بريطانيا ترفع السرية عن وساطة مانديلا بين بلير والقذافي في قضية “لوكربي”

14
وثائق الأرشيف الوطني البريطاني تكشف عن شكوك حكومة بلير بوساطة مانديلا في قضية لوكربي
وثائق الأرشيف الوطني البريطاني تكشف عن شكوك حكومة بلير بوساطة مانديلا في قضية لوكربي

أفريقيا برس – ليبيا. رفع الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة السرية عن وثائق خاصة بمناقشات بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ورئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا، حول قضية “لوكربي”، حيث تدخل مانديلا للوساطة بين بريطانيا وليبيا، حسب موقع “ذا ناشيونال” الإماراتي.

وأعيد تسليط الضوء على الوثائق بالتزامن مع شروع الولايات المتحدة في محاكمة المواطن الليبي، ضابط الاستخبارات السابق، أبوعجيلة مسعود المريمي، الذي سلمته حكومة الوحدة المؤقتة بمزاعم التورط في تنفيذ التفجير الإرهابي لطائرة “بان أمريكان”، المتجهة إلى نيويورك من لندن في 21 ديسمبر 1988، ما أسفر عن مقتل 259 شخصا و11 شخصا آخرين من سكان بلدة لوكربي الاسكتلندية، التي سقطت الطائرة فيها.

اجتماع بلير ومانديلا بشأن القضية

وتكشف ملفات من العام 2001 نتائج اجتماع بين بلير ومانديلا بعد إدانة محكمة إسكتلندية في العام نفسه، عبد الباسط المقرحي بالتورط في التفجير.

وكان مانديلا وأفراد من العائلة المالكة السعودية ساعدوا في السابق في التفاوض بشأن تسليم المقرحي من ليبيا لمحاكمته، وفق ما نقلت وسائل إعلام بريطانية اليوم الجمعة.

وقبلها أصدر مجلس الأمن الدولي عقوبات اقتصادية على ليبيا بما في ذلك حظر مبيعات الأسلحة، وفي الاجتماع بين الطرفين، عارض مانديلا موقف الأمم المتحدة.

ووصف مانديلا تحميل ليبيا المسؤولية القانونية عن التفجير بأنه «خطأ»، بعدما درس الحكم الصادر من المحاكمة انتقد رواية القضاة.

بلير: ليبيا قد لا تكون مسؤولة بشكل مباشر عن تفجير “لوكربي”

وكشفت الوثائق المفرج مناقشة مانديلا الأمر مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان؛ لأنه شعر أن قرار مجلس الأمن الذي يطالب الرئيس الليبي معمر القذافي بقبول المسؤولية يتعارض مع الموقف القانوني.

وردا على مانديلا قال بلير: “لم نكن نصر على أن القذافي أمر بتفجير لوكربي، قد لا تكون الدولة الليبية مسؤولة بشكل مباشر لكنهم ما زالوا مسؤولين عن أفعال المقرحي”، وفق “ذا ناشيونال”.

كما ذكر بلير، مانديلا مرة أخرى خلال الاجتماع أن المقرحي كان عضوا في جهاز المخابرات الليبي عندما نفذ التفجير.

وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق إنه إذا خسر المقرحي استئنافه، فمن المفترض أن ليبيا ستضطر إلى التوصل إلى بعض الترتيبات بشأن دفع التعويضات، مضيفا:”كما كان يعتقد أنه سيكون من المعقول أن يتحدث القذافي إلينا حول هذا الأمر”.

ولم يجادل مانديلا في هذه النقاط، لكن أكد أن يُنظر إلى قرار القذافي بدفع التعويض على أنه “طوعي وليس لأنه ملزم قانونا بالقيام بذلك”، وفق الوثائق.

مانديلا يتهم البريطانيين بـ”نكث وعودهم”

وأظهرت وثيقة أخرى انتقاد مانديلا للبريطانيين، حيث رأى أنهم “نكثوا وعودهم”، إذ أنه “لم يقبل موقفهم بخصوص عدم رفع العقوبات لحين الوفاء بمتطلبات قرارات مجلس الأمن” في هذا السياق، وأن التوافق كان على رفق العقوبات عن ليبيا مقابل تسليم المقرحي.

وعلقت الوثيقة بأن “مانديلا يعاني في أفضل الأحوال من ذاكرة انتقائية، ومن سوء فهم أساسي للقانون الدولي”، مكملة: “لم نعهد في أي وقت من الأوقات بأننا سنتخلى عن بعض من قرارات مجلس الأمن أو أن نرفع العقوبات.. من المحتمل أنه وعد ليبيا بأكثر مما اتفقنا عليه”.

ولم تتحمل ليبيا المسؤولية عن التفجير حتى مايو 2003. ووافقت بعدها على إنشاء صندوق بقيمة 2.7 مليار دولار لتعويض أسر القتلى في الانفجار.

وكان المقرحي هو الرجل الوحيد الذي أدين بالهجوم وحكم عليه بالسجن المؤبد حتى إطلاق سراحه لأسباب إنسانية في العام 2009، بعد تشخيص إصابته بالسرطان، وتوفي في ليبيا العام 2012. والشهر الجاري اتُهم أبوعجيلة مسعود بصنع القنبلة التي دمرت الطائرة، وجرى احتجازه لدى الولايات المتحدة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here