تفاهم أولي بين المنفي والدبيبة لتهدئة التوتر في طرابلس

5
تفاهم أولي بين المنفي والدبيبة لتهدئة التوتر في طرابلس
تفاهم أولي بين المنفي والدبيبة لتهدئة التوتر في طرابلس

أفريقيا برس – ليبيا. كشفت مصادر إعلامية ليبية عن توصل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، إلى تفاهم مبدئي يهدف إلى تهدئة الأوضاع في العاصمة طرابلس وتفعيل مؤسسات الدولة.

ويأتي هذا التفاهم في توقيت حساس، حيث تقترب المهلة التي حددتها وزارة الدفاع الليبية لجهاز الردع من الانتهاء، وتشمل مطالب الوزارة تسليم مطلوبين إلى النيابة العامة، وإنهاء وجود قيادات متهمة بانتهاكات جسيمة، إلى جانب إعادة مطار معيتيقة وميناء طرابلس إلى سيطرة الدولة، وضمان عدم عرقلة مؤسساتها الرسمية.

وبحسب ذات المصادر، فإن جهودًا تُبذل حاليًا لصياغة اتفاق نهائي يُتوقع توقيعه قريبًا، في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد، خاصة في أعقاب تحركات قوة الاحتياط العام القادمة من مصراتة، والتي تضم ما يقرب من 1800 آلية عسكرية مزودة بأسلحة متطورة، وأعلنت استعدادها للتدخل في حال رفض جهاز الردع الانصياع للشروط المطروحة.

في السياق نفسه، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من التوتر الأمني المتزايد قرب العاصمة، معتبرة أن استمرار الحشود العسكرية يشكل تهديدًا مباشرًا للمدنيين. وأكدت البعثة أن المحادثات الأمنية الجارية منذ يونيو/حزيران الماضي برعاية المجلس الرئاسي قد حققت تقدمًا، لكنها شددت على أهمية التزام الأطراف كافة بضبط النفس والحوار لتفادي التصعيد.

وشددت البعثة على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، محذرة من أن اللجوء إلى القوة قد يشعل مواجهات جديدة في العاصمة، خاصة في ظل التحشيد العسكري القائم.

وفي تطور موازٍ، أصدر عدد من أعيان وحكماء مدن المنطقة الغربية بيانًا موجهًا إلى البعثة الأممية، طالبوا فيه بالإسراع في تنفيذ خارطة الطريق السياسية، وتشكيل حكومة موحدة تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة، مع تأكيد رفضهم لاستخدام العنف أو العبث بأموال الدولة.

وعلى الصعيد الدولي، ذكر تقرير لموقع “جيوبوليتيكال ديسك” أن تركيا إلى جانب أطراف أخرى، تمارس ضغوطًا متزايدة على الدبيبة لثنيه عن تنفيذ أي تحرك عسكري جديد ضد جهاز الردع، في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع جولة جديدة من القتال داخل طرابلس، خاصة بعد الهدنة التي وُقعت في مايو/أيار الماضي بين اللواء 444 الموالي للدبيبة وقوات الردع.

ووفقًا للتقرير، فإن محاولات الدبيبة الرامية إلى تقليص نفوذ خصومه داخل العاصمة اصطدمت بعقبات، أبرزها الفشل في تحجيم جهاز الردع، خلافًا لنجاحه السابق في إنهاء نفوذ جهاز دعم الاستقرار. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الموقف التركي، الذي شمل بحسب التقرير وقف توريد طائرات بيرقدار المسيّرة إلى حكومة الدبيبة.

وتحرص أنقرة، التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع كل من الدبيبة وقادة جهاز الردع، على تجنب أي صدام قد يهدد مصالحها في ليبيا، خصوصًا في محيط مطار معيتيقة حيث تنتشر قواتها. وتُذكّر هذه الدينامية بتدخل تركيا العسكري الحاسم في طرابلس عام 2019 دعمًا لحكومة الوفاق آنذاك، عبر تزويدها بطائرات مسيّرة ومقاتلين سوريين، قبل أن تتحول العلاقة لاحقًا إلى شراكة أمنية مع مؤسسات الدولة الرسمية.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس في أكثر من مناسبة مواجهات مسلحة متكررة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وتشكيلات عسكرية وأمنية نافذة، أبرزها “قوة الردع الخاصة” المتمركزة في مواقع استراتيجية بينها مطار معيتيقة. وغالبا ما اندلعت هذه الاشتباكات نتيجة خلافات على الصلاحيات والنفوذ داخل العاصمة.

وفي أغسطس/آب 2022 اندلعت واحدة من أعنف جولات القتال، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى وأضرار واسعة بالممتلكات، فيما شهدت العاصمة اشتباكات أخرى في 2023 أثارت مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى حرب أوسع.
ويثير الحشد العسكري الحالي مخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة تهدد حياة المدنيين وتعرقل عمل مؤسسات الدولة وتعطل الحياة اليومية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here