قال المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر، إن بلاده على استعداد لبناء قاعدة عسكرية في ليبيا وستتعاطى بإيجابية مع الطلب الرسمي من حكومة الوفاق من أجل مساعدتها مبينا أن الأمر سيحال للبرلمان من أجل التصويت على اتخاذ القرار.
ووصف المبعوث التركي علاقات بلاده مع الوفاق بالجيدة من أجل توازنات الطاقة في البحر المتوسط، ووفقا للقانون الدولي، مبديا استعدادها لتقديم الدعم اللازم من الناحيتين العسكرية والأمنية حتى وإن اقتضى الأمر بناء قاعدة عسكرية إذا تقدمت طرابلس بطلب بهذا الشأن، على غرار القاعدتين التركيتين في الصومال وقطر.
تحشيد لدعم الوفاق
وأضاف إيشلر أنهم سيحشدون كل الإمكانات من أجل إحباط آمال الراغبين في جعل ليبيا نموذجا سوريا، مضيفا أنهم سيلبون دعوة ليبيا لإرسال جنود بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته.
وجاء تصريحات إيشلر في كلمة ألقاها خلال ندوة نظمتها جامعة “يلدرم بايزيد” بالعاصمة أنقرة، حول العلاقات التركية ـ الليبية، بحضور سفير الوفاق لدى أنقرة عبد الرزاق مختار.
طلب رسمي من الوفاق
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مسؤول في طرابلس، قوله إن حكومة الوفاق طلبت رسميا من تركيا دعما عسكريا “جويا وبريا وبحريا”.
وأوضح المسؤول الذي لم تكشف “رويترز” هويته، أن حكومة الوفاق طلبت رسميا من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري، لمحاولة التصدي لقوات الجيش الوطني في ضواحي طرابلس.
ومن المتوقع أن يعقّد التدخل العسكري التركي في ليبيا سبل حل الأزمة، خاصة أن غالبية ليبية ترفض هذه الخطوة، إضافة إلى جُل الدول الفاعلة في ليبيا.
تفويض رسمي من البرلمان
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، أن حكومته ستتحصل على تفويض رسمي من البرلمان في الـ 8 -9 من يناير المُقبل لإرسال جنود إلى ليبيا، للقتال بجانب مُسلحي الوفاق.
واتهم أردوغان دولاً أوروبية وعربية –لم يُسمّها- بدعم القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، مؤكداً أنه سيُقدّم جميع أشكال الدعم اللازم لمُسلحي الوفاق لصد تقدّم قوات الجيش باتجاه طرابلس.
استغاثات “رسمية”
بدوره، صرّح وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، أن المجلس الرئاسي طلب الدعم العسكري من تركيا لصد تقدّم قوات الجيش الوطني نحو قلب طرابلس.
كما أكد سفير الوفاق في تركيا عبدالرزاق مختار أن “ليبيا بحاجة إلى الدفاع الجوي والتدريب الخاص، والخبرة لدعم المقاتلين في الميدان” وهو ما سيتحقق عبر الدعم التركي حسب وصفه.
وأشار مختار إلى أن العلاقات الليبية التركية قديمة وتعود جذورها لمئات السنين، مشيرا إلى أن “أنقرة” لطالما وقفت في جانب الشعب الليبي، مضيفا أن “ليبيا بحاجة إلى الدفاع الجوي، والتدريب الخاص، والخبرة لدعم المقاتلين في الميدان، لدينا عدد كاف من المقاتلين”، معتبرا أن “الدعم العسكري لا يعني الإضرار بالشعب الليبي، بل سيساعد على الأمن والاستقرار، وأن البلدين “شقيقان” وليسا صديقين فقط”.
يشار إلى أن مجلس وزراء حكومة الوفاق، قرر الخميس الماضي، تفعيل مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري مع تركيا الموقعة في 27 نوفمبر الماضي.