أفريقيا برس – ليبيا. تحدث تقرير أميركي عن ليبيا باعتبارها محطة رئيسية على مسار تهريب السلاح إلى مالي، مشيرا إلى أنها «مصدر لبنادق هجومية من طراز كلاشنكوف حديثة»، وفق تعبيره.
ورصدت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية لقارة أفريقيا «أفريكوم» مسار هذا الطريق في الصحراء الكبرى بالقول: إن «طريق تهريب الأسلحة يمر بليبيا والجزائر والنيجر وميناكا في شرق مالي، وتصل إلى باماكو وسائر مناطق الصراع في غرب أفريقيا عن طريق شبكات منظمة»، واستندت «أفريكوم» إلى مقال منشور في مجلة «كونفرسيشن أفريكا» يوم 18 فبراير.
كلاشنكوف ليبي في مالي
في الوقت نفسه، أشارت الذراع الإعلامي للقوات الأميركية في أفريقيا إلى أن «ليبيا لا تزال مصدراً لبنادق هجومية من طراز كلاشنكوف حديثة منذ العام 2019، ويقول مكتب الأمم المتحدة إنها متوافرة لمن أرادها في الأسواق السوداء في شمال مالي.
وفي يناير الماضي، كشفت منظمة «مسح الأسلحة الصغيرة»، ومقرها جنيف السويسرية، أن تهريب الأسلحة الليبية تواصل نحو مالي، إذ تُستخدم في الصراع المشتعل في البلد، واستعانت المنظمة السويسرية بتحقيقات توصلت إليها باماكو لدى حجز أسلحة تكشف تهريب مدافع هاون فرنسية عيار 81 ملم بشكل غير مشروع من ليبيا إلى شمال مالي.
كما شملت المواد غير المشروعة المنتجة في فرنسا قذائف هاون، والألغام المضادة للدبابات بلجيكية الصنع، وكذلك قذائف الهاون الصربية عيار 120 ملم، المعروفة بانتشارها غير المشروع في ليبيا، التي يعود مصدرها للعام 2019.
لكن الباحث السياسي والأكاديمي دكتور يوسف الفارسي يقول لـ«بوابة الوسط» إن قوات القيادة العامة تجري عمليات تأمين محكمة للحدود الجنوبية الليبية مع كل من تشاد والنيجر ومن ثم إلى مالي»، مشيرا إلى أن «دول الساحل تمثل خطرا أمنيا متزايدا مع تفشي نسب البطالة وفوضى التهريب والعمليات الإرهابية».
ويعمل 73% من المواطنين في مالي في الاقتصاد غير الرسمي، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 32%، وارتفع معدل الفقر الوطني في مالي من 42.5% في العام 2019 إلى 44.8% في العام 2021. ولا يستبعد مراقبون أن الأسلحة الليبية المرصودة هي من بقايا عمليات تهريب سابقة جرت خلال حرب العاصمة طرابلس (2019- 2020).
تحسن ترتيب ليبيا في مؤشر الإرهاب
تأتي هذه التقارير في حين تحسن ترتيب ليبيا سبعة مراكز في مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2024، الذي يصدره سنويا المعهد الدولي للاقتصاد والسلام باللغة الإنجليزية.
وأظهر تقرير صادر عن المعهد أن ليبيا سجلت «أكبر تحسن» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مؤشر الإرهاب، حيث لم تقع حوادث ولا وفيات بسبب الإرهاب في البلاد للمرة الأولى منذ العام 2010، فيما انخفضت حالات الوفيات إلى 30 حالة فقط خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة بـ537 حالة في السنوات الخمس السابقة للعام 2019.
لكن التقرير لاحظ أن مركز الإرهاب انتقل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتركز إلى حد كبير في منطقة الساحل. وتمثل هذه المنطقة الآن ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس