خبراء يكشفون مدى جدوى دعوة مجلس النواب الليبي لطرد سفراء الدول الداعمة لإسرائيل

10
خبراء يكشفون مدى جدوى دعوة مجلس النواب الليبي لطرد سفراء الدول الداعمة لإسرائيل
خبراء يكشفون مدى جدوى دعوة مجلس النواب الليبي لطرد سفراء الدول الداعمة لإسرائيل

أفريقيا برس – ليبيا. أصدر مجلس النواب الليبي، أمس الأربعاء، بيانا دعا فيه إلى “مغادرة سفراء الدول الداعمة لإسرائيل فورا”، معتبرًا “ما يجري في قطاع غزة حرب إبادة جماعية”.

ودعا البيان الليبي كذلك إلى “وقف تصدير النفط والغاز لهذه الدول في حال استمرت المجازر في قطاع غزة”، مؤكدًا “ضرورة الوقف الفوري للعدوان”، لكن هل يكون تصريح مجلس النواب الليبي بطرد سفراء الدول لإسرائيل نافذا أم مجرد تصريحات؟

حول هذا الموضوع تحدث عدد من الخبراء والمحللين مسلطين الضوء على التعاطف الليبي مع ضحايا غزة في فلسطين، حيث لم يكتف الشعب الليبي بالمظاهرات التي خرجت لنصرة الشعب الفلسطيني.

المجلس لا يملك السلطة

وقال عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، إنه “سعيد بهذا القرار، وإن مجلس النواب تذكر بأن هناك مدينة اسمها غزة تتعرض للقصف وتتعرض للظلم والعدوان، وبناءً على ذلك فإن مجلس النواب قرر أن يقوم بطرد سفراء الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي”.

وأكد التكبالي أن هذه التصريحات لا تعني شيئا، وأن مجلس النواب غير معترف به في هذه الدول، وليس بمقدور مجلس النواب طرد هؤلاء السُفراء وسفارتهم بالعاصمة طرابلس التي لا تقع تحت سيطرة مجلس النواب.

وأضاف بأن الذين يتحدثون عن قطع إمدادات النفط لا يعلمون بأن ليبيا تعيش على النفط ولا تستطيع أن تقطعه ليوم واحد حتى وإن استطاعت قطعه، فهذه التصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع فالكلام الذي لا يعتمد على منطق هو كلام هواء يخرج من فم ويذهب إلى فم ولا يستطيع أن يفعل شيئا.

موقف ليبي ثابت

في السياق ذاته، صرح المحلل السياسي، محمد محفوظ، بأن الليبيين كان رأيهم واضح حيال القضية الفلسطينية، وكانت هناك رسالة عميقة رغم من الأزمات التي تمر بها ليبيا على جميع الأصعدة منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي.

وأضاف بأنه بالرغم من عدم استقرار البلاد إلا أن قضية غزة لاتزال في وجدان الليبيين ولايزال الليبيون يتمسكون بها، وهذه رسالة واضحة حول التعامل أو القبول الشعبي حيال غزة، حتى في قضية ردود الفعل عند لقاء وزير الخارجية الليبي نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين كان رأي الليبيين واضحا منذ ذلك الوقت وزاد ترسيخا بعد أحداث غزة.

وبالنسبة لقضية طرد السفراء لا يعتقد محفوظ أنها خطوة يمكن تطبيقها على الأرض، وأن مجلس النواب يُدرك جيدا بأن هذه الخطوة لن تكون قابلة للتحقيق وهذا أمر مؤسف، وأوضح محفوظ أن دعوة مجلس النواب لطرد السفراء “ورقة ضغط على أطراف أخرى، وأن مجلس النواب ليس لديه سلطة على وزارة الخارجية، وبالتالي قد تفهم بأنها محاولة لتوجيه الضغط الشعبي اتجاه وزارة الخارجية التي يتحكم بها الدبيبة”.

ووصف الموقف بأنه سيكون محرجا باعتبار أن مجلس النواب أصدر رأي في هذا الموقف وأن الحكومة صمتت حياله، وأنه أمر باهظ التكلفة عندما تطالب بطرد السفراء هذا يعني قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول، وأن الأمر ليس بهذه البساطة، خاصة وأن عدد سفراء هذه الدول كبير لأن أغلب دول الاتحاد الأوروبي تؤيد إسرائيل، بالإضافة لدول آسيوية، أي يعني قطع علاقات مع ثلث أرباع العالم المتفاعل والنشط، هل الليبيين لديهم جهد على هذه الخطوة هذه الفكرة ليست مدروسة على الإطلاق.

فرقعات إعلامية

من جانبه، قال المحلل السياسي جمال الفلاح إن “هذه التصريحات بطرد سفراء الدول الداعمة للكيان الاسرائيلي وعلى رأسها أمريكا تظل مجرد بالونات أو فرقعات إعلامية من مجلس النواب، ولا يستطيع أي شخص أن يتخذ أي خطوات، حيث يظل هذا الاجراء مجرد تعاطف منهم لكسب ود الشعب وهم يعلمون بأن هذه التصريحات مجرد زوبعة إعلامية، وتظل هذه التصريحات مناورات وكسب تعاطف الرأي المحلي والعربي”.

وتابع أن “مجلس النواب ليس لدية سلطة على الشعب، لأنه مجلس مغتصب للسلطة، وقضية فلسطين قضية وطن، وأن الشعب الليبي ضد هذه المذابح والمجازر التي انتهكت المدنيين الآمنين في غزة”.

ووصف الفلاح ما يحدث في غزة بأنه “جريمة ضد الإنسانية والمدنيين العزل، وأن ما يحدث من قصف للمستشفيات والمدارس والأماكن المحرم قصفها دوليا هي جريمة كبيرة، وما يحدث يتطلب تعاطف الجميع”.

وأضاف المحلل أن “مجلس النواب يتخبط في قراراته التي أصبحت أضحوكة في العالم، مؤكدا أن هذا المجلس لا يملك السلطة على أراضيه حتى يقوم بإصدار قرار دولي يتمثل في طرد سفراء دول عظمى، كلام غير منطقي وغير حقيقي، هو مجرد كسب رأي، ليبيا تمر بصراعات وحروب، أتمنى من مجلس النواب أن يتحدث في الشأن الداخلي ولا يذهب بعيدا بمثل هذه التصريحات”.

مزايدات سياسية

يرى الأكاديمي والسياسي الليبي محمد الزبيدي أن “هذا القرار بلا قيمة قانونية وعملية لعدة أسباب، منها أنه لا سلطة لمجلس النواب على الحكومة، ولا يمكن من الناحية العملية لحكومة دولة ليبيا أن تطرد سفير واحد من سفراء الدول الداعمة وليس كافة السفراء.

وأضاف إن الكل يعلم الموقف الليبي من القضية الفلسطينية وأن هذا الدعم ليس وليد اللحظة أو مرتبط بحرب غزة بل إنه دعم وجودي ممتد، وأن بيان مجلس النواب يظل مجرد مزايدة سياسية وتسجيل حضور.

وأختتم الزبيدي حديثة بأن مجلس النواب سلطة تشريعية ومثل هذه الخطوات اختصاص أصيل للحكومة ولوزارة الخارجية تحديدا.

ويستمر تصعيد الأحداث في قطاع غزة بعدما أعلن القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 8 أكتوبر، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر(الكابينيت)، صادق رسميا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردًا على إطلاق حركة “حماس” الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “السيوف الحديدية”، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي “حماس” داخل المستوطنات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here