نسرين سليمان
أفريقيا برس – ليبيا. في ظل تعثر جهود تنفيذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا، انطلقت رسمياً الحملة الدعائية للانتخابات البلدية التي ستشهدها البلاد في 16 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ما جعل مراقبين يرون فيها بداية مشجعة لمسار متكامل يهدف لتنفيذ انتخابات متكاملة في مراكز القرار بعد سنوات الانقسام والصراع السياسي.
وطالبت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، المنظمات المعتمدة لمراقبة الانتخابات إلى الاستعداد لمتابعة ومراقبة سير عملية الاقتراع بالتاريخ المحدد، والتقيد بمنهجية المراقبة القائمة على الحيادية والنزاهة التي من شأنها أن تضفي مزيداً من المصداقية على العملية الانتخابية.
كما دعت المفوضية أجهزة الدولة كافة ومن يتقلد المسؤولية فيها، بإظهار العملية الانتخابية بمظهر حضاري يؤكد رغبة الليبيين في النهوض بدولتهم من خلال التأسيس السليم لمجالس بلدياتهم وانتخاب من يرونه مناسباً لحمل هذه الأمانة، والمساهمة في إنجاحها كل بما لديه من إمكانات وقدرات على تحقيق النجاح.
وأشار مجلس المفوضية إلى أن هذه هي أول تجربة له في تنفيذ انتخابات على هذا المستوى، مؤكداً عزم المفوضية على المضي قدماً في إجراء انتخابات المجموعة الثانية من المجالس البلدية مع مطلع العام المقبل، علماً بأن المجموعة الأولى تشمل 58 مجلساً بلدياً موزعة على مختلف مناطق البلاد تنقسم إلى 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و29 في المنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
ورحّبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات موعد إجراء الانتخابات في 58 بلدية. وقالت البعثة إن إجراء الانتخابات خطوة مهمة نحو تعزيز الحكم المحلي والممارسة الديمقراطية في ليبيا.
وحثت جميع السلطات والقادة السياسيين والجهات الأمنية الفاعلة على توفير بيئة آمنة وشفافة وشاملة لإجراء الانتخابات. وأكدت البعثة الأممية التزامها بدعم تطلعات الشعب الليبي ومساندة الجهود الرامية لإتمام العملية الانتخابية بنجاح.
وفيما يخص المرشحين، حثتهم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على “الانخراط بنزاهة في حملاتهم الانتخابية، والتقيد بمبادئ المنافسة الانتخابية الشريفة على النحو المنصوص عليه في اللوائح ومدونة قواعد السلوك التي وضعتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات”.
وشددت على ضرورة أن يمتنع المرشحون ووسائل الإعلام ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن “التحريض وخطاب الكراهية”، ودعتهم إلى أن يتعاملوا مع هذه الانتخابات على أنها “فرصة للإسهام بشكل إيجابي في بناء الحكم الديمقراطي في ليبيا”.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن الجولة الأولى من الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في 16 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت السفارة الأمريكية، في منشور عبر منصة إكس، إنها تنضم إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الترحيب بإعلان موعد الانتخابات البلدية.
وأضافت أن هذه الانتخابات تشكل فرصة مهمة لليبيين في 58 بلدية لاختيار قادتهم على المستوى المحلي، مشددة على أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم الفني للمفوضية، إلى جانب المؤسسات التكنوقراطية الليبية الحيوية الأخرى.
ووصل عدد المسجلين في منظومة ناخبي المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية إلى 210 آلاف و545 ناخباً، إذ تجرى الانتخابات في 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و31 في المنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
وترى المفوضية أن عدد المسجلين فاق التوقعات نسبة إلى عدد سكان البلديات الـ 60 التي ستجرى فيها المرحلة الأولى، إذ تجرى الانتخابات في 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و31 في المنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، كشفت المفوضية الوطنية للانتخابات ملامح نظام انتخاب المجالس البلدية، موضحة أن البلديات التي يصل عدد سكانها إلى 25 ألف نسمة أو أقل، سيكون لها سبعة أعضاء في المجلس البلدي. وتتوزع المقاعد في تلك البلديات إلى خمسة مقاعد بنظام القائمة؛ ثلاثة مقاعد عامة، ومقعد للمرأة، وآخر لذوي الإعاقة، إلى جانب مقعدين فرديين.
ومن شروط الترشيح التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، ألا يقل عمر المُرشح عن 25 عاماً يوم التقدم للترشح، وأن يكون مسجلاً كناخب في سجل الناخبين النهائي، ويقيم داخل الحدود الإدارية للدائرة الانتخابية، وأن يكون حاصلاً على مؤهل علمي معتمد، وغير محكوم عليه بعقوبة في جناية أو جنحة مخلة بالشرف، ما لم يرد له اعتباره.
وكذلك من الشروط أن يكون ملتزماً بالقواعد الحاكمة والإجراءات التنفيذية للعملية الانتخابية، وألا يكون عضواً بالمفوضية أو أحد مكاتبها الانتخابية أو إحدى لجان مراكز الاقتراع.
المصدر: القدس العربي
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس