دول جوار ليبيا تبحث في الخرطوم جهود التسوية السياسية

40

يعقد في العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، اجتماع لدول جوار ليبيا، بحضور أوروبي بصفة مراقب. وتحدثت تقارير إعلامية محلية عن مبادرة للمصالحة الليبية سيطرحها الاتحاد الأفريقي خلال الاجتماع.

وأعلنت الحكومة السودانية، عن مشاركة واسعة في الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي. وقال المتحدث باسم الخارجية بابكر الصديق، إن “كل دول الجوار الليبي وحكومة الوفاق الوطني، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، غسان سلامة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، أكدوا مشاركتهم في الاجتماع″.

وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا ستشارك في الاجتماع″. وقال الصديق إن “الاجتماع يهدف إلى دفع جهود التسوية السياسية في ليبيا ومناقشة انعكاسات الأوضاع فى ليبيا على الأمن الإقليمي”. وتابع أن الاجتماع “يبحث كذلك قضايا الإرهاب وتهريب البشر والجريمة العابرة للحدود”.

ويأتي هذا الاجتماع، بعد أقل من أسبوعين من اتهامات وجهها الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد أحمد المسماري مجددا للسودان بدعم الإرهاب. وكشف المسماري في مؤتمر صحفي عن معلومات وصلت لهم بشأن مخطط لنقل إرهابيين من منطقة إدلب السورية إلى ليبيا عبر السودان، دون أن يقدّم تفاصيل أكثر. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السودان بدعم المتطرفين في ليبيا. وفي يونيو 2017 قال المسماري إن السودان “يدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا ويوفّر لهم التدريب والسلاح الذي تحصلت عليه تلك الجماعات عبر ممرات وفّرتها حكومة الخرطوم”.

وكثّف تنظيم داعش الإرهابي من هجماته على جنوب ليبيا، الذي يعاني حالة غير مسبوقة من الفوضى والتهميش، بسبب الانقسامات السياسية والصراعات القبلية على النفوذ والمصالح. ويقول مراقبون إن داعش حوّل وجهته نحو جنوب ليبيا مع هزائمه في شرق البلاد وغربها، وفي كل من سوريا والعراق.

وبدورها لا تنظر باريس بارتياح لما يشهده الجنوب الليبي من انفلات أمني تشارك فيه عصابات مسلحة قادمة من السودان والتشاد. واندلعت أكتوبر الماضي اشتباكات مسلحة جنوب منطقة أم الأرانب 150 كلم جنوب سبها وشرق بلدة القطرون جنوب البلاد، بين أبناء المنطقة ومجموعة من عصابات إجرامية أجنبية مسلحة تمارس أعمال الحرابة والسطو والخطف والتعدي على الممتلكات الخاصة، وتعريض حياة السكان للخطر.

ويرجّح مراقبون أن تصطدم هذه المعطيات مع مساعي السودان للعب دور سياسي لحل الأزمة الليبية، في محاولة لاستكمال مسار التسويات الإقليمية الذي دشنته باتفاق سلام في جنوب السودان في 4 أغسطس الماضي، بين الرئيس سيلفا كير ونائبه الأول السابق رياك مشار، ومدّت بصرها إلى تسوية الأزمة السياسية في دولة أفريقيا الوسطى.

وزار وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد ثلاث عواصم أوروبية قبل الاجتماع هي باريس وبرلين وبروكسل محاولًا إقناعها بحضور مؤتمر دول الجوار الليبي، والترويج لجهود السودان في تحقيق الأمن في المنطقة، خاصة السلام بجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.

وبحث الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، الاثنين، في الخرطوم، مع مبعوث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الحسن ولمات، الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة، ودور السودان والاتحاد الأفريقي في حلحلة الأزمة الليبية. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية، ياسر خضر، إن اللقاء الثنائي بحث سبل تحقيق السلام في ليبيا، وجهود مفوضية الاتحاد الأفريقي والخرطوم في هذا الملف.

ونقل موقع “بوابة الوسط” الليبي عن مصادر دبلوماسية لم يذكرها أن لقاء وزراء خارجية دول الجوار سيشهد طرح مبادرة من الاتحاد الأفريقي حول المصالحة الوطنية ومواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة من دول القارة السمراء، بعدما دافعت الهيئة مرارا على أولوية عقد مؤتمر للمصالحة على تنظيم انتخابات، بالتزامن مع ما أوصى به مؤتمر باليرمو، من عقد المؤتمر الوطني الجامع مطلع العام القادم.

وقال وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، إن مسيرة المصالحة الليبية لا تزال طويلة، وهو ما يحتاج إلى ضرورة “مرافقة ليبيا نحو استعادة أمنها الخاص”. وأضاف موافيرو في تصريحات حول ليبيا، على هامش مؤتمر بجامعة لويس في روما، أن مؤتمر باليرمو “كان خطوة مهمة في مسيرة لا تزال طويلة ومتشعبة”، مشيرا إلى استمرار الصراعات المسلحة في ليبيا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here