خاصة في طرابلس، بهدف توفير التدريب العسكري للجماعات المسلحة من أجل دمجها في القوات الرسمية للدولة.

وهذه الشركة، وهي “أمنتوم” الأميركية الخاصة والناشطة في المجال الأمني، جرى إنشاؤها في العام 2020، وستخلف الشركة العسكرية “دينكورب” التي عملت أيضا مع السلطات الأميركية، وسبق لها أن قدمت التدريب لقوات الأمن في العراق وأفغانستان وغيرها، وفق الإذاعة الفرنسية الحكومية.

وتشير الشركة الأميركية على موقعها إلى أنها طورت برنامجا لأفريقيا في العام 2023 نيابة عن وزارة الخارجية. ويظهر وجودها في الصومال وبنين، ولكن ليس في ليبيا. مع ذلك، سيكون مقر “أمنتوم” في ليبيا بموجب عقد مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وسيكون رجالها في قاعدة معيتيقة بطرابلس.

ويشارك عبدالحكيم بايو، المرشح الرئاسي، رأي العديد من الباحثين الليبيين. ويعتبر أن “هذا النشاط الأميركي المكثف في طرابلس يهدف إلى مواجهة الوجود الروسي قرب المعسكر الشرقي الليبي”.

من جانبه، يضع السياسي محمد المزوغي، هذه التطورات في إطار “منظومة أمنية عالمية تهدف إلى إبعاد الميليشيات عن مقر القرار السياسي “قبل تنصيب حكومة وحدة وطنية جديدة”.

وقد تكون دعوة وزير الداخلية عماد الطرابلسي، الأسبوع الماضي، إلى إنشاء قوة مشتركة بين الشرق والغرب لتأمين جنوب ليبيا، وهي منطقة ذات وجود قوي للروس، جزءا من هذا الإطار.

وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة على زيادة الاجتماعات العامة والسرية مع القادة السياسيين والعسكريين الليبيين في طرابلس.

وبحسب الحساب الخاص للسفارة الأميركية على منصة إكس، فإن دبلوماسييها وجنودها يعملون حاليا على توحيد الجماعات المسلحة في طرابلس.

وكان عدد من ضباط مكتب الملحق العسكري في السفارة الأميركية بليبيا، قد التقوا قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي، وقيادات عسكرية في طرابلس، خلال النصف الأخير من فبراير الماضي، آخرها لقاء برئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، الفريق محمد الحداد، في 29 فبراير الماضي.

وناقش اللقاء “آفاق التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب المختلفة لمنتسبي المؤسسة العسكرية، من ضباط وضباط صف، وكذلك إمكانية مشاركة الجيش الليبي في مناورات وتمارين الأسد الأفريقي السنوية”، بالإضافة إلى مناقشة مقترح لـ”تشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية”، وفقاً للصفحة الرسمية لرئاسة أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة.

وذكر البيان أن الملحق العسكري الأميركي أخذ الإذن من الحداد “بزيارة إلى رئاسة أركان القوات البحرية والبرّية، والمناطق العسكرية والألوية العسكرية المتواجدة في نطاقها”.

وأعقبت اللقاءات ذات الطابع العسكري، سلسلة من اللقاءات الأخرى التي أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مع القادة السياسيين في طرابلس، بدأها الاثنين الماضي بلقاء مع الدبيبة، وناقش معه “أهمية مشاركة جميع الفاعلين الليبيين في العملية السياسية التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشكل بنَّاء، لإزاحة ما تبقّى من عوائق أمام الانتخابات، بما في ذلك تشكيل حكومة تصريف أعمال”، وفقاً لتدوينة نشرتها السفارة الأميركية عبر حسابها على منصة “إكس”.

وفي السابع من مارس الجاري، التقى نورلاند وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، لبحث جهود الحكومة لتحسين الأمن في العاصمة، والحفاظ على السلم والاستقرار في جميع المناطق الليبية. ونقل حساب السفارة الأميركية على “إكس” عن نورلاند تأكيده للطرابلسي دعم بلاده توحيد قوات الأمن الليبية، وجميع الجهود المبذولة لبناء قدراتها وكفاءتها المهنية، خصوصاً على طول حدود ليبيا، في ظل الاضطرابات الإقليمية.

وكان الطرابلسي قد أعلن، قبل أسبوعين، عن اتفاق حكومته مع التشكيلات المسلحة في طرابلس على إخلاء مواقعها والرجوع إلى معسكراتها وإحلال قوات الأمن التابعة لوزارته مكانها، وعزم حكومته على تطبيق نموذج طرابلس على كل المناطق الليبية.

كما أعلن، عن استعداد وزارته لتشكيل قوة مشتركة مع القيادة العامة في المنطقة الجنوبية”، لتأمين الحدود.

واعتبر في كلمة خلال ندوة نظمتها وزارة الداخلية عن إدارة الحدود الليبية، أن “أي شخص يطرح اسمه لقيادة القوة المشتركة سواء من القيادة العامة (قيادة حفتر) أو وزارة الداخلية” في حكومة الوحدة الوطنية “فهو مقبول من طرفنا، وفي غضون ثلاثة أشهر نشكل قوة قوامها ألف آلية وخمسة آلاف شرطي من الشرق والجنوب والغرب لتأمين الحدود”، مضيفا أن قضية تأمين الحدود الجنوبية “قضية أمن متكامل وليست قضية سياسية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here