أفريقيا برس – ليبيا. صرّح رمضان أحمد بوجناح، نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أن إيطاليا وأوروبا بإمكانهما لعب دورًا أكبر لدعم الدول المصدرة للمهاجرين غير النظاميين، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
جاء ذلك على هامش توقيع اتفاق “السلام خير” لعودة النازحين والتعايش السلمي بين الأهالي والتبو في مرزق، وهي مدينة تقع في جنوب غرب ليبيا، حيث قال بوجناح: “يمكن لإيطاليا أن تلعب دورًا أكبر مع الدول الأوروبية وأن تنشئ صندوق تنمية لأفريقيا لدعم بلدان منشأ المهاجرين”.
وقالت وكالة “نوفا”، إن الاتفاقية، الموقعة اليوم في روما، تم التوصل إليها بوساطة إيطاليا، وعلى وجه الخصوص، عبر منظمة “مبادرات آرا باتشيس” الغير حكومية من أجل السلام.
وقال نائب رئيس الوزراء الليبي:”إيطاليا لديها مشاكل كثيرة وهذه مشكلة خطيرة”، مضيفًا: “مشكلة الهجرة هي لماذا يغادرون بلادهم؟ لأنهم يبحثون عن حياة أفضل. لماذا لا نخطط في بلدانهم للسماح لهؤلاء الأشخاص بالبقاء؟ إن جميع النفقات التي تنفق على الأمن والمهاجرين وكل ما يحدث هي مبلغ كبير يمكن إنفاقه في بلدان المنشأ من أجل التنمية”.
وأشار بوجناح إلى أنه “لا أحد يغادر إذا كان هناك استقرار وعمل وتنمية،ما يدفع هؤلاء الناس إلى المغادرة هو الرغبة في حياة أفضل. إنهم يضحون بأرواحهم من أجل أطفالهم وعائلاتهم”، مشيرا إلى أن “البلدان التي لديها مشاكل مع الهجرة غير النظامية تضع الخطط. ليبيا بلد عبور مثل إيطاليا، المهاجرون يبحثون عن أي طريقة من بينها تلك المرفوضة، ثم يغادرون مرة أخرى. الظروف في مراكز الاحتجاز الآن أفضل بكثير”.
أن إيطاليا بإمكانها لعب دورًا كبيرًا في ليبيا
وأوضح أن إيطاليا بإمكانها لعب دورًا كبيرًا في تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا، مشيرا إلى أن “أول شيء نريده هو أن تساعدنا إيطاليا في الحفاظ على الأمن على حدود فزان المليئة بالثغرات. استقرار البلاد مرهون بفزان، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والاتجار غير المشروع. الاستقرار والأمن في ليبيا ينطلقان من فزان وليس من شمال ليبيا”.
وتابع “تتنافس العديد من الدول لدخول ليبيا. لماذا ليست إيطاليا أول من فعل شيئًا لفزان؟ يمكن أن تطلق مشاريع اقتصادية وصناعية، وتخلق فرص العمل والأمن”، مضيفا: “نرى أن تركيا تفعل الكثير لتوحيد القوات المسلحة، لكننا توقعنا هذا من إيطاليا، وهي جارتنا”، في إشارة إلى دور أنقرة وضمنيًا اتفاقية التعاون العسكري الموقعة في ديسمبر 2019 في اسطنبول من قبل الحكومة التركية والمدير التنفيذي للاتفاق الوطني آنذاك بقيادة فايز السراج.
فزان أكثر استقرارًا وأمنًا
ولفت بوجناح إلى أن منطقة فزان، جنوب غرب ليبيا، أصبحت “أكثر استقرارًا وأمنًا” مع صدام حفتر، نجل الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي المتمركز شرقي البلاد.
وصرّح بوجناح “اليوم أريد أن أقول الحقيقة أن فزان أكثر استقرارًا وأمانًا مما كانت عليه قبل عام. صدام حفتر شخصية عسكرية قوية للغاية: يمكننا العمل معه لخلق المزيد من الاستقرار لخلق قوة عسكرية أكثر صلابة، بعيدًا عن الانقسام السياسي. المشكلة ليست مع المواطنين الليبيين ولكن مع السياسيين الليبيين لأن الجميع يعملون من أجل مصالحهم الشخصية. المواطن الليبي يريد الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية: لا يأبه لمن المسؤول”.
وأعلن بوجناح موافقته على أن الشركات التركية تعمل في ليبيا “بفضل الأمن الذي يقدمه حفتر”، موضحا أنه يؤيد الانتخابات في أسرع وقت ممكن، لكن في ظل الظروف الأمنية المناسبة.
وأردف نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المسؤول عن الجنوب قائلًا: “لو أجريت الانتخابات الآن في ليبيا لكانت مأساة، حيث لا ضامن لنتيجة التصويت”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
