أفريقيا برس – ليبيا. نجحت صناعة المحتوى في مقاطعة المنتجات الأمريكية، في محاولة وبشكل كبير، لإيصال رسالة المقاطعة الباردة.
أنتج صانع المحتوى الليبي، محمد النعاس، عمله ليحث المشاهدين على مقاطعة المنتجات الأمريكية، جاء هذا العمل بفكرة بسيطة وبإمكانيات محدودة، حقق من خلالها الفيديو نسب مشاهدة كبيرة تخطت الثلاثين مليون مشاهدة.
الفيديو أو المحتوى الذي قام النعاس بصناعته، يدعم الآمنين في قطاع غزة ويأتي في إطار نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأقسى أنواع الظلم البشري، كان هدف النعاس وفريقه المحدود إيصال رسالة دعم للشعب الفلسطيني البطل بفيديو يحث على مقاطعة المنتجات الأمريكية التي تسهم بشكل كبير في الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
صانع المحتوى
محمد النعاس، شاب في بداية العشرينات من عمره، طالب يدرس في كلية الهندسة في جامعة طرابلس في العاصمة الليبية طرابلس، في قسم الهندسة الكهربائية، بدأ النعاس صناعة المحتوى والمونتاج قبل عدة سنوات في محاولة لتطوير نفسه حتى أصبح قادرا على الإخراج وصناعة المحتوى.
وقال النعاس إن صناعة المحتوى تعتبر من أكثر الطرق فعالية ويعتبر أكثر طريقة فعالة لتوضيح فكرة أو لنشر رسالة بطريقة تؤثر في عامة الناس.
وتابع النعاس بأنه فوجئ بالضجة الكبيرة التي حدثت بعد الفيديو الذي قام بنشره، ولم يكن يتوقع بأنه سوف يثير جدلا عالميا في وقت قصير، وأن ينتشر هذا المحتوى في أغلب دول العالم، وقال كانت ردود الفعل التي خرجت عن المحتوى كلها ردود إيجابية وكان سعيد بهذه الردود التي حققت الهدف المنشود.
الفكرة
قال النعاس جاءت فكرة الفيديو تضامنا مع الشعب الفلسطيني عندما ارتكب الكيان الإسرائيلي مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وبعد مشاهدة المناظر المؤلمة التي ارتكبت ضد المدنيين، أصيب النعاس بحالة اكتئاب هو وأصدقاؤه، وقرروا أن يقوموا بمساعدتهم بأي شكل من الأشكال، في محاولة لتوضيح فكرة المقاطعة لأن هناك الكثير من المواطنين يتهاونون في مسألة مقاطعة المنتجات الأمريكية.
وتابع: “من هنا بدأت فكرة تدوير الأموال بشكل سلس ومفهوم، بعد الوصول للفكرة، تم البدء في مرحلة الكتابة وجهز النعاس وفريقه الأماكن المستهدفة للتصوير، وقسم المشاهد وقسم محتويات كل مشهد حسب احتياجاته، في محاولة منه في توفير أي نقص لمحتويات التصوير نظرا لإمكانيات الفريق المحدودة”.
وأعتبر أن مسألة تدوير الأموال مسألة معروفة ولكن هناك من لا يريد الاعتراف بها، في محاولة إثبات أن كل الأموال المكتسبة هي أموال للدولة وليست للشركات الأجنبية، حاول قصد هذه الشريحة بهذه الفيديو الذي يوضح مسألة تدوير الأموال.
وأكد بأن هناك إقبال كبير على مقاطعة المنتجات الأمريكية خاصة بعد الفيديو الذي حقق انتشارا كبيرا ومتابعات وصلت للملايين، وأكد بأن هناك أشخاص مقاطعين بالفعل مع إحساسهم بأن هذا المقاطعة هو فعل في الاتجاه الصحيح، وليس أمر خاطئ وأخذ الأمر بشكل جدي وكبير.
وقال النعاس بأن مشاهدة المحتوى وصلت لملايين المشاهدات، فلقد وصل الفيديو في حسابه لأكثر من تسعة ملايين مشاهدة، كما قام بنشره بعض الأصدقاء وتحصل على مشاهدات لأكثر من 22 مليون مشاهدة، وعند جمع عدد المشاهدات سيصل المحتوى لمليار مشاهد تقريبا.
وبعد الضجة وبالانتشار الكبير للفيديو، قال النعاس بأن هذا الفيديو هو من إنتاج كل ليبي غيور، وكأن هذا الأمر صرخة كبيرة من الشعب الليبي داعمة للشعب الفلسطيني.
التأثير الإيجابي
ومن جهتها قالت الأكاديمية الليبية المتخصصة في الشؤون الاجتماعية جميلة بن عيسى، إن الشعب الليبي من أكثر الشعوب تضامنا مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وذلك منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في عام 1948، حيث قامت ليبيا بدعم القضية الفلسطينية ماديا ومعنويا، واستمر هذا الدعم في كل العهود الليبية حتى الآن لإيمانهم بالقضية.
وأوضحت بن عيسى أن صانع المحتوى يشكل قوة تأثير وضغط كبير على العديد من شرائح المجتمع وله القدرة على تعبئة الرأي العام من خلال التأثير على المتابعين والأفكار التي يقوم بطرحها، وطريقة تنفيذ هذه الأفكار وعرضها، هذا الأمر يساهم ويؤثر بشكل كبير، ويجعل أبناء المجتمع يقاطعون المنتجات الأمريكية.
وقالت يعتمد صانع المحتوى على المتابعين أو الجمهور الذي يتلقى المحتوى، أو بالمحتوى في حد ذاته في ظل وجود عدد كبير من المتابعين تكون القاعدة بأن لا وجود لا صانع المحتوى بدون قاعدة شعبية وجماهيرية.
وأكدت أن محتوى المقاطعة كان له تأثير إيجابي كبير داخل ليبيا وخارجها، والدليل على ذلك الفيديو المؤثر الذي قام به الشاب الليبي محمد النعاس والذي يحث على مقاطعة المنتجات الأمريكية، انتشرت هذه الدعاية على نطاق واسع في الوطن العربي وخارجه.
واعتبرت أن الأمر الإيجابي في هذا المحتوى أنه حاول توجيه مناصري حقوق الإنسان في العالم على فداحة ما يحدث في قطاع غزة من قبل الكيان الإسرائيلي ومن يدعمه.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
