أفريقيا برس – ليبيا. أثارت حادثة انفجار شاحنة نقل وقود بالقرب من منطقة الزوية ببلدية بنت بية صباح الإثنين ردود فعل محلية ودولية متعددة بعد أن تسببت في وفاة نحو 9 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، حيث قال السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن انفجار شاحنة وقود في بلدة بنت بيه بالمنطقة الجنوبية جعله يشعر بالحزن، وكذلك السفارة، واصفاً الانفجار بالمأساوي.
وتابع نورلاند، في تدوينة نشرها على حساب السفارة الأمريكية على موقع تويتر، الإثنين، أن بلاده تعرب عن تعازيها الصادقة لأسر الضحايا. كما تحث على التعاون الكامل من أجل تسهيل تدخل خدمات الطوارئ .
وفي ذات السياق، أعلنت السفارة الإيطالية لدى ليبيا عزمها إرسال أدوية إلى مستشفيات سبها وبنت بية للمساعدة في علاج مصابي حادث انفجار شاحنة وقود ببلدية بنت بية الذي وقع صباح الإثنين.
وأوضحت السفارة أن إرسال الأدوية سيجرى، الثلاثاء، بالتنسيق مع السلطات المحلية وذلك في إطار المبادرة الثنائية “جسر التضامن” وفق بيان نشرته عبر حسابها بموقع تويتر
وكشف البيان عن إرسال السفير جوزيبي بوتشينو رسالة إلى رئيس بلدية بنت بية، أكد فيها تأثره الشديد بـالحادث المروع المأساوي وعبَّر عن أعمق التعازي لأسر الضحايا.
وفي إطار ردود الفعل الدولية حول الحادثة، قدم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تعازيه لأسر ضحايا انفجار صهريج الوقود ببنت بيه .
وقال وزير الخارجية القطري إنه يقف متضامنا مع أشقاءه أثر هذه المأساة، وختم تغريدته على موقع التواصل الاجتماعي” تويتر” قائلا “نسأل الله الرحمة للضحايا والشفاء العاجل لجميع المصابين “.
محليا ، هدد العديد من أهالي بلدة الوادي الأبيض في أوباري بإغلاق طريق الحقول النفطية، إذا لم يتم توفير الوقود بصورة مستمرة للبلدة بشكل خاص والجنوب بشكل عام خلال سبعة أيام .
وقال الأهالي، في بيان مصور الإثنين، إن حكومتي الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب، وشركة البريقة للنفط تتحمل المسؤولية عن حادث انفجار شاحنة وقود ببلدة بنت بية، ووفاة 8 أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين فجر اليوم، نتيجة التدافع للحصول على الوقود.
وتابع الأهالي أن ما حدث نتيجة المعاناة والاحتياج الشديد للوقود منذ سنوات عديدة، رغم الإلحاح والمطالبة، دون استماع لمطالبهم، مطالبين الجهات المعنية بتدفق الوقود بصورة مستمرة إلى الوادي بشكل خاص والجنوب بشكل عام، وعلى مدار الساعة أسوة بجميع المناطق والمدن الليبية .
وختم الأهالي بيانهم محذرين من عدم الاستجابة لمطالبهم في مدة أقصاها سبعة أيام قائلين إنهم سيضطروا لإغلاق طريق العام المؤدي للحقول النفطية أمام الشاحنات المتجهة للحقول .
وتحدث عميد بلدية بنت بية أشرف خليفة، عن تفاصيل حادث انفجار شاحنة وقود في البلدية الإثنين، محملًا المسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا المسؤولية عن الوضع الراهن في الجنوب .
وقال خليفة، في مقطع فيديو، من داخل مركز سبها الطبي، إن صهريجًا محملًا بوقود البنزين، كميته 40 ألف لتر تقريبًا، احترق على الطريق الرئيسي الرابط بين بلدية سبها وبلديات المنطقة الجنوب، في نطاق بلدية بنت بية، وبالتحديد في محلة الزوية .
وتابع أن الكارثة تذكِّر بأحداث السيول في بلدية غات، مؤكدًا أن عدد المصابين بالحروق كبير، والإمكانات في الجنوب بصفة عامة لا تساعد في علاجهم أو التعامل مع تبعات هذا الحادث.
وأكد خليفة على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين، متابعًا: «لو أنا مسؤول ضعني تحت طائلة القانون، فنحن لم نستطع التعامل حتى بالمطافئ أو السلامة الوطنية.
وطالب عميد البلدية بمحاسبة جميع المسؤولين موضحاً أنه ومنذ 12 سنة يعيش الجنوب الأوضاع ذاتها، فالوسائل البسيطة مثل السلامة الوطنية غير متوافرة، ولا توجد سيارة أو فرق مهيئة للمساعدة في التعامل مع هذه الأزمات، فضلًا عن تردي الخدمات في الطريق والصحة والتعليم وتردي شبكات البنية التحتية وانعدام السيولة وغيرها .
وفي ذات السياق، قال المجلس الأعلى للدولة إن حادث انفجار صهريج الوقود، الذي وقع فجر الإثنين في بلدية بنت بية جنوب غرب ليبيا، هو نتيجة ومحصلة للانقسام السياسي في البلاد، وتعدد الحكومات وعدم قدرة أي من هذه المكونات على بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي .
وتابع المجلس الأعلى للدولة، في بيان نشره المكتب الإعلامي للمجلس عبر صفحته على فيسبوك إن استمرار الانقسام السياسي وتعدد الحكومات يؤدي في النهاية إلى ضعف الخدمات المقدمة للشعب الليبية، وصعوبة وصول هذه الخدمات إلى مستحقيها، خاصة في الجنوب وفي أطراف البلاد والدواخل .
ولفت المجلس إلى الضرورة الملحة لوجود حكومة واحدة تهتم بالمواطن وتقدم خدماتها إليه في جميع أرجاء ليبيا دون استثناء.
ونعى مجلس النواب ضحايا الحادث، مقدمًا خالص تعازيه ومواساته للشعب الليبي وكافة أسر الضحايا، مطالبا الحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا وكافة الأجهزة المعنية بتسخير كافة الإمكانات اللازمة لعلاج المصابين وتقديم الدعم لأسر الضحايا وذويهم .
وفي مؤتمر صحفي، قال وزير الصحة المكلف بحكومة الوحدة الوطنية رمضان بوجناح، إن كل الفرق الطبية والطائرات التي خرجت من مطار معيتيقة إلى مطار سبها جرى اعتراضها ولم يسمح لها بمساعدة مصابي حادثة بنت بية.
وأشار بوجناح إلى أن مستشفى شارع الزاوية استقبل 23 مصابًا تتفاوت إصاباتهم من بليغة إلى متوسطة، ومن المنتظر أن يستقبل مستشفى الحروق بطرابلس بعد ساعات حالات جديدة من الجنوب، لافتًا إلى أن كافة الأجهزة التي تتبع وزارة الصحة تعمل لمعالجة المصابين.
وكشف بوجناح إن وزارة المالية قدمت كل الإمكانات لتقديم المستشفى أفضل الخدمات للمصابين، منوهًا إلى أن مجموعة من المصابين يتلقون العلاج حاليًا في مستشفيي الجلاء و1200 في بنغازي، موضحًا أن الوزارة تحاول نقل الإصابات الأقل للعلاج خارج الوطن.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس