حفتر يلوح خلال مناورات لقواته بإصدار “قرارات جرئية وأوامر صارمة”

1
حفتر يلوح خلال مناورات لقواته بإصدار
حفتر يلوح خلال مناورات لقواته بإصدار "قرارات جرئية وأوامر صارمة"

أفريقيا برس – ليبيا. قال قائد مليشيات شرق ليبيا، اللواء خليفة حفتر، الخميس، إن قواته جاهزة لإصدار “قرارات جريئة وأوامر صارمة” لـ”للتصدي لكل من شأنه أن يعبث بمصير البلاد”، مشدداً على أن مسار العملية السياسية “أعطيت من الفرص أكثر مما ينبغي”.

جاء ذلك في كلمة لحفتر أثناء حضوره مناورات عسكرية أطلقته قيادته في 28 من فبراير/شباط بمدينة سرت.

وقال حفتر إن قواته بلغت “مستوى رفيع من التطور والجاهزية واستعاد الحياة من جديد”، مضيفا أن قواته “تبعث اليوم رسالة مفادها بأننا جاهزون وأننا لن نتردد في إصدار القرارات الجريئة والأوامر الصارمة للتصدي بأقصى ما أوتينا من قوة لكل من من شأنه أن يعبث بمصير البلاد”.

وأكد حفتر، في معرض كلمته، أن قواته، التي وصفها بـ”الجيش”، لا تميز “بين شرق وغرب، فالجيش لليبيا كلها، وسيبقى دائمًا منحازًا لإرادة الشعب، وهو رهن إشارته ومستعد في كل الأوقات لاتخاذ ما يلزم من تدابير دون إذن من أحد لضمان سلامة الوطن وحفظ استقرار البلاد”.

واعتبر أن المشروع التعبوي الذي تجريه قواته يأتي لــ”استكمال الاستعدادات الدفاعية تأكيدًا واستعدادًا لأي طارئ يهدد أمن واستقرار ليبيا من الداخل والخارج”، مضيفاً أن “السلاح في ليبيا سيظل بعيدًا المنال ما لم تغادر جميع القوات الأجنبية والمرتزقة أراضينا دون مماطلة أو شروط”.

وتوجه حفتر بحديثه إلى المجتمع الدولي بالقول “إذا كان العالم حريصًا على السلام في ليبيا، فإن من واجباته أن يضع هذه المطالب المشروعة في مقدمة أولوياته وفرضها بكل الوسائل قبل أن تطور الأحداث والتداعيات إلى ما يزعزع الاستقرار في المنطقة بأسرها”.

وأضاف أن “الدول المتحضرة لا تبني جيوشها لقهر الجيوش الأخرى، وتدمير مقدراتها ونهب خيراتها، أو لينقلب عليها جيشها ليمارس القمع والاستبداد والظلم والاضطهاد، بل لتحصن نفسها وتحمي حدود وتعزز سيادتها وتفرض إرادتها فوق أراضيها”.

وتطرق حفتر في حديثه للعملية السياسية في ليبيا، معتبرا أن سلامة البلاد “مرهون بتحقيق انفراج في المسار السياسي”، مستدركا بالقول إن المسار السياسي “تعمدت بعض الأطراف المنخرطة فيه اختلاق العراقيل والحجج الواهية ليظل مسدودًا وأن يستمر الوضع على ما هو عليه حفاظا على مكاسبهم الخاصة”.

وأضاف “نرى أن هذا المسار قد أُعطي من الفرص أكثر مما ينبغي دون أن تظهر في الأفق أي ملامح تبشر بحلول توافقية تنتهي بتسوية سلمية عادلة وتدفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي”.

وتابع “ومن هنا، فإننا نبشر المعرقلين ومن تبع خطاهم من المفسدين بأنهم لن يفلحوا وأن مجال منح الفرص أصبح ضيقًا، وأن الصبر صار على حافة النفاد، وأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم قبل أن تفاجأهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون”.

ونقلت قناة ليبيا الحدث المقربة من قيادة حفتر مشاهد مرئية من مناورات المشروع التبعوي بالذخيرة الحية باستخدام المدفعية والدبابات، وبمشاركة الطيران الحربي والدفاعات الجوية ضد الطيران، بالإضافة لعروض للقوات البحرية.

وبالتزامن، قالت شعبة الاعلام الحربي التابعة لقيادة حفتر أن المشروع التعبوي يأتي ضمن ما سمته “درع الكرامة 2024” بإشراف “رئاسة القوات البرية”، مشيرة إلى أن المناورات التي جرت اليوم تضمنت ما وصفته تنفيذ عمليات عسكرية على السواحل البحرية، منها الاستطلاع البحري بواسطة تشكيل من الزوارق الدورية، والتسلل للوصول إلى الشاطئ المُحدد، والتقدم إلى نقاط تواجد العدو للاشتباك معه، تزامنًا مع إنزال جوي في مواقع العدو المحددة للسيطرة عليها.

وكانت قيادة حفتر قد أعلنت في 28 من فبراير المنصرم، عن إشراف صدام نجل حفتر على “التدريبات” الخاصة بـ”مشروع تعبوي للقوات البرية بالذخيرة الحية” بمدينة سرت، وسط شمال البلاد.

وبالتزامن مع الإعلان عن المشروع التعبوي، نشرت قناة فبراير الفضائية، المقربة من حكومة الوحدة الوطنية، فيديو على صفحاتها الرسمية يوم 13 من فبراير المنصرم، يظهر رتلاً عسكرياً قالت إنه “تابع لمليشيات حفتر يتجه نحو مدينة سرت”.

وفي الحادي عشر من ذات الشهر نشرت قناة فبراير فيديو يظهر عدداً من الدبابات، وقالت إنها لقطات للحظة وصول “عدد من الدبابات الروسية T72 إلى مقر مليشيا طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر عبر ميناء طبرق قادمة من روسيا”.

وتحتفظ موسكو بوجود عسكري في ليبيا منذ مشاركتها في دعم عدوان حفتر على العاصمة طرابلس عامي 2019 و2020، عبر مجموعة فاغنر” التي تتخذ من قاعدة القرضابية بمدينة سرت، وقاعدة الجفرة، مقارّ رئيسية لها.

ومنذ أغسطس/ آب الماضي، زار نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، بنغازي أربع مرات والتقى خلالها حفتر، وسط حديث متزايد عن رغبة روسيا في بناء “الفيلق الروسي الأفريقي”، واتخاذها ليبيا قاعدة انطلاق لها نحو عدد من الدول الأفريقية التي تحتفظ بوجود عسكري فيها.

كما زار حفتر موسكو نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي لافروف، فيما كشفت مصادر ليبية، في تصريحات سابقة، عن سعي حفتر لتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع موسكو، يتحصل بموجبه على تقنيات ومعدات عسكرية حديثة، من بينها طائرات مسيّرة، مقابل حصول موسكو على مواقع عسكرية لتعزيز وجودها العسكري في ليبيا.

وفي ظل تنامي القلق الأوروبي الأميركي من التوغل الروسي في ليبيا، كشفت صحيفة التايمز البريطانية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عن قلق أوروبي حيال خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا عبر نشر غواصات نووية في ميناء بحري شرقي ليبيا، مشيرة إلى موانئ ليبية أخرى من المحتمل أن تستخدمها روسيا، مثل موانئ سرت ورأس لانوف، وسط شمال البلاد.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here